خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان ليمارس العمل والسعي، فقد جعله خليفته في الأرض وأمره بالتوكل لا التواكل. إن العمل يعتبر ركيزة أساسية في نهضة الشعوب وتقدم الأمم، فضلاً عن كونه ضرورة لضمان معيشتهم واحتياجاتهم الأساسية. في هذا المقال، سنتناول بعض العبارات الملهمة التي تشجع الأطفال على الانخراط في العمل التطوعي منذ نعومة أظفارهم.
عبارات تشجع العمل التطوعي للطلاب في المدارس
يعتبر العمل التطوعي من القيم النبيلة التي يُفترض أن ينشأ عليها الطفل منذ الصغر، حتى يكبر وهو يشعر بالمسؤولية نحو أسرته ومجتمعه. كما يسهم ذلك في تعزيز روح التعاون والمحبة بينه وبين أصدقائه. فيما يلي بعض العبارات التي تعزز لدى الأطفال حب العمل التطوعي والمسؤولية:
- يُقوي العمل التطوعي علاقة الطلاب بزملائهم المدرسيين، حيث أن المدرسة تمثل لهم البيت الثاني.
- يساعد العمل التطوعي على تهذيب سلوك الطفل الذي قد يظهر سلوكًا عدوانيًا، كما يعزز ثقته بنفسه ويشعره بأهميته.
- يجمع الطلاب من مختلف الطبقات الاجتماعية، مما يعزز الحب والتعاون بينهم ويقضي على مشاعر الحقد.
- يُرسخ العمل التطوعي مهارات القيادة في شخصية الطفل.
- يلعب العمل التطوعي دورًا في معالجة العديد من المشكلات النفسية التي قد يعاني منها الأطفال مثل الاكتئاب والتوحد.
عبارات معبرة حول العمل التطوعي للطلاب
إليكم بعض الكلمات المعبرة عن قيمة العمل التطوعي في حياة الطلاب:
- يمتاز الطفل الذي يشارك في العمل التطوعي بالعديد من القيم الأخلاقية مثل الأمانة والابتسامة لزملائه واحترام الكبار.
- يساهم العمل التطوعي في معالجة قضايا اجتماعية حساسة مثل ظاهرة التنمر المنتشرة في المجتمعات العربية.
- يعزز لدى الطلاب القدرة على التفكير الإيجابي، ويمكنهم من إيجاد حلول للمشكلات التي يواجهونها.
- ينمي القدرة على التحليل والتفكير العميق بعيدًا عن السطحية.
- يعلم الأطفال كيفية الاستماع لآراء الآخرين حتى وإن اختلفت عن آرائهم، ويُعزز وعيهم بأن اختلاف الرأي لا يؤثر على العلاقات الطيبة.
أهمية العمل في الإسلام
لقد أوصى الله سبحانه وتعالى عباده بضرورة العمل والإتقان في كل ما يقومون به، مهما كان بسيطًا. يقول الله سبحانه وتعالى:
- {وَمِن رَّحۡمَتِهِۦ جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ لِتَسۡكُنُواْ فِيهِ وَلِتَبۡتَغُواْ مِن فَضۡلِهِۦ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ} (سورة القصص: الآية 73).
في هذه الآية، يُحثنا الله على العمل في النهار، حيث خلقه للسعي بينما جعل الليل راحة للجسد والعقل. فالجسم أمانة سيكون الإنسان مسؤولاً عنها يوم القيامة.
- {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} ( الملك: الآية 15).
لقد سخّر الله سبحانه وتعالى الكون والموارد لخدمة الإنسان، كي يعمل ويعمر الأرض، ويكتسب الرزق من عمل يديه ليستشعر قيمة ذاته.
- {عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ} ( المزمل: الآية 20)
يُظهر العمل أصنافًا وأنواعًا متعددة، حيث يذكر الله أن هناك من يعمل داخل الأرض، ومن يخرج ليقاتل في سبيل الله، وهو من أسمى أنواع العمل. فنجد الجنود المخلصين يحرسون حدود الأوطان، بينما يسهم العلماء في بناء المستقبل من خلال تعليم الأجيال.
العمل عنصر أساسي في الحياة لا يمكن الاستغناء عنه، فهو يعزز من قيمة الفرد تجاه نفسه ومجتمعه، ويدفع الفرد للاعتماد على نفسه، كما يأمرنا الله بقوله { وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}.