آثار النبي محمد صلى الله عليه وسلم
بعد وفاة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- ترك وراءه العديد من الآثار التي انتقلت إلى خلفائه، نسائه، وأصحابه. حيث وُجد خاتمه لدى خلفائه، في حين أُهدي قدحه ونعلاه إلى بعض أصحابه، بينما كانت كسوته من نصيب أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-، وسيفه أعطي لابن عمّه علي -رضي الله عنه-.
خاتم النبي صلى الله عليه وسلم
كان للنبي -صلى الله عليه وسلم- خاتم مصنوع من الفضة يتضمن فصاً حبشياً من الفضة أيضاً، وكان يرتديه في يده اليمنى. نقش على الخاتم عبارة “محمد رسول الله”، وكان كل سطر مكتوباً في خط منفصل. وقد اتخذ النبي هذا الخاتم لأن قيصر الفرس وكسرى الروم لم يقبلوا الرسائل إلا بمختوم. استخدمه أبو بكر الصديق وعمر وعثمان -رضي الله عنهم جميعاً- ولكن عثمان أضاعه بعد أن سقط منه في بئر أريس، وتواصل البحث عنه لمدة ثلاثة أيام دون جدوى.
سيف النبي صلى الله عليه وسلم
عرف سيف النبي -صلى الله عليه وسلم- بسيف ذو الفقار، والذي حصل عليه في معركة بدر. ظل هذا السيف ملازماً له في كافة معاركه حتى وفاته. وقد أهدى السيف إلى علي -رضي الله عنه-، وسمي بذي الفقار لوجود شقوق تشبه الفقرات فيه. استقر السيف مع أحد أفراد آل البيت وهو محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسين بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-. وعند قرب وفاته، منح السيف لأحد الأشخاص مقابل أربعمائة دينار، خوفًا من أن يأخذه أبو جعفر المنصور، واستمر السيف في الانتقال بين الخلفاء حتى وصل إلى الفاطميين ثم العباسيين.
قدح النبي ونعلاه
تعددت الروايات حول وصف القدح الذي كان يستخدمه النبي -صلى الله عليه وسلم- للشرب. وفقًا لما ذكره العيني -رحمه الله- في شرحه لصحيح البخاري، كان هناك من يسميه “الريان” وآخرون يسمونه “المغيث”، وكان هناك من يصفه أنه مصنوع من الحديد أو الخشب، كما أنه قيل إنه كان مُزخرفاً بالفضة. هناك رواية تشير إلى أنه كان مزخرفًا بثلاث زخرفات من الفضة. وكان بعض الصحابة كأنس وسهل وعبد الله بن سلام يشربون من هذا القدح تبركاً به بعد وفاة النبي. أما نعله الشّريف، فقد انتقل من عائشة إلى أم كلثوم ثم إلى عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة، ومنها إلى حفيده إسماعيل.
مكحلة النبي وبرودته
كان لدى النبي -صلى الله عليه وسلم- مكحلة يستخدمها قبل النوم، حيث كان يكتحل في كل عين ثلاث مرات. أما برودته، وهو ثوبه وكيساؤه، فقد أصبحت من ممتلكات أبي العباس السفاح، أول الخلفاء العباسيين، بعد أن اشتراها من أهل تبوك بمبلغ ثلاثمئة دينار. وورد عن الحافظ البيهقي -رحمه الله- أن النبي أرسل برودته إلى أهل أيلة مع الكتاب الذي بعثه لهم، وقد توارثها بنو العباس عبر الأجيال.
الشعرات الشريفة
تم توزيع شعرات من شعر النبي -صلى الله عليه وسلم- على العديد من الصحابة، وذلك بعدما طلب النبي من أبي طلحة وزوجته توزيع شعره بعد أن قصه في حجة الوداع، ليكون ذكرى وبركة لهم. وقد ثبت أن الشعر الذي تم توزيعه كان لونه أحمر لأن النبي كان يصبغه.
ما فُقد من آثار النبي
فقدت العديد من آثار النبي -صلى الله عليه وسلم- التي ورثها الناس عنه. حيث ضاعت برودته وعصاه في أواخر فترة حكم بني العباس بسبب الحرائق التي أشعلها المغول في بغداد. كما فقدت نعلاه الشريفتان أثناء فتنة في دمشق، بينما ظل خاتمه -صلى الله عليه وسلم- مفقوداً بعد سقوطه في البئر. وأوصى بعض الصحابة الذين يمتلكون أجزاء من شعره وملابسه بدفنها معهم بعد وفاتهم.