أحكام غير المسلمين وكيفية التعامل معهم في المجتمع الإسلامي

أحكام أهل الذمّة

يُعرّف أهل الذمّة بأنهم الأفراد الذين اختاروا العيش بسلام ضمن الدولة الإسلامية، وقَبِلوا بحكم الإسلام وشريعته كإطار يُسيطر على حياتهم. وبدورهم، يلتزم هؤلاء بما يفرضه عليهم الدين من دعمٍ وتبعية، ويجب عليهم دفع الجزية لتأكيد ذلك الالتزام. في العصر الحديث، يُشار إليهم كمواطنين. وقد أوضح القرآن الكريم الأحكام والمبادئ التي تنظم العلاقة بين المسلمين وأهل الذمّة، حيث أقرّ الله ضرورة الإحسان إليهم وفق ما شرعه، وفي نفس الوقت حذر من ظلمهم أو الاعتداء عليهم، مشدداً على العقوبات لمن ينتهك حقوقهم. ومع ذلك، إذا أبدوا العداء للمسلمين أو شَنّوا حربًا ضدهم، فإن الودّ والعلاقة بينهم وبين المسلمين تكون غير مبررة.

التزامات أهل الذمّة في إطار الإسلام

يتعين على أهل الذمّة الالتزام بالقوانين والأحكام الإسلامية، والتي تشمل النقاط التالية:

  • الخضوع لسلطة القضاء الإسلامي والتحاكم وفقًا له.
  • تجنّب انتقاد المسلمين أو دينهم أو نبيهم أو كتابهم وأحكامهم بشكل سَاخر.
  • عدم ممارسة الفواحش أو المنكرات في الدولة الإسلامية، مثل التعرّي، وشرب الخمر، وأكل لحم الخنزير، وبناء دور العبادة الخاصة بهم بطريقة تمس بخصوصية المجتمع المسلم.
  • الامتناع عن أي تصرفات قد تضر بالمسلمين، مثل التآمر أو التجسّس عليهم ونشر الفساد في المجتمع الإسلامي.
  • تمييز هويتهم عن المسلمين لتفادي أي غموض، وعلي الإمام أن يفرض ذلك أو يتركه بناءً على المصلحة العامة.

حقوق أهل الذمّة في الإسلام

تمثّل حقوق غير المسلمين، سواء كانوا من أهل الذمّة في الدولة الإسلامية أو غير ذلك، عدة مسائل هامة، ومن أبرز تلك الحقوق:

  • دعوتهم إلى الله وإلى اعتناق دين الإسلام.
  • تجنب الظلم تجاههم، سواء في النفس أو المال أو العرض.
  • الإحسان إليهم وأكرام الجوار، مثل تقديم الصدقات لهم إذا كانوا في حاجة، مع عدم جواز تقديم الزكاة.
  • يرجّح عدم بدء المسلم بالسلام تجاه الذمي، ولكن يجب عليه الرد بإيجابية إذا قام الذمي بالسلام أولاً.
  • القيام بالتعامل التجاري معهم، مثل البيع والشراء، حيث لا تُحظر هذه المعاملات بموجب الشريعة الإسلامية، وقد كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يتعامل مع غير المسلمين في التجارة.
Scroll to Top