تجربتي مع علاج الوسواس والخوف من الموت بالقرآن الكريم كانت ناجحة جدًا وفعالة، لأن تدبر آيات القرآن جعلني أشعر بأن هناك العديد من الأمور التي كانت غائبة عن ذهني، ومكنني من رؤية الحياة على حقيقتها، مما ساهم بشكل كبير في علاج المشكلة التي أعاني منها من جذورها، ومن خلال موقع القمة سأقوم بعرض تجربتي وتجارب أشخاص آخرين ربما تساعدكم.
تجربتي مع علاج الوسواس والخوف من الموت بالقرآن الكريم
الخوف من أقوى المحفزات التي تؤثر على الإنسان، وأنا أدرى الناس بما يمكن للخوف فعله في الإنسان، وكيف يمكن أن يؤثر الخوف على تفكيره وجوارحه، فإن شعرت بالخوف يمكن أن أتجمد في مكاني كالميت، ويمكن أن أجري ميل في دقيقة.
وقد عشت حياتي كلها في رعب وفزع غير مبرر، ولم أكن لأستطيع أن أعيش حياتي بشكل طبيعي مثل الأولاد الآخرين، لأنني كنت دائمًا أسيرًا لخوفي من أي شيء وكل شيء، وقد نمى معي الخوف مثل أخٍ ملتصق..
لا يدعني ولو للحظة كلما كبرت تفاقمت مشكلتي، خصوصًا بعد موت أبي؛ إذ بت أنا بلا فخر رجل المنزل والسند والعضد لأمي وأخواتي، لذا كان يجب أن أجد حلًا.
للحق سبب صحوتي لم يكن نابع داخليًا، ولكني أحمد الله أنني قررت أن أفتح التلفاز في هذا التوقيت بالذات، إذ كانت قناة المجد تبث تلاوة عذبة للآية الكريمة:
{أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ ۗ وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَٰذِهِ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَٰذِهِ مِنْ عِندِكَ ۚ قُلْ كُلٌّ مِّنْ عِندِ اللَّهِ ۖ فَمَالِ هَٰؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا} [سورة النساء: 78].
كانت هذه بداية تجربتي مع علاج الوسواس والخوف من الموت بالقرآن الكريم، لا أعرف لما رغم أنني قرأت القرآن مئات المرات مسبقًا، لكن كان لهذه الآية أثر عظيم في نفسي..
ربما لأنني كنت هش بسبب موت أبي وبسبب مشاعري المختلطة بين الرغبة في تحمل المسؤولية، وبين الحاجة الشديدة للاختباء في غرفتي والانهيار.
لكني تأملت الآية وبدأ حوار طويل مع نفسي شجعني على أخذ خطوة إيجابية والبحث عن حل، ولكن هذه المرة وأنا مفعم بالأمل والإيمان بالله سبحانه وتعالى، لن أكذب بالطبع وأقول إنني تعافيت تمامًا من الوساوس والخوف المرضي، ولكني بدأت أهدأ وأتحكم في انفعالاتي بشكل أفضل بفضل الله سبحانه وتعالى.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع الوسواس القهري الجنسي
أسباب الوسواس والخوف من الموت
في إطار عرض تجربتي مع علاج الوسواس والخوف من الموت بالقرآن الكريم فإنني كنت أبحث عن السبب الذي جعل شخصيتي تشكل على هذا النحو، رغم أن أخواني بخير حال ولا يعانون من أي اضطرابات نفسية.
فإنني قد وجدت أن هناك استعداد جيني ووراثي لمثل هذه الحالات، كما وجدت مجموعة من الأسباب الأخرى مثل ما يلي:
1- الخوف من المجهول
يعتقد علماء النفس أن كل البشر لديهم شعور دفين بالخوف من الغموض، فكل الظواهر التي لم يتفهمها القدماء هابوها بشدة مثل الشمس والقمر والرعد وكل الظواهر الطبيعية التي عبدتها الشعوب البدائية.
