أبيات شعرية للمتنبي تتناول موضوع الحب

لعينيك ما يلقى الفؤاد وما لقي

إلى عينيكِ يتجه القلبُ في شغف، ويمتزج في داخلي ما فقدتهُ وما لا يزال باقيًا.

لم أكن من الأشخاص الذين يدخلهم الحبُّ إلى قلوبهم، ولكن من يراها، يسقط في هوى عشقها.

بين الرضا والغضب، والقرب والبعد، هناك مجالٌ لدمع العيون، المتلألئة بالحبّ.

أحلى الحبِّ هو ما يتشابه فيه الوصل والغياب، فهو أملٌ مستمر دائماً.

وعندما تغضب، تكون كمن يسكر في خدر الشباب، خاصة عندما أشتاق إلى وجهكِ.

شعرُكِ كان شوقي الذي أملكه في شبابي، كما كانت البسمة التي تخفي كل المعاني.

لم أتعرفْ على مشاعر العشق بشكل كامل، لكن كل من يحبُّ لا يستطيع الاحتفاظ ببعده.

سقاكِ الله أيام الشوق التي أحببتُها، وفعلتُ ما فعلتهُ دون النظر للزمان.

عندما انغمستُ في حبك، شعرت أن الزمن يتشقق حولي، كما لو كنا نتحدث عن رقصة الزمن.

أما في موقف الوداع، فقد كان مصيري أن أودع بكاء الدموع، كما لو أن المخاوف تبرق في الأفق.

ودعناهم، كما ودَعَ ابن أبي الهيجاء، إلى قلبٍ متباعد.

بينما كنت تدور في بلدان الأمل، كنتُ أراقب كل شيء حولك، كأنني كنت أرى خيولاً في الحرب.

كلُّ درعٍ وجولةً ضمن لي أملاً أصيلاً في المدى.

حتى في الأوقات الصعبة، حاولت أن أُظهر قيمة الوفاء.

فلا تستهين بالحقيقة التي أقولها، فهو رجلٌ يحتاج إلى شجاعة حين يتحدث.

إنه لا يضاهي بالبقاء، مثل السؤال عن المطر انتظاراً لقطرة.

لقد قُلتُ ما كنا نستحقه، وقدمنا كل شيء مع النيات الصادقة.

عندما رأى ملك الروم سعادتك بين الزهور، تآمر لأنه أُعجب بك.

كان يحمل الرماح والسهام، مستعداً للقتال من أجلك.

كتب لك رسالة من أرض بعيدة، كان فيها ما تبادلتهما تفاصيل الطريق الأصلي.

حاشا أن تتجاهل صعوبة سعيك عندما أتيتِ به.

فمتى ما تماديت في الشدائد، فإنه يُظهر الحب في أقصى تجلياته.

لم يكن في صراعك حاجزٌ يعيقك.

فإذا كنت لا تعرف ما يتحتم عليك فعله، فأتمنى لك سلاسة الأرض وعيش هادئ.

بدا لي أنه إذا حققت طموحي في مواجهة الأعداء، فإنني سأحقق معجزة عظيمة.

فبطيبة نفسك ستقوى على التعامل مع المواقف الصعبة.

يجب أن تدرك أن أمان نفسك يكمن في إعطائك للآخرين دون شروط.

فالكرم الحقيقي هو الذي لا يُشترى، بل يُؤخذُ في الاعتبار.

فإنك بكرمك تجلب الفرحة لمن حولك، وكانت الكرمات جزءًا من روحك.

عندما يحمل السر في قلبك سواء بالطاعة أو الشجاعة، ويجلب لك الأمل.

الحب ما منع الكلام الألسنا

الحبُّ لا يُخفي الكلام، وهو ما يجعل شكوى العشاق لذيذة، رغم الصمت.

ليت الحبيب الحاجز بغيابه، يفكر فيما أصابنا، دون أن يكون لنا ذنب في الفراق.

كنا معًا، ولكن إذا كنت بالحدث لا تعرف ما خسره الآخر، فقلبي منفصل.

حتى النفس تُحرق تحت وطأة الحنين، كأنما أُشعلت النيران بيننا.

أفدي اللحظة التي ودعتُ فيها ناظرة بعيدة، بين زفرات الوداع.

لا تنكر تكرار حدوث الأزمات، لكني عرفتُ بها وتقبلتها.

قد قررت أن أعيش حياتي لأستمر، سواء كنت بقربها أو بعيدًا.

ما زلت أعيش اللحظات صادقة تحت السماء، كما لو كانت تحديّاتي تضعني أمام النور.

كفى بجسمي نحولاً

الهجر أثّر في بدني، بحيث أنني فقدت جزءًا من روحي في كل مرة.

وتباعد الليل عن النوم يعكس لي حالتي، كما لو أنني فقدت شيئًا عزيزًا.

روحي تتراقص في الهموم، وكأنها لا تشعر بالمعاناة.

كفى بجسمي نحولاً، فأنا رجل يفتقد لمخاطبتك.

كتمت حبك

كتمتُ حبكِ حتى أصبح جزءًا من كياني، ولم يعد هناك مفترق.

كأن حبكِ أصبح يجللني، وبدت صحتي تتأثر بجذور هذا الحب.

لعيني كل يوم منك حظ

لكل يومٍ من محبتك نصيبٌ من السعادة.

تغمرني اللحظات العجيبة.

تجفّ الأرض بسبب تقلبات الزمن، وتخلق نوعًا من السحر.

ودائماً ينزل الحب، ويجعل الحياة ملونة.

تسير مع الأحباب وكأنك تلعب بأحلامك، بينما تتساقط بتلات الزهور حولك.

تستمر الكرم من حولك، وكأن هناك عطاءً فطريًا، ذو طبيعة خاصة.

وجارية شعرها شطرها

وجارية بوجهها الحسن، الْمُحكَم تخلق جاذبية لا مثيل لها.

تدور وتُسحر بحركاتها، وكأن قواها تتحكم بقلوبنا.

إن أسكرتها، فنعيش في جهل لما فعله قلبها بنا.

Scroll to Top