آداب طالب العلم مع القرآن الكريم
يُثني الله تعالى على الذين يتلوّنون القرآن الكريم، كما جاء في قوله: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ). تشير هذه الآية إلى المكانة السامية التي يحظى بها قارئ القرآن الكريم في الدنيا والآخرة، مما يستوجب على طالب العلم الالتزام بآداب وأخلاق القرآن الكريم، ومنها:
الإخلاص لله في التلاوة
ينبغي توخي الحذر من النفاق في تلاوة القرآن الكريم، فقد حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك، مشيرًا إلى أن هؤلاء هم أول من سيُحكم عليهم يوم القيامة، حيث قال: (إنَّ أوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى يَومَ القِيامَةِ عليه رَجُلٌ تَعَلَّمَ العِلْمَ، وعَلَّمَهُ وقَرَأَ القُرْآنَ، فَأُتِيَ به فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَها، قالَ: فَما عَمِلْتَ فيها؟ قالَ: تَعَلَّمْتُ العِلْمَ، وعَلَّمْتُهُ وقَرَأْتُ فِيكَ القُرْآنَ، قالَ: كَذَبْتَ، ولَكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ العِلْمَ لِيُقالَ: عالِمٌ، وقَرَأْتَ القُرْآنَ لِيُقالَ: هو قارِئٌ، فقَدْ قيلَ، ثُمَّ أُمِرَ به فَسُحِبَ علَى وجْهِهِ حتَّى أُلْقِيَ في النَّارِ).
الإتقان في التلاوة
قال الله تعالى: ﴿أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً﴾. وقد رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (مَثَلُ الذي يَقْرَأُ القُرْآنَ وهو حافِظٌ له، مع السَّفَرَةِ الكِرامِ البَرَرَةِ، ومَثَلُ الذي يَقْرَأُ وهو يَتَعاهَدُهُ، وهو عليه شَدِيدٌ؛ فَلَهُ أجْرانِ).
العمل بآيات القرآن
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من قرأ القُرآنَ وعَمِل بما فيه؛ أُلبِسَ والداه تاجًا يومَ القيامةِ ضَوءُه أحسَنُ من ضوءِ الشَّمسِ في بُيوتِ الدُّنيا، لو كانت فيكم فما ظنُّكم بالذي عَمِلَ بهذا).
ختم القرآن الكريم في سبعة أيام
يستحسن أن يحاول طالب العلم ألا يزيد على ذلك، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمر رضي الله عنه: (اقْرَإِ القُرْآنَ في شَهْرٍ قُلْتُ: إنِّي أجِدُ قُوَّةً حتَّى قالَ: فاقْرَأْهُ في سَبْعٍ ولا تَزِدْ علَى ذلكَ).
تحسين الصوت أثناء القراءة
تحسين الصوت وتزيينه أثناء تلاوة القرآن الكريم يُعتبر من السنن المستحبة، كما جاء في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما أذِنَ اللَّهُ لِشيءٍ ما أذِنَ لِنَبِيٍّ حَسَنِ الصَّوْتِ يَتَغَنَّى بالقُرْآنِ يَجْهَرُ بهِ)، وأيضاً قال: (زيِّنوا القُرآنَ بأصواتِكُم).
آداب أخرى لطالب العلم مع القرآن
سنقوم بذكر بعض الآداب الأخرى التي يُحبذ على طالب العلم الالتزام بها عند التعامل مع القرآن:
- يجب أن يكون على طهارة، مثل الوضوء، وأن تكون مكان قراءة القرآن طاهراً مثل المسجد، واستعمال السواك.
- يُفضل استقبال القبلة أثناء القراءة.
- أن يبدأ بالاستعاذة، كما جاء في قوله تعالى: ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾.
- القيام بالليل لقراءة القرآن الكريم، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: (وإذا قامَ صاحِبُ القُرْآنِ فَقَرَأَهُ باللَّيْلِ، والنَّهارِ ذَكَرَهُ، وإذا لَمْ يَقُمْ به نَسِيَهُ).
- إحسان الإنصات والاستماع لتلاوة القرآن الكريم، كما يشير قوله تعالى: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾.
- الالتزام بالقراءة التي يعرفها الناس، وعدم الخلط بين القراءات في الصلاة.
- يُفضل التكبير عند ختم القرآن الكريم، خاصة بين السور القرآنية من بعد سورة الضحى إلى آخر القرآن، وذلك وفقاً لقراءة المكيين.