أبناء موسى عليه السلام
وفقاً لما ذكره علماء الأمة، فإن نبي الله موسى -عليه السلام- قد ارتبط بزواج من ابنة الشيخ الذي قابله في مدين. وقد قام موسى بالتعرف عليها وعلى أختها حينما ساعدهما في سقي الغنم، وبعد ذلك ذكرتاه بخير أمام والدهم، الذي كان شيخاً مسناً. وعرض الشيخ على موسى أن يزوّجه إحدى ابنتيه على أن يعمل لديه لمدة ثماني سنوات في رعاية الأغنام. وبدوره، تزوج موسى إحدى الفتاتين، ويقال إن اسمها صفورا، وقد أنجبت له غلامين لم تُذكر أسماؤهم. وبعد انتهاء فترة عمله، أخذ موسى أسرته (زوجته وأبنائه) وعاد بهم إلى مصر. ويُذكر أن هذا الشيخ الذي التقى به نبي الله موسى كانت حوله أقوال عدة؛ حيث قيل إنه نبي الله شعيب عليه السلام، أو أنه ابن أخيه أو ابن عمه، كما قيل إنه شخص مؤمن من قوم شعيب.
تكليم الله لموسى
خلال رحلة النبي موسى من مدين إلى مصر، وتحديداً أثناء عودته إلى وطنه، نزلت تكلمات الله -عز وجل- عليه، حيث أوحى إليه بالنبوة والرسالة، وأمره بالدعوة إلى توحيد الله وعبادته. وتشير الروايات إلى أنه بينما كان موسى وعائلته يسيرون في ظلام الليل وسط برودة الجو، واجه صعوبة في إشعال النار. لكنه لاحظ ضوءاً من بعيد، فترك عائلته وذهب نحو ذلك الضوء للتقرب من النار. وعندما ابتعد عنهم، سمع صوت الله -عز وجل- يناديه، حيث قال الله تعالى: (فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي يَا مُوسَى*إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى*وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى*إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي).
دعوة موسى ونبوته
تناول القرآن الكريم قصة دعوة موسى -عليه السلام- لقومه إلى عبادة الله -عز وجل- في العديد من السور، مثل سور الأعراف، يونس، طه، الشعراء، والقصص، من بين أخرى. وقد بدأ سرد قصة موسى -عليه السلام- بمواجهته لفرعون، الذي ادّعى الألوهية، إلا أن فرعون أصر على موقفه ولم يتنازل لنبي الله موسى. وقد أخبر الله تعالى بمصير فرعون المحتوم، ونجاة موسى وقومه من ظلمه.