أسباب عدم اختلاط مياه المحيط الأطلسي مع المحيط الهادئ

تفسر علوم الجيولوجيا أسباب عدم اختلاط مياه المحيط الأطلسي مع مياه المحيط الهادئ، حيث قام العلماء بدراسة هذه الظواهر لتقديم تفسيرات ملائمة.

أسباب عدم اختلاط مياه المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ

توجد العديد من العوامل التي تمنع اختلاط مياه المحيط الأطلسي مع مياه المحيط الهادئ، ومن بين هذه العوامل ما يلي:

تختلف مستويات المياه في كلا المحيطين من حيث температураها.
إذ أن سطح مياه المحيط الهادئ يتجاوز المحيط الأطلسي بمقدار 50 سم.
السبب وراء ذلك هو التركيبة المتنوعة لمياه المحيطين، حيث يختلف كل منهما في كثافة الملح.
وبذلك، فإنه من غير الممكن أن تختلط مياههما في القاع.
يستنتج من ذلك أن هناك العديد من العوامل التي أدت إلى عدم اختلاط مياه المحيطين، مثل: الكثافة، الملوحة، ودرجة الحرارