آثار قوم عاد و النبي هود
برز نبي الله هود -عليه السلام- في قوم عاد الذين عاشوا في منطقة الأحقاف. قال الله -تعالى- في كتابه: (وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ). تعتبر الأحقاف مكانًا يعتقد أنه قد يكون في حضرموت، والتي تُعرف أيضًا باسم شحر أو الرمال، أو قد يكون واديًا يتوضع بين عمان ومهرة.
تعد حضرموت إقليمًا يقع في الجنوب من شبه الجزيرة العربية، حيث تحده عمان من الشرق، وعدن من الغرب، والسعودية من الشمال. تتميز بوجود ساحل رملي يتخلله بعض المرتفعات الجبلية، بالإضافة إلى أودية مثل وادي الكسر، وادي دمعن، وادي الجزع، وادي سنام. تحتضن حضرموت العديد من المدن مثل شبام وشبوة ونزيم والمكلا، وتُعرف بسكناها المستمر لعدة قبائل منها قبائل شيبان ومهرة، وقد أُطلق عليها لقب وادي الأحقاف.
تجدر الإشارة إلى أن قوم عاد قد منحهم الله القوة والشجاعة لامتلاك الأرض، ولكن بدلاً من أن يشكروا الله -تعالى- على ما وهبهم، قاموا بإفساد الأرض وظلم أهلها.
آثار قوم ثمود و النبي صالح
تتميز قوم ثمود، الذين أُرسل إليهم صالح -عليه السلام-، بمهارتهم في نحت المنازل في الجبال. قال الله -تعالى-: (وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ). كانوا يقيمون في الحِجر، كما ورد في قوله -تعالى-: (وَلَقَد كَذَّبَ أَصحابُ الحِجرِ المُرسَلينَ). يقع الحِجر في منطقة وادي القرى بين المدينة المنورة والشام، ويعرف أيضًا بمدائن صالح، حيث كانت بيوتهم المنحوتة تعكس تميزًا معماريًا رائعًا. تُظهر الآثار لبيوتهم أيضًا وجودها في الأردن بمدينة البتراء.
هلاك عاد وثمود
هلاك قوم عاد
تميز قوم عاد بالتفاخر بقوتهم؛ حيث قال الله -تعالى- على لسانهم: (فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً). كانوا ينكرون وجود الله -تعالى- الخالق القادر، ويمارسون الظلم على الناس، مما دفع الله -تعالى- لإرسال عذابه عليهم. أرسل لهم ريحًا عاتية لا تبقي شيئًا على قيد الحياة.
كانت الرياح التي أُرسلت لهم قوية ومدمرة، حيث أجبرتهم على ربط أنفسهم بالسلاسل وشق الأرض لتمكين أجسادهم من التثبيت فيها لحماية رؤوسهم. استمرت هذه الرياح لمدة سبع ليال وثمانية أيام، كما قال الله -تعالى-: (وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ*سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ).
هلاك قوم ثمود
رفض قوم ثمود نبي الله صالح -عليه السلام- وكذّبوه، بل كانوا يهددونه بالطرد من بلادهم. قاموا بتحريض أحدهم على قتل الناقة التي كانوا يتقاسمون معها الماء، حيث كانت لديهم اتفاقية في استخدام المياه. وانتهى بهم الأمر إلى قتل الناقة، مما استدعى عذاب الله -تعالى- الذي جاء بصيحة واحدة هزت الأرض وأبادتهم عن بكرة أبيهم.