كيف استدل على ليلة القدر؟ وما هي حكمة الله عز وجل في إخفاء تلك الليلة عن العباد؟ إن ليلة القدر ليلة عظيمة لما لها من فضل كبير، كما أن فيها خير وثواب عظيم على كل من يقيم ويحيي شعائرها، ومن خلال موقع القمة سنتعرف على كيفية الاستدلال على ليلة القدر.
كيف استدل على ليلة القدر
وصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتحرى ليلة القدر في الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان، فقد جاء عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:[1]
“تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في الوِتْرِ مِنَ العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ” [صحيح البخاري].
وهنا يأتي السؤال كيف استدل على ليلة القدر، فلقد ذكر لنا الرسول صلى الله عليه وسلم بعض الدلائل والعلامات التي تشير إلى ليلة القدر، وذكرت تلك الأدلة في الأحاديث الشريفة في السنة النبوية كما يلي:
عن عبد الله بن عباس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“ليلةُ القدْرِ ليلةٌ سمِحَةٌ، طَلِقَةٌ، لا حارَّةٌ ولا بارِدَةٌ، تُصبِحُ الشمسُ صبيحتَها ضَعيفةً حمْراءَ” [صحيح الجامع]، ويتمثل شرح الحديث فيما يلي:
- ليلة القدر تكون سمحة وطيبة، يملأها الخير والبركة.
- الجو يكون معتدل بحيث لا يكون فيه حر أو برد.
- الشمس تكون في تلك الليلة ضعيفة الضوء ومن السهل النظر إليها دون أن تكسر النظر.
- يتميز لون قرص الشمس بأنه يكون مائل إلى الحمرة أكثر من الصفار.
عن أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قال:
“ أخبَرَنا رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّها تطلُعُ يومَئذٍ لا شُعاعَ لها“ [صحيح مسلم].
عن أبي بن كعب قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عن دلالة ليلة القدر:
“ وَأَمَارَتُهَا أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ في صَبِيحَةِ يَومِهَا بَيْضَاءَ لا شُعَاعَ لَهَا” [صحيح مسلم].
- الشمس ستطلع في صبيحتها صافية وليس لها شعاع.
- ضوء الشمس سيكون صافٍ ولا يرى للشمس أي أشعة ممتدة.
- ينتشر ضوء الشمس بلا شعاع كما يضيء القمر بلا شعاع.
اقرأ أيضًا: هل ليلة 27 من رمضان هي ليلة القدر
حكمة الله في إخفاء ليلة القدر
في ضوء معرفة كيف استدل على ليلة القدر، نجد أن ليلة القدر ليلة مباركة ويرغب كافة المسلمين في التماس فضل وبركة تلك الليلة وأن ينالوا الرحمة والمغفرة والثواب من الله عز وجل، وقد وصانا الرسول صلى الله عليه وسلم أن نتحرى ليلة القدر للحصول على ذلك الثواب الكبير.
ونجد أن من حكمة الله عز وجل أنه أخفى ليلة القدر عن العباد، حتى يجتهد المسلمون في تأدية العبادات المختلفة لالتماس الثواب العظيم من الله عز وجل الرحمة والمغفرة، فإن العمل الصالح يقرب العبد من ربه.
لذلك نجد أن هناك حكمة عظيمة في إخفائها عن الناس حتى يكثروا من أداء العبادات فلا تكون مقتصرة على ليلة واحدة بل يبتغون فضلها في عشرة أيام.
فضل ليلة القدر
بعدما تعرفنا على كيف استدل على ليلة القدر، تجدر الإشارة إلى فضل ليلة القدر العظيم، فإن شهر رمضان شهر مبارك عند الله عز وجل وقد فضله عن سائر الشهور الأخرى.
وفي شهر رمضان ليلة من أعظم الليالي وأكثرها خيرًا فهي ليلة مباركة وعظيمة فالخير فيها لا يوضع له حد، ولقد ذكر فضل تلك الليلة المباركة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
1- فضل ليلة القدر في القرآن الكريم
أنزل الله سبحانه وتعالى سورة القدر لتوضح الفضل العظيم لليلة القدر، حيث قال الله تعالى:
{إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴿1﴾ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ﴿2﴾ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴿3﴾ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ﴿4﴾ سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ} [سورة القدر].
وتوضح سورة القدر في آياتها فضل تلك الليلة المباركة ونوضحه لك كما يلي:
- توضح الآية الأولى أن القرآن الكريم أنزله الله سبحانه وتعالى على الرسول صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر.
- إن العبادة في ليلة القدر أفضل عند الله من العبادة في ألف شهر آخر.
- ينزل الملائكة وجبريل (الروح) على الأرض بالخير والبركة على المسلمين.
- تختم سورة القدرة بآية جميلة توضح أن ليلة القدر ليلة يملأها السلام وخالية من الشر والأذى، كما تكثر في العبادات وطاعة الله والأعمال الصالحة.
من الآيات التي توضح فضل ليلة القدر قول الله تعالى:
{فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ} [سورة الدخان: 4 – 5]،
وتشير الآية الكريمة إلى أن الله عز وجل يقدر مقادير الخلائق على مدار العام، ويكتب كل ما يرده أن يحدث في السنة المقبلة.
كما أشار الله عز وجل عن نزول القرآن الكريم في ليلة القدر، أنها ليلة خير وتملؤها البركة، حين قال الله تعالى:
{إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ} [سورة الدخان: 3].
اقرأ أيضًا: متى تبدأ ليلة القدر؟ ومتى تنتهي؟
2- فضل ليلة القدر في السنة النبوية
كما ذكرنا فإن ليلة القدر من أهم الليالي الذي يجب أن يغتنمها المسلمون، ولقد ذكر فضلها في السنة والأحاديث النبوية الشريفة، نذكر منها ما يلي:
- عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما دخل شهر رمضان: “إنَّ هذا الشَّهرَ قَد حضرَكُم وفيهِ ليلةٌ خيرٌ مِن ألفِ شَهْرٍ من حُرِمَها فقد حُرِمَ الخيرَ كُلَّهُ ولا يُحرَمُ خيرَها إلَّا محرومٌ” [صحيح ابن ماجه].
يدل هذا الحديث على فضل تلك الليلة المباركة فقد خاب وخسر من أدركه رمضان ولم يغفر له ولم يلتمس الثواب والمغفرة في ليلة القدر المباركة، فإن من فاتته تلك الليلة حرم من ثوابها والخير الوفير الذي لا يحد من قدره شيء.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“مَن يَقُمْ لَيْلَةَ القَدْرِ، إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ” [صحيح البخاري].
في الحديث الشريف وعد من الله عز وجل أن من يجتهد في أداء العبادات التماسًا في مغفرة الله ورحمته وهو مؤمن بفضل وبركة هذه الليلة يغفر له الله ذنوبه أنها لكم تكن من قبل ويجازيه بثواب وأجر عظيم، مما يدل على فضل وعظمة ليلة القدر.
يعد سؤال كيف استدل على ليلة القدر من أهم الأسئلة التي يجب أن يعرف إجابتها المسلم ولكن من الجدير بالذكر أن عدم ملاحظة تلك العلامات لا يعني عدم وقوع الليلة حيث إن الله عز وجل يخفيها على من يشاء.