آثار حضارة لوط تحت سطح البحر الميت

اليوم سوف نستعرض تأثيرات قوم لوط التي تم اكتشافها تحت البحر الميت. تعتبر قصة قوم لوط واحدة من القصص الدينية الهامة التي تكررت في الديانات السماوية الثلاث: الإسلام، والمسيحية، واليهودية، حيث ارتكبوا أفعالاً محظورة نهى الله تعالى عنها.

آثار قوم لوط تحت البحر الميت

تعددت الروايات حول آثار قوم لوط، حيث تُشير الديانات السماوية إلى هذه المنطقة، وقد قام العلماء بالدراسة والتحليل عليها، وتشمل الاكتشافات التالية:

  • تقع مدينة سدوم في منطقة تل الحمام، شرق نهر الأردن، على بُعد حوالي 14 كيلومترًا شمال البحر الميت، حيث تم العثور على برك صخرية ضخمة في المنطقة.
  • كما تم العثور على طاولات ضخمة مصنوعة من الحجر.
  • تشمل الآثار الموجودة هناك سورًا ضخمًا من الطوب الطيني يحيط بالمدينة، والذي تم بناؤه لتحصين وحماية المدينة خلال العصر البرونزي.
  • تم اكتشاف باب حديدي ضخم في شمال المدينة، مزود ببرجين ويظهر فيه طبقات من الرماد، إضافةً إلى منزلين يرجع أحدهما للعصر الحديدي والآخر للبرونزي.
  • أما في الجزء السفلي، فقد عُثر على مبنى عملاق يعود للعصر الحديدي، بالإضافة إلى العديد من المنازل الأخرى من العصر البرونزي، التي تضمنت فخارًا وساحة كبيرة تحتوي على بُرجين.
  • بدأت عمليات التنقيب في عام 2005 واستمرت لعدة سنوات، حيث قاد هذه العمليات عالم الآثار ستيفن كولينز، الذي اكتشف العديد من آثار قوم لوط.

من هم قوم لوط؟

  • كان قوم لوط، المعروفون أيضًا بأمة سدوم، يمارسون الشرك بالله وكانوا يرتكبون العديد من الجرائم الأخلاقية، بما فيها الفواحش. وبلغت الأمور ذروتها عندما انحرفوا نحو الشذوذ، مما جعلهم يرتكبون الفواحش مع الرجال.
  • تعتبر مرحلة الشذوذ التي بلغها قوم لوط كارثة كونية تتنافى مع الفطرة السليمة التي خلق الله تعالى الإنسان عليها. وقد أرسل الله سيدنا لوط عليه السلام لهدايتهم ودعوتهم لعبادة الله سبحانه وتعالى، كما ذكر في القرآن الكريم: “وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ” (سورة الأعراف، الآية 80).
  • إلا أن قوم لوط قابلوا دعوته بالاستخفاف ورفضوا الالتفات إليه، مما أدى إلى عذابهم من الله سبحانه وتعالى.

قصة قوم لوط باختصار

  • تبدأ قصة سيدنا لوط عليه السلام عندما انفصل عن سيدنا إبراهيم، عمه، بناءً على أوامره، وقرر أن يستقر في مدينة سدوم شرق الأردن. عاشت قرية سدوم مع قوم مستكبرين غير قابلين للنصيحة وكانوا يحلّلون كل ما حرمه الله، وارتكبوا من الفواحش ما لم يفعله أحد عبر العصور.
  • كان قوم لوط من أسوأ الأقوام، وعلى الرغم من بعثة الله لسيدنا لوط لهدايتهم ومنعهم من اقتراف الفواحش، إلا أنهم لم يقبلوا نصيحته وواصلوا بنشاطهم المنكر.
  • باستثناء قلة آمنت به، تعرض لوط للسخرية من باقي القوم، ولكنه لم يستسلم وأصر على دعوته، مع علمه بتدخل الشيطان لإغواءهم.
  • في النهاية، أرسل الله سبحانه وتعالى ثلاثة ملائكة في هيئة بشر إلى قرية سدوم من أجل تنفيذ العقاب على قوم لوط.

فواحش قوم لوط

كان سيدنا لوط معاصرًا لسيدنا إبراهيم، وقد ذُكرت محاولاته في منع قومه من ارتكاب المنكرات والفواحش في القرآن الكريم، ومن أبرزها:

  • استخدامهم الرجال لارتكاب الفاحشة كما يفعل الرجال مع النساء، وهي فاحشة لم يعهدها أحد من قبل.
  • قطع الطرق وفعل الفواحش بالمارة.
  • لعب النرد والشتائم المتبادلة وارتداء المصوغات.
  • تقليد الرجال للنساء وتلوين أصابعهم بالحناء.
  • الشرك بالله سبحانه وتعالى.
  • ظهور السحاق في أفعالهم.
  • السخرية في المجالس.

ما هو عذاب قوم لوط؟

أُرسل النبي لوط ليهدي قومه، إلا أنهم أبوا واستمروا في ارتكاب المنكرات، بل حاولوا إخراجه من قريتهم. لذا، قرر الله سبحانه وتعالى معاقبتهم بالطريقة التالية:

  • أمر الله الملائكة بإخراج سيدنا لوط ومن آمن معه، ويقال إنهم كانوا قلة، وعندما أشرقت الشمس، نزل عذاب الله، حيث قام سيدنا جبريل برفع قراهم إلى السماء.
  • ثم أمطر الله سبحانه وتعالى حجارة هائلة تحمل أسماء من أُرسل إليهم، وتحولت منطقة قريتهم إلى بحيرة مالحة، كما ورد في القرآن الكريم: “فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ” (سورة الحجر، الآية 74).
Scroll to Top