تُعتبر فاتحة الكتاب من السور العظيمة التي تحمل قيمةً معنوية كبيرة، حيث أوجب الله تعالى علينا قراءتها في كل ركعة من الصلوات الخمس، دون استثناء. وقد خصصت كفاتحة الكتاب لأنها تتضمن مغزى جميع معاني القرآن الكريم.
تعددت أسماء سورة الفاتحة، إذ تعرف باسم أم الكتاب، الشافية، السبع المثاني، الوافية، والحمد، وذلك لأنها تتضمن حمد الله وتعظيمه، وتعتبر دعاءً لله من مخاوف الدنيا والآخرة. نستعرض هنا ستة أسرار مهمة عن معاني السورة وأسباب نزولها.
أسباب نزول سورة الفاتحة
- تتميز سورة الفاتحة بأهميتها الكبيرة في حياة المسلم وعقيدته، ولذلك أمرنا الله عز وجل بقراءتها في كل صلاة، فلا تقبل الصلاة بدون تلاوتها في كل ركعة. وقد أوضح الله لنا أنه يمكننا قراءة أي سور أخرى من القرآن الكريم، لكن الفاتحة واجبة.
- أحد أسباب نزول سورة الفاتحة هو ما حدث عندما ذهب النبي صلى الله عليه وسلم إلى ورقة بن نوفل وهو خائف بسبب صوته المنادي، فعليه قال ورقة: “ثبّت إذا سمعت هذا الصوت مجددًا واذهب صوبه.” وعندما نودي عليه مرة أخرى، استجاب النبي وأعلن “لبيك”، ثم استمر الوحي بالقول إلى أن وصل لآخر الفاتحة.
فضل سورة الفاتحة
إذا بحثنا في فضل سورة الفاتحة، نجد أنها من السور التي لا تحصى فضائلها، كونها أولى سور القرآن الكريم ونقرأها في كل صلاة. إليكم بعض فضائلها:
- قال ابن عباس: بينما الوحي حاضر عند النبي صلى الله عليه وسلم، سمع صوت نقير فوق رأسه، وأكد له أنه باب من أبواب السماء قد فتح اليوم وجاء ملك لم ينزل الأرض إلا اليوم. ثم بشره بالضوءين، وهما سورة الفاتحة وخواتيم سورة البقرة.
- تُعتبر سورة الفاتحة رقية شافية من الأمراض، فقط بقراءتها بركوع وخشوع، فهي بأمر الله تُعالج من أي مرض أو حسد.
- وُصف الرسول صلى الله عليه وسلم أن الفاتحة هي بين العبد وربه، إذ يتجاوب الله مع عبده أثناء قراءتها.
تفسير سورة الفاتحة مختصر
نقدم إليكم تفسيرًا مختصرًا لمعاني سورة الفاتحة كما ورد عن العلماء، حيث أكدوا أنه لا شيء أعظم عند الله من فراحة الكتاب:
بسم الله:
- أي استعانة بالله عز وجل، حتى يبعد الشيطان عن سماع هذه الكلمة، ويبارك الله في أعمالنا.
الرحمن الرحيم:
- أسماء من أسماء الله الحسنى، تشير إلى رحمته الواسعة للعباد.
الحمد لله:
- تحميدٌ لله على نعمه التي لا تحصى.
رب العالمين:
- أي الذي يربي العالمين ويدبر أمورهم.
مالك يوم الدين:
- أي أن الله هو مالك يوم القيامة ويتصرف في شؤونه.
إياك نعبد وإياك نستعين:
- نخضع لله وحده بالعبادة ولا نستعين إلا به.
أهدنا الصراط المستقيم:
- ارتباط بالدعاء لتوجيهنا لطريق الهدى.
صراط الذين أنعمت عليهم:
- الطريق المخصص لعباد الله الصالحين.
غير المغضوب عليهم:
- يدل على أولئك الذين تركوا الحق بعد معرفته.
ولا الضالين:
- وهم الذين ابتعدوا عن الحق نتيجة جهلهم.
أسماء سورة الفاتحة ومعانيها
تمتلك فاتحة الكتاب العديد من الأسماء بسبب فوائدها الكبيرة، إليكم بعضًا منها:
فاتحة الكتاب:
- هذا الاسم يشير إلى افتتاح المصحف بها عند قراءة القرآن وافتتاح الصلاة.
السبع المثاني:
- تشير إلى السبعة آيات العظيمة، وتعادل قراءة كل آية بقراءة المصحف بالكامل.
أم الكتاب وأم القرآن:
- لأنها تعبر عن أصل القرآن وتحتوي على أحكامه.
القرآن العظيم:
- لأنها تجمع معاني القرآن بالكامل.
سورة الحمد:
- لأنها تبدأ بكلمة “الحمد لله رب العالمين”.
الوافية:
- لأنها تحمل معاني وأحكام القرآن العظيم.
الكافية:
- لقاؤها يكفي عن قراءة باقي القرآن.
الأساس:
- لأنها السورة الأولى وأساس القرآن الكريم.
الرقية والشافية:
- لأنها عنصر رئيسي في الرقية الشرعية وتساهم في الشفاء بإذن الله.
بحث عن فضل سورة الفاتحة
- تعتبر سورة الفاتحة السورة الأولى في القرآن ولا يمكن قراءة الكتاب دونها، فهي فرض من فروض الصلاة وضرورية لتقبل الصلاة. وقد اختلف العلماء فيما إذا كانت مكية أم مدنية، حيث يعتبر بعضهم أنها مكية استنادًا لما حدث للنبي صلى الله عليه وسلم. بينما ذهب آخرون إلى أنها مدنية استنادًا إلى ما رواه أبو هريرة. ويظهر عظمة سورة الفاتحة في معانيها؛ فهي تهدي نحو الحق، وشفاء للمس من جميع الأدواء.