أبو تراب الظاهري
هو عبد الجميل بن عبد الحق بن عبد الواحد الهاشمي العمري، الذي يرجع نسبه إلى الخليفة عمر بن الخطاب. يُعرف بلقب أبو تراب، وله أيضًا ثلاث كُنَى؛ أولها أبو محمد تيمناً بابنه الأكبر، وثانيها أبو طاهر التي تُعد الكنية الرسمية، وأخيرًا أبو تراب التي سُمي بها تيمنًا برسول الله عليه الصلاة والسلام. إليكم تفاصيل إضافية حول أبو تراب الظاهري:
نشأته
ولد الشيخ أبو تراب في عام 1923 ميلادي، الموافق 1343 هجري. تلقى تعليمه منذ صغره على يد جده، حيث بدأ بتعلم الحروف العربية وانتهى بدراسة المنثوي، وهو أحد الكتب الفارسية المعتمدة في التعليم في تلك الفترة. كما تعلم الخط الفارسي، أحد أشكال الخط العربي، في الجامع العباسي على يد جده. بعد ذلك، التحق بدروس والده في صرف ونحو اللغة العربية. يحمل أبو تراب العديد من الألقاب، منها الهاشمي والعدوي والعمري.
مسيرته العلمية
كان أبو تراب أحد العلماء البارزين، حيث كرس حياته للمعرفة والثقافة، واهتم بشكل خاص بتعليم اللغة العربية والعلوم الشرعية. بدأ دراسته الجامعية في مدينة بهادر، ثم انتقل إلى دلهي لإكمال دراسته للماجستير، وأنهى تعليمه بحصوله على درجة الدكتوراه من الأزهر الشريف.
المناصب التي شغلها
بدأ أبو تراب مسيرته العملية من خلال إنشاء حلقة تعليم في الحرم المكي، وعمل في مكتبة الحرم. ثم انتقل إلى جدة حيث عمل في جريدة البلاد، وعُين مستشاراً للبحوث والنشر في الإذاعة. كما واصل نشاطه في وزارة الإعلام بقسم المطبوعات، وشارك في عدد من المحافل الأدبية واللغوية، فضلاً عن إلقاء العديد من المحاضرات.
رحلاته
شهدت رحلات أبو تراب العديد من القصص والتجارب الغنية بالمعلومات العلمية. من أبرز هذه الرحلات، لقاؤه مع مجموعة من العلماء واستفادته من خبراتهم. رحل إلى مصر حيث استضافه الشيخ المحدّث أحمد بن محمد شاكر في منزله. كما زار المغرب واستضافه الشيخ منتصر الكتاني. بالإضافة إلى ذلك، شملت رحلاته بلادًا مثل اليمن وتركيا وإيران.
نتاجه العلمي
ألف أبو تراب أكثر من 50 كتاباً في مجالات متنوعة، بما في ذلك الحديث والسيرة والتراجم والنحو والأدب. تشهد كتاباته على صبغة أدبية واضحة، بما يتضمنه من تعليقات ومراجعات. وقد نُشر 25 كتاباً من مؤلفاته، من ضمنها “الأثر المقتفي لهجرة المصطفى عليه الصلاة والسلام”، “تفسير التفاسير”، و”تفسير ما يخفى من كلمات القرآن.”
لم يقتصر إنتاجه العلمي على التأليف فحسب، بل قام أيضًا بنسخ العديد من الكتب، مثل “المصنف لعبد الرزاق” و”انتقاض الاعتراض” للحافظ وصناديق أخرى.
وفاته
تدهورت صحة أبو تراب بسبب التقدم في السن، وتوفي بعد أن طلب من خادمه مساعدته في الوضوء. وعندما توجه إلى فراشه، فقد شعوره بحركة قدميه، ولفظ أنفاسه الأخيرة في صباح يوم السبت الموافق 21/02/1423 هجري. تم دفنه في مقبرة المعلاة بمكة المكرمة.