2- الخوف من فقدان القدرة على السيطرة
لأن الموت من الأمور التي تخرج عن حدود القدرة البشرية، فمن الطبيعي أن يشعر بالرهبة منه كل الناس، رغم أن الدراسات تشير إلى أن الكبار في العمر يخشون لحظة الاحتضار بينما الأجيال الشابة تخشى فكرة الموت نفسها.
3- التعرض للصدمات
يعتقد الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون من هوس وخوف مرضي من الموت تعرضوا إلى حوادث مفجعة في عمر صغير جدًا أو خسروا أحد المقربين منهم، مما سبب لهم هذا الاضطراب النفسي.
علاج الوسواس والخوف المرضي من الموت
في ظل الحديث عن تجربتي مع علاج الوسواس والخوف من الموت بالقرآن الكريم، فإنه من الضروري أن أوضح أن لكم أن تلاوة القرآن بشكل يومي وتدبر معانيه، وقد ساعدتني كثيرًا في علاج الوساوس التي كانت تأتيني بشكل مستمر وتعيق سير حياتي.
ولكني لم اكتفِّ فقد بذلك بل قمت بقراءات مكثفة في علم النفس والفلسفة، وبدأت المتابعة مع طبيب نفسي متميز استخدم معي أسلوب العلاج السلوكي المعرفي، والذي كما صاغها الطبيب عبارة عن أداة تستخدم لعلاج التحديات العاطفية.
ذلك من خلال القيام بعدد قليل من الجلسات التي يتم بها التعرف على دوافع الإنسان ومخاوفه، ومسببات الحياة عنده، ويساعد العلاج السلوكي المعرفي على ما يلي:
- يساعد على حصر آليات التحكم في العواطف والانفعالات.
- يمكن الشخص من التعامل مع الحزن والخسارة.
- يعالج الصدمات المرتبطة بالعنف والإساءة.
- يقوم بمداواة أمراض مثل (الاكتئاب، الرهاب، اضطرابات النوم والشهية، اضطرابات الوسواس القهري، وغيرهم).
اقرأ أيضًا: تجربتي مع التلبينة والوسواس
أفضل النصائح لعلاج الوسواس والخوف المرضي من الموت
في ظل الحديث عن تجربتي مع علاج الوسواس والخوف من الموت بالقرآن الكريم يجدر أن أنوه إلى أنني مارست الرياضة، ورغم أن ما أقوله يبدو مكرر للغاية، فإنها بالفعل تحسن الحالة النفسية وبعد أي نشاط بدني شاق كنت أشعر بصفاء وراحة غير طبيعية، كما أنني أيضًا قمت باتباع مجموعة من النصائح، والتي تتمثل فيما يلي:
- الاطلاع أكثر على كل ما كتب عن الموت من أبحاث ونظريات والحديث مع أشخاص خاضوا مواجهة حقيقية مع الموت وجهًا لوجه.
- تعلم الاستمتاع باللحظة وتقدير الأشياء البسيطة بها، واستشعار نعم المولى عز وجل، بدايةً من إشراقة شمس الصباح، وحتى القدرة على رؤية جمال السماء والبراعم الخضراء.
- تكوين رؤية واضحة عن جوهر الحياة على المستوى الفردي وتحديد هوية الإنسان وأولوياته.
- القيام بتجارب جديدة متنوعة، والتواصل مع أشخاص من ثقافات أخرى والحديث مع الناس عن المتعلقة الأمور بالموت ونظرتهم له.
- تقديم العون لمن يحتاجه والاشتراك في أنشطة تطوعية كثيرة.
ممارسة التأمل بشكل مستمر يوميًا ساعدني على ملاحظة أفكاري والانتباه إلى جذور مخاوفي، مما ساعدني على التعامل معها بشكل أفضل وقلل من نوبات الهلع التي كانت تعتريني.