في هذا المقال، سنستعرض مجموعة من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي تتناول موضوع بر الأبناء، حيث تُعزى القدرة على توجيه الأبناء بالطريقة الصحيحة إلى المبادئ التي تضمنتها الشريعة الإسلامية، التي أولت أهمية كبيرة للعلاقة بين الآباء وأبنائهم.
ضرورة بر الأبناء
يعد بر الأبناء أمرًا بالغ الأهمية، حيث يعود بالنفع ليس فقط عليهم ولكن أيضًا على الآباء والمجتمع ككل:
- يساهم بر الأبناء في تكوين جيل مُطيع وصالح، مما يعد تحقيقًا بر الوالدين ويشجع على ذلك.
- كما أن بر الأبناء يُعزز من صحة المجتمع، حيث يمثل الأبناء شباب المستقبل، ولهم القدرة على خدمة المجتمع والوطن إن كانت تربيتهم سليمة، أو على الإضرار بالمجتمع إن كانت تربيتهم فاسدة.
- تسهم التربية الإيمانية السليمة في حماية الأبناء من الانحرافات والمعاصي، وتقيهم من ارتكاب الجرائم والفساد في الكبر.
حقوق الأبناء على أولياء أمورهم
تتعدد حقوق الأبناء على الآباء، وفيما يلي أبرز هذه الحقوق:
- إرشادهم وتوجيههم خلال مراحل حياتهم، ومساندتهم حتى يتمكنوا من الاعتماد على أنفسهم.
- يجب على الآباء أن يلتزموا بالإنفاق على أبنائهم.
- يجب تعليم الأبناء السلوكيات الصحيحة وغرس القيم الحميدة في نفوسهم.
- من المهم أيضًا رعاية الأبناء روحيًا واجتماعيًا، مع تجنب الإغداق عليهم بالمال، حيث يمكن أن تفسد بعض الأبناء بالثراء المفرط.
آيات قرآنية وأحاديث تتعلق بر الأبناء
هناك الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية حول بر الأبناء، نذكر منها أبرز ما ورد فيه:
- قال الله تعالى: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا}، سورة الكهف (46).
- كما في سورة الطور: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُم ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ ۚ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ}.
- وفي الآية الكريمة: {لِّلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ}، سورة الشورى (49-50).
- وفي سورة آل عمران: {أَِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِّنَ اللَّهِ شَيْئًا ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ}.
أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم عن بر الأبناء
خلال البحث عن الآيات والأحاديث المتعلقة ببر الأبناء، نجد أن هناك توجيهات واضحة من النبي محمد صلى الله عليه وسلم حول الشأن:
- وورد عن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
- (كلكم راعٍ ومسؤول عن رعيته… والعبد راعٍ على مال سيده، وكل منكم مسؤول عن رعيته)، رواه البخاري ومسلم.
- كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:
- (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع).
آيات من القرآن الكريم عن الأبناء
القرآن الكريم يحتوي على آيات عديدة تشير إلى فضل الأبناء وأهمية تربيتهم التربية الصحيحة:
- قال تعالى في سورة الممتحنة، الآية رقم 12: {يَا أَيّهَا النَّبِيّ إِذَا جَاءَكَ الْمؤْمِنَات يبَايِعْنَكَ عَلَىٰ أَن لَّا يشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا… فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}.
- كما ورد في سورة الإسراء: {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ۚ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا}.
- وفي آيات سورة سبأ: {وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تَقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَىٰ إِلَّا مَن آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا…}.
- وأخيرًا في سورة الأنعام:{قُلْ تَعَالَوْا أَتْل مَا حَرَّمَ رَبّكُمْ عَلَيْكُمْ ۖ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا…}.
أحاديث وأيات عن بر الأبناء بالوالدين
يعد بر الأبناء بوالديهم من القيم العظيمة، وهناك الكثير من الآيات القرآنية التي تدعو إلى ذلك.
- قال تعالى: {وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا…}.
- كما قال: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا ۖ وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا…}.
- وقال تعالى: {وَاعْبُدُوا اللّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}.
- وفي سورة البقرة، يقول الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}.
- وقد قال الله: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ}.
آيات وعظات حول تربية الأبناء والإحسان إليهم
تتناول الآيات القرآنية العديد من القضايا المتعلقة ببر الأبناء وتربيتهم بشكل صحيح، لنضمن عدم أن يصبحوا فتنة في الحياة الدنيا:
- قال تعالى: {يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}، سورة المنافقون (9).
- من سورة التغابن: {يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ۚ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}.
ختامًا
تظل المسؤولية نحو الأبناء قضية عظيمة تتطلب التوجيه السليم والبر بهم في جميع مراحل حياتهم، فالبر هو أسلوب حياة يجب أن يتبناه الأهل لضمان نشوء جيل قادر على تحمل المسؤولية في المستقبل.