في هذا المقال، سنستعرض آيات قرآنية تتعلق بالظلم والصبر وكيف يمكننا تجسيد معانيها في حياتنا اليومية. فالظلم تجربة عاشها الكثير منا في مرحلة ما من حياته على الأقل.
قد يكون من الصعب على الإنسان أن يصبر في وجه الظلم، حيث تتجلى معظم أفكاره في الانتقام من الشخص الذي ألحق الأذى به. ومع ذلك، فقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بالصبر على الابتلاء، حيث يُعتبر الظلم اختبارًا من الله عز وجل.
آيات قرآنية عن الظلم
تحتوي القرآن الكريم على آيات تتناول مختلف جوانب الحياة الإنسانية وتشرح العواطف المتنوعة التي نشعر بها. وتبيّن أيضًا كيفية تجاوز الصعوبات بفضل الله عز وجل، حتى في أقسى حالات الظلم. إليكم بعض الآيات القرآنية المتعلقة بالظلم والصبر:
- سورة آل عمران، الآية 117: “مَثَل مَا ينفِقونَ فِي هَٰذِهِ الْحَيَاةِ الدّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَموا أَنفسَهمْ فَأَهْلَكَتْهۚ وَمَا ظَلَمَهم اللَّه، وَلَٰكِنْ أَنفسَهمْ يَظْلِمونَ”.
- سورة الأنعام، الآية 21: “وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ ۗ إِنَّه لَا يفْلِح الظَّالِمونَ”.
- سورة النساء، الآية 168: “إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا”.
- سورة يونس، الآية 44: “إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا، وَلَٰكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ”.
- سورة آل عمران: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ”.
- سورة البقرة، الآية 114: “وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا ۚ أُولَٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ ۚ لَهُم فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ”.
- سورة الأنعام، الآية 93: “وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ ۗ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ ۖ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ”.
- سورة الروم، الآية 9: “أوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ، وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ”.
- سورة العنكبوت، الآية 40: “فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ، وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ”.
أنواع الظلم
تتعدد أنواع الظلم، وأكثرها شيوعًا هو ظلم الفرد للآخر. بالإضافة لذلك، هناك أنواع أخرى من الظلم تم التعرف عليها من خلال تفسير الآيات المتعلقة بهذا الموضوع. ومن بين هذه الأنواع نجد:
- يعتبر الشرك بالله نوعًا من الظلم، حيث يظلم الفرد نفسه.
- يتسبب في حرمانه من نعمة الإيمان بالله القادر، وينطبق ذلك أيضًا على ارتكاب المعاصي.
- تتجلى المنكرات في الظلم الذي يلحق الشخص بنفسه والآخرين نتيجة اتباع شهواته.
- ظلم الفرد لنفسه هو أحد أخطر أنواع الظلم، إذ يكون جاهلًا بأنه يرتكب الظلم.
- حيث أن الإسلام كمصدر للحق، يُوضح أن ظلم العبد لنفسه يحدث عندما ينتهك أوامر الله عز وجل.
- وعندما يعرض نفسه للعذاب يوم القيامة، فإن ذلك يُعد ظلمًا عظيمًا، خصوصًا عند الشرك بالله.
- تُعتبر الغش والخداع في الموازين نوعًا من الظلم الذي يقوم به بعض البشر تجاه الآخرين.
- الغيبة والنميمة تُعتبر ظلمًا للآخرين.
- عند الحديث عن التظالم بين الأفراد، غالبًا ما يتم ذكر أمثلة مثل أخذ أموال الآخرين بدون حق.
- بيع الشخص فوق ثمن أخيه، أو وصف شخص بصفة غير صحيحة حتى وإن كانت صحيحة، بما يُعرف في الإسلام بالغيبة.
- إثارة الفتن بين الناس أو الإساءة إليهم في كرامتهم أو صحتهم أو أموالهم.
الآثار السلبية للظلم وعواقبه
يُنبه الإسلام دائمًا على ضرورة تجنب ظلم الآخرين أو حتى ظلم النفس. فكل تحذير يحمل معنى عميق، حيث يُعتبر الظلم مرضًا يعرّض الأفراد والمجتمعات لمشكلات أخرى. وفيما يلي بعض العواقب:
- تزايد سخط الله سبحانه وتعالى على الظالم.
- ازدياد ذنوب الظالم وشعور المظلوم بأخذ حقوقه من حسنات الظالم.
- الوعيد بعذاب الله للظالم وحرمانه من الجنة.
- إحداث دمار في المجتمعات بسبب الظلم.
- إنهاء أسر كاملة ومجتمعات بأكملها نتيجة الظلم.
- حرمان الظالم من شفاعة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة.
- إذلال الظالم في الدنيا كما فعل مع الآخرين، وصغره يوم الحساب أمام الله عز وجل.
- فقدان النعم، وانعدام البركة في حياته.
- ظهور مشكلات اجتماعية مثل الكذب، والعنف الذي يمكن أن يتطور إلى القتل.
فوائد الصبر في الإسلام
يوجد العديد من الفوائد التي يحصل عليها الشخص المظلوم عندما يصبر على ما يمر به، فالصبر يحمل آثارًا إيجابية كبيرة تظهر في الدنيا والآخرة. وإليكم بعض هذه الفوائد مدعومة بالدلائل القرآنية:
- يساعد الصبر على التكيف مع المصائب، مما يخفف من تأثيرها السلبي ويحد من المعاناة.
- تُعتبر هذه القدرة على التحمل نعمة من الله.
- يحصل الشخص الصابر على أجر عظيم في الآخرة، كما جاء في قوله تعالى: “إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ”.
- يزيد الصبر من الطمأنينة في القلوب، مما يساعد على الرضا حتى في أصعب الظروف.
- ومع ذلك، لا يُفقد هذا الطموح للسعي نحو الأفضل.
- يساعد الصبر على الحماية من آثار النفس الدنيئة، إذ يجعلك تفكر جيدًا قبل ظلم الآخرين.
- يُعزز من قرب الله وتأييده للصابرين، حيث قال: “وَاصبِروا إِنَّ اللَّـهَ مَعَ الصّابِرينَ”.
- يُعتبر الصبر وسيلة للتكفير عن الذنوب، كما قال تعالى: “إِلَّا الَّذِينَ صَبَروا وَعَمِلوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَة وَأَجرٌ كَبِير”.
- يتجنب الصبر الوقوع في الكيد والخداع، كما ذكره الله: “وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا”.
- يُعتبر الصبر وسيلة لتوفير العون للعبد على بليته، كما قال: “وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ”.
- يُعد الصبر مفتاح نجاح الإنسان في الدنيا، حيث قال: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ”.
آيات قرآنية عن الصبر
- قال الله تعالى في سورة البقرة: “وَاِسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ”.
- قال الله تعالى في سورة البقرة: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ”.
- أيضًا قال الله تعالى في سورة البقرة: “وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ”.
- قال الله تعالى في سورة آل عمران: “بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ”.
- قال الله تعالى في سورة آل عمران: “أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ”.
- أيضًا قال الله تعالى في سورة آل عمران: “وَكَأَيْنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ”.
- قال الله تعالى في سورة آل عمران: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ”.
أحاديث نبوية عن الظلم
- قال النبي -عليه الصلاة والسلام- فيما يرويه عن الله عز وجل: “يا عبادي إنِّي حرَّمتُ الظلمَ على نفسي وجعلتُه بينكم محرَّمًا، فلا تظالموا، يا عبادي كلكم ضالٌّ إلا من هديتُه، فاستهدوني أَهْدِكم،
- يا عبادي كلكم جائعٌ إلا من أطعمتُه، فاستطعموني أُطعمكم، يا عبادي كلكم عارٍ إلا من كسوتُه، فاستكسوني أكْسُكُم، يا عبادي إنَّكم تُخطئون بالليلِ والنَّهارِ، وأنا أغفرُ الذنوبَ جميعًا، فاستغفروني أغفرُ لكم،
- يا عبادي إنَّكم لن تبلغوا ضُرِّي فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفَعوني، يا عبادي لو أنَّ أوَّلكم وآخركم وإِنْسَكم وجِنَّكم، كانوا على أتقى قلبِ رجلِ واحدٍ منكم، ما زاد ذلك في ملكي شيئًا،
- يا عبادي لو أنَّ أوَّلَكم وآخركم وإنْسَكم وجِنَّكم كانوا على أفجرِ قلبِ رجلٍ واحدٍ ما نقص ذلك من ملكي شيئًا،
- يا عبادي لو أنَّ أوَّلَكم وآخرَكم وإنسَكم وجِنَّكم، قاموا في صعيدٍ واحدٍ فسألوني، فأعطيتُ كل إنسانٍ مسألتَه، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقصُ المِخْيَطُ إذا أُدْخِلَ البحرَ،
- يا عبادي إنَّما هي أعمالكم أُحصيها لكم ثمَّ أوفِّيكم إياها، فمن وجد خيرًا فليحمدِ اللهَ، ومن وجد غيرَ ذلك فلا يلومَنَّ إلا نفسَه).
- قال صلى الله عليه وسلم: “اتَّقوا الظُّلمَ، فإنَّ الظُّلمَ ظلماتٌ يومَ القيامةِ، واتَّقوا الشُّحَّ فإنَّ الشُّحَّ أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءَهم واستحلَّوا محارمَهم”.
- في رواية أنس بن مالك عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: “اتَّقوا دعوةَ المظلومِ، وإن كان كافرًا، فإنه ليس دونها حجابٌ”.
كيفية التعامل مع شعور الظلم
يمكن أن يكون شعور الظلم مؤلمًا وصعبًا، ولكن هناك استراتيجيات تساعد في التعامل مع هذا الشعور ومواجهة الظلم بشكل فعال. إليك بعض النصائح:
-
التفكر والتأمل:
- حاول فهم أسباب مشاعرك والتفكير فيها بموضوعية، حيث قد يكون الشعور بالظلم ناتجًا عن توقعات غير واقعية أو تأثيرات خارجية.
يساعد تحليل الوضع على تهدئة مشاعرك.
- حاول فهم أسباب مشاعرك والتفكير فيها بموضوعية، حيث قد يكون الشعور بالظلم ناتجًا عن توقعات غير واقعية أو تأثيرات خارجية.
-
الدعاء:
- اللجوء إلى الله بالدعاء يمكن أن يخفف من شعور الظلم. استخدم أدعية مثل: “اللهم عوضني خيرًا مما فقدت” و”اللهم اجعل لي مخرجًا من همي”.
-
التواصل مع شخص موثوق:
- مشاركة مشاعرك مع شخص تثق به يمكن أن يكون مريحًا ويساعد في تخفيف الحمل العاطفي وأن يقدم لك نصائح قيمة.
-
ممارسة الأنشطة الإيجابية:
- انغمس في الأنشطة التي تجلب لك السعادة، مثل القراءة أو الرياضة أو الهوايات، مما يُحسن حالتك النفسية.
-
التأمل في القيم والمبادئ:
- تذكر أن الحياة مليئة بالتحديات، ومن خلال الصبر والإيمان بالعدالة الإلهية يمكنك تقليل شعور الظلم. تذكر أن الله يعلم كل شيء وأنه هو العادل قد يمدك بالراحة.