مرض الطاعون هو عدوى بكتيرية تنتقل إلى البشر من خلال الحيوانات والبراغيث، مما يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة تصل إلى الموت، لذا أطلق عليه لقب “الموت الأسود”.
أعراض مرض الطاعون
يتميز مرض الطاعون بوجود ثلاثة أنواع رئيسية، وهي الطاعون الدملي، والطاعون التسممي، والطاعون الرئوي. يختلف كل نوع من هذه الأنواع في الأعراض والمناطق التي تؤثر في الجسم، كما هو موضح أدناه:
1- الطاعون الدملي
يعتبر الطاعون الدملي الأكثر شيوعًا بين أنواع الطاعون، ويتميز بانتفاخ الغدد الليمفاوية. يبدأ تطور هذا المرض بشكل عام في غضون أسبوع من لدغة برغوث مصاب.
يمكن أن يتسبب الانتفاخ في مناطق مختلفة مثل الفخذ أو الرقبة أو الإبط، ويبلغ حجم الانتفاخ تقريبًا بحجم بيضة الدجاج.
تشمل الأعراض الشائعة لهذا النوع ما يلي:
- ألم وحرارة عند لمس المنطقة المنتفخة.
- صداع في الرأس.
- آلام في العضلات.
- شعور بالإرهاق والتعب.
- حمى مصحوبة بقشعريرة فجائية.
2- الطاعون الرئوي
يؤثر الطاعون الرئوي على الرئتين ويعتبر من أكثر الأنواع خطورة نظرًا لإمكانية انتقاله من شخص لآخر عبر رذاذ السعال. تظهر الأعراض بعد فترة وجيزة من الإصابة، وتتضمن:
- صداع.
- سعال مع بلغم دموي.
- غثيان وقيء.
- ضعف عام.
- صعوبة في التنفس.
- ارتفاع في درجة الحرارة.
يجدر بالذكر أن كلا النوعين يُمكن أن يؤديان إلى تطور النوع الثالث من الطاعون.
تشخيص مرض الطاعون
يمكن للطبيب تحديد وجود البكتيريا المسؤولة عن مرض الطاعون باستخدام الطرق التالية:
- إجراء اختبار الدم في حالة وجود الطاعون الدملي.
- أخذ عينة من العقد الليمفاوية المنتفخة للتأكد من الطاعون الدملي.
- استخراج السائل من الشعب الهوائية بواسطة أنبوب، مثل تنظير القصيبات، للتحقق من الطاعون الرئوي.
- فحص العينات في المختبر للكشف عن وجود البكتيريا، وأحيانًا يمكن الحصول على نتائج أولية خلال ساعتين، والنتائج التأكيدية في غضون يوم أو يومين.
- في حالة الاشتباه بالمرض، غالبًا ما يُعطى المريض المضادات الحيوية في أقرب وقت ممكن لتفادي تفاقم الحالة.
آلية تطور مرض الطاعون في جسم الإنسان
- تعتبر البراغيث والذباب الوسطاء الرئيسيين في نقل العدوى إلى البشر، حيث تلتصق هذه الحشرات بالجلد وتقوم بإفراز البكتيريا المسببة للمرض عليه.
- تخترق البكتيريا الجلد وتدخل العقد الليمفاوية من خلال القنوات الليمفاوية السطحية، حيث تتكاثر في الغدد مكونة الطاعون الدملي.
- إذا لم يُعالج المريض، تنتقل البكتيريا إلى الدم، مما يتسبب في تقرحات ونزيف يؤثران على مختلف أجهزة الجسم.
- يتسبب الطاعون الرئوي في انتقال العدوى عبر استنشاق البكتيريا من شخص لآخر.
- بينما يحدث الطاعون التسممي نتيجة تطور الطاعون الدملي والرئوي وانتشارهما داخل الدم.
علاج الطاعون
- يجب استشارة الطبيب فور التشتبه في الإصابة بمرض الطاعون، إذ يعتبر من الأمراض المهددة للحياة.
- العلاج المبكر بواسطة المضادات الحيوية يمكن أن يكون فعالًا جدًا في معالجة المرض.
- إذا تُرك المرض دون علاج، فإنه يمكن أن يتطور بسرعة، حيث يتضاعف الطاعون الدملي في مجرى الدم، ويتطور إلى الطاعون الإنتاني أو ينتقل إلى الرئتين ويتسبب في الطاعون الرئوي.
من المهم الإشارة إلى أنه يمكن أن تتسبب الحالة المتقدمة للمرض في وفاة المريض خلال 24 ساعة من الإصابة، لذا يجب البدء في تناول الأدوية المناسبة فورًا، مثل:
- مضادات حيوية قوية مثل جنتاميسين أو سيبروفلوكساسين، بالإضافة إلى الأكسجين والسوائل عبر الوريد.
- عزل المرضى المصابين بالطاعون الرئوي لمنع انتقال العدوى عبر السعال.
- التأكد من اتخاذ العاملين في المجال الصحي التدابير الضرورية للوقاية من الإصابة.
- تستمر فترة العلاج لأسابيع بعد زوال الحمى تمامًا، مع متابعة الحالة الصحية للأشخاص الذين يتعاملون مع المصابين.
الوقاية من مرض الطاعون
- يجب إبلاغ المجتمع عن وجود حالات إصابة بالطاعون لتفادي الاختلاط بالمصابين.
- يجب على عائلة المريض اتخاذ الاحتياطات اللازمة، خاصة إذا كان هناك طاعون حيواني في البيئة المحيطة.
- ينبغي توعية الأفراد بعدم التعامل مع البراغيث أو جثث الحيوانات.
- يجب التعامل مع المريض وفقًا للاحتياطات القياسية، والابتعاد عن أي أدوات استخدمها المريض.