أحاديث نبوية تتناول مفهوم الرضا
تُعتبر الأحاديث النبوية الشريفة كل ما ورد عن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- من أقوال أو أفعال أو تقارير أو صفات، وهي تعد المصدر الثاني للتشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم. سنستعرض في هذا المقال مجموعة من الأحاديث النبوية التي تتعلق بمفهوم الرضا.
أحاديث نبوية حول رضا العبد ورضا الله
الرضا يُعبر عن التسليم لإرادة الله -عز وجل- وقدره، بنفوس طيبة ونوايا حسنة. ومن الأحاديث التي تشير إلى رضا العبد تجاه الله -تعالى- ما يلي:
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ذاقَ طَعْمَ الإيمانِ مَن رَضِيَ باللَّهِ رَبًّا، وبِالإسْلامِ دِينًا، وبِمُحَمَّدٍ رَسولًا).
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يا أبا سَعِيدٍ، مَن رَضِيَ باللَّهِ رَبًّا، وبِالإسْلامِ دِينًا، وبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا، وجَبَتْ له الجَنَّةُ، فعَجِبَ أبو سَعِيدٍ، فقالَ: أعِدْها عَلَيَّ يا رَسولَ اللهِ، فَفَعَلَ، ثُمَّ قالَ: وأُخْرَى يُرْفَعُ بها العَبْدُ مِئَةَ دَرَجَةٍ في الجَنَّةِ، ما بين كل دَرَجَتين كما بين السَّماءِ والأرْضِ، قالَ: وما هي يا رَسولَ اللهِ؟ قالَ: الجِهادُ في سَبيلِ اللهِ).
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلاثًا، ويَكْرَهُ لَكُمْ ثَلاثًا؛ فَيَرْضَى لَكُمْ: أن تَعْبُدُوا اللهَ ولا تُشْرِكُوا به شيئًا، وأن تَعْتَصِمُوا بحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا ولا تَفَرَّقُوا، ويَكْرَهُ لَكُمْ: قيلَ وقالَ، وكَثْرَةَ السُّؤالِ، وإضاعَةِ المالِ. وفي رواية أخرى: مِثلُ هذا، غيرَ أنَّه قالَ: ويَسْخَطُ لَكُمْ ثَلاثًا، ولم يذكر: ولا تَفَرَّقُوا).
- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: (دَخَلْنَا مع رَسولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- على أَبِي سَيْفٍ القَيْنِ، وكانَ ظِئْرًا لإِبْرَاهِيمَ عليه السَّلَامُ. فأخَذَ رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إبْرَاهِيمَ، فَقَبَّلَهُ وشَمَّهُ، ثُمَّ دَخَلْنَا عليه بَعْدَ ذلكَ وإِبْرَاهِيمُ يَجُودُ بنَفْسِهِ. فَجَعَلَتْ عَيْنَا رَسولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- تَذْرِفَانِ، فَقالَ له عبدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ -رضي الله عنه-: وأَنْتَ يا رَسولَ اللَّهِ؟ فَقالَ: يا ابْنَ عَوْفٍ، إنَّهَا رَحْمَةٌ. ثُمَّ أَتْبَعَهَا بأُخْرَى، فَقالَ -صلى الله عليه وسلم-: إنَّ العَيْنَ تَدمَعُ، والقَلْبَ يَحْزَنُ، ولا نَقُولُ إلَّا ما يَرْضَى رَبُّنَا، وإنَّا بفِراقِكَ يا إبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ).
- عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: (إنَّ عِظَمَ الجزاءِ مع عِظَمِ البلاءِ؛ وإنَّ اللهَ تعالى إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم. فمن رضيَ فله الرِّضا، ومن سخِط فله السُّخطُ).
أحاديث متنوعة تتعلق بالرضا
هناك العديد من الأحاديث النبوية التي تتحدث عن رضا العباد كذلك عن رضا الله تجاه العبد، ومنها ما يلي:
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (تَعِسَ عبدُ الدِّينارِ، والدِّرْهَمِ، والقَطِيفَةِ، والخَمِيصَةِ. إنْ أُعْطِيَ رَضِيَ، وإنْ لَمْ يُعْطَ لَمْ يَرْضَ).
- قال الله -سبحانه وتعالى-: (ابنَ آدمَ، إن صبرتَ واحتسبتَ عند الصَّدمة الأولى لم أرْضَ لك ثوابًا دون الجنَّةِ).
- جاءَ نَاسٌ مِنَ الأعرابِ إلى رَسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: (إنَّ نَاسًا مِنَ المُصَدِّقِينَ يَأْتُونَنَا فَيظْلِمُونَنَا. قالَ: أَرْضُوا مُصَدِّقِيكُمْ. قالَ جَرِيرٌ: ما صَدَرَ عَنِّي مُصَدِّقٌ مُنذُ سَمِعْتُ هذا مِن رَسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، إلا وَهو عَنِّي رَاضٍ).
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها-: (إنِّي لَأَعْلَمُ إذا كُنْتِ عَنِّي راضِيَةً، وإذا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى. قالَتْ: فَقُلتُ: مِن أيْنَ تَعْرِفُ ذلكَ؟ فقالَ: أمَّا إذا كُنْتِ عَنِّي راضِيَةً، فإنَّكِ تَقُولِينَ: لا وَرَبِّ مُحَمَّدٍ، وإذا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى، قُلْتِ: لا وَرَبِّ إبْراهِيمَ، قالَتْ: قُلتُ: أجَلْ، واللَّهِ -يا رَسولَ اللَّهِ- ما أهْجُرُ إلَّا اسْمَكَ).