من هو أبو عبيدة بن الجراح
- أبو عبيدة بن الجراح هو أحد الصحابة الكرام والقادة العسكريين الذين خدموا الإسلام في عدة معارك، وهو من بين الصحابة الذين بشرهم النبي بالجنة.
- وكان ضمن أوائل من أسلموا، وقد أطلق عليه الرسول لقب “أمير الأمة”.
- كان أبو عبيدة من السابقين إلى الإسلام، وهاجر مع المؤمنين إلى الحبشة ومن ثم إلى المدينة المنورة.
- شهد العديد من الغزوات مع النبي محمد، بما في ذلك غزوة بدر.
- أظهر ثباتاً ملحوظاً في المعركة يوم أحد عندما تعرض المسلمون لمفاجأة من المشركين بقيادة خالد بن الوليد.
- عندما تولى أبو بكر الصديق الخلافة بعد وفاة النبي، وقع على عاتق أبو عبيدة مسؤولية فتح بلاد الشام.
- ومع تولي عمر بن الخطاب الخلافة بعد أبي بكر، عُين أبو عبيدة قائداً للجيش بدلاً من خالد بن الوليد.
- نجح أبو عبيدة في فتح مدينة دمشق وعدد من المدن والقرى في الشام، وكان معروفاً بالأخلاق العالية والكرم، رضي الله عنه.
دخول أبو عبيدة الإسلام وهجرته إلى المدينة
- كان أبو بكر الصديق هو من شجع أبو عبيدة على دخول الإسلام، حيث توجه مع مجموعة من الصحابة إلى النبي محمد ليعلنوا إسلامهم، وكان ذلك في أولى مراحل الدعوة الإسلامية.
- عند إسلامه، كان عمره 25 عاماً، وقد أعجبه ما وجده في الإسلام من سماحة وعدل.
- لم يُعرف ترتيب أبو عبيدة بين من أسلم في البداية، لكن يُذكر أنه من بين الثمانية الأوائل الذين دخلوا الإسلام بفضل أبو بكر.
- هاجر أبو عبيدة مرتين، مرة إلى الحبشة وأخرى إلى المدينة المنورة.
أخلاق أبو عبيدة وصفاته
تميز الصحابي أبو عبيدة بعدة صفات نبيلة منها:
الزهد في الدنيا
- كان أبو عبيدة يعيش حياة بسيطة للغاية؛ وحينما كان عمر بن الخطاب يدخل على منزله، لم يجد فيه سوى بساط ووعاء طعام وقطعة خبز قليلة، مما جعل عمر يبكي عند رؤية حاله.
الرفق وحسن الخلق
- عندما أرسل النبي محمد عمرو بن العاص إلى الشام، شعر عمرو بالقلق، لذلك عُين أبو عبيدة قائداً للمجموعة المرسلة معه.
- وحين وصولهم إلى البلاد، أعلن عمرو أنه قائدهم، لكن المهاجرين ردوا بأن أبو عبيدة هو قائدهم، فأعطى له أبو عبيدة الإمارة.
الورع
- عندما حل الطاعون في الشام، شعر أبو عبيدة بضرورة الخروج منها، لكنه مع ذلك رغب في البقاء مع أصحابه وعدم النجاة بنفسه.
- عندما علم بذلك، بكى عمر بن الخطاب تضامناً مع رغبة أبو عبيدة.
حسن الخلق والحلم
- في إحدى المناسبات، كان أبو عبيدة بين مجموعة من الرجال وأشار إليهم أن يتمنوا، وقد فاجأهم عندما تمنى عمر بن الخطاب أن يكون لديه رجال مثل أبو عبيدة.
- كما عينه أبو بكر الصديق كأمين لبيت المال لأمانته، حيث أطلق عليه النبي محمد لقب “أمين الأمة”.
فضائل أبو عبيدة بن الجراح
- كان أبو عبيدة من المقربين المفضلين للنبي محمد عليه الصلاة والسلام.
- يُعتبر أحد المبشرين بالجنة.
- لقبه النبي بـ “أمين الأمة”.
- كان من الأشخاص الذين أوكلهم أبو بكر لمبايعة الناس في يوم السقيفة.
- شارك في العديد من الغزوات كغزوة بدر وغزوة أحد.
للمزيد من المعلومات، يمكنكم الاطلاع على:
جهاد أبو عبيدة وأعماله خلال الخلافة
- شارك أبو عبيدة في كثير من الغزوات مثل بدر وأحد، بالإضافة إلى غزوة الحديبية.
- كان والده من المشركين، وكان أبو عبيدة يحاول تجنب قتاله، لكنه في النهاية اضطر لقتله.
- عينه النبي محمد قائداً لجيوش الشام وأرسله والياً على أهل نجران.
- بعد عزل خالد بن الوليد، تولى أبو عبيدة إمارة الشام.
- كما يُذكر أن الفتح جاء على يديه في معظم بلاد الشام.
- قام أبو بكر بتعيينه أميناً على بيت المال، وعينه عمر بن الخطاب أمير أمراء الشام.
- قاد أبو عبيدة سرية الجيش المرسلة من النبي محمد لتلبية الطلبات في إحدى الغزوات، وأرسله رسول الله ليعلم أهل اليمن القرآن والسنة.
تفشي الطاعون ووفاة أبو عبيدة
- حينما ظهر الطاعون في الشام في السنة الثامنة عشر للهجرة، كان أبو عبيدة موجودًا في تلك المنطقة.
- أرسل إليه عمر بن الخطاب ليغادر إلى مكة، لكنه فضل البقاء في الشام، امتثالًا لتوجيهات النبي بعدم مغادرة المدينة إذا حلت بها مثل تلك المحن.
- عُرف ذلك العام بعام الرمادة بسبب القحط الشديد الذي تعرض له الناس.
- بلغ الطاعون ذروته في بلدة عمواس التي تقع بين الرملة والقدس، ورفض أبو عبيدة مغادرة المدينة بالرغم من كونه أميرها.
- أصر أبو عبيدة على البقاء مع السكان، مستندًا إلى وصية النبي التي تمنع النزوح من المدينة عند ظهور الطاعون.
- أدى ورعه وزهده إلى وفاته جراء الطاعون، وأعلم عمر بأنه قد حل بوادر الموت في تلك المدينة.
- وبعد معاناته، بعث برسالة إلى أمير المؤمنين يخبره عن وصيته وإعادته للأمانات، باستثناء أمانة لامرأة كان قد زُوجت قبل انتهاء العدّة.
- تم إرسال مائة دينار لها، وأمروا بإعادتها إليها.
- أوصى عمر أن يُدفن حيث توفي، تفادياً لتأسيس عادة جديدة قد يبدأ الناس بالتمسك بها.
- شدد على أهمية إقامة أركان الإسلام والتأكيد على الزهد، ونشر الوعي بين الناس حول الموت.
- ثم توجه للصلاة في بيت المقدس ولكن الموت أدركه قبل وصوله.
من أقوال أبو عبيدة بن الجراح
- “مثل قلب المؤمن، مثل العصفور، يتقلب كل يوم كذا وكذا مرة.”
- “في يوم من الأيام كنت إماماً، وبعد أن انصرفت قلت: ما زال الشيطان بي آنفًا حتى أريت أن لي فضلاً على غيري، لا أؤم أبدًا.”
- “وددت أني كبش فذبحني أهلي، فأكلوا لحمي وحسوا مرقي.”
- “ما من الناس من أحمر ولا أسود، حر ولا عبد، عجمي ولا فصيح، أعلم أنه أفضل مني بتقوى، إلا أحببت أن أكون في مسلاخه.”
- “التهلكة: هو أن يذنب، ثم لا يعمل بعده خيرًا حتى يهلك.”
قتل والده وآثر حب الله ورسوله
- شارك أبو عبيدة في جميع الغزوات مع النبي صلى الله عليه وسلم، وفي غزوة بدر كان والده ضمن صفوف المشركين التي حاربت المسلمين.
- رغم محاولته البقاء بعيدًا عن والده الذي كان مصممًا على قتاله، إلا أنه لم يكن أمامه خيارٌ آخر سوى قتله، وهو ما يعبر عن حبه لله ولرسوله.
- أنزل الله تعالى فيه آية في سورة المجادلة تتحدث عن فضل الموالاة لله ورسوله، حتى لو كان ذلك ضد الأهل.
إن لقب أبو عبيدة بن الجراح بـ “القوي الأمين” يلخص جوانب عديدة من شخصيته ودوره في التاريخ الإسلامي:
- القدرة العسكرية: كان قائداً بارعاً، معروفاً بشجاعته ومهارته في المعارك، مثل معركة مؤتة.
- الشجاعة والصمود: أبدى شجاعة عظيمة في السباقات العديدة التي خاضها، مما جعله أحد أبرز القادة العسكريين.
- الصدق والأمانة: عُرف بالأمانة والموثوقية، مما جعله يحظى بلقب “الأمين”.
- التفاني والإخلاص: كان مثالاً من أمثلة الإخلاص في خدمة الإسلام والنبي محمد ﷺ، وتجلى ذلك في صبره وقيادته الحكيمة.
- قول النبي محمد ﷺ: “إن لكل أمة أمينًا، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح.”
- الشجاعة في القتال: خلال معركة مؤتة، أظهر شجاعة وعزيمة قوية في قيادة الجيش.
- حياته الشخصية: كان معروفًا بالصدق والأمانة حتى في الأمور المتعلقة بالعائلة والمال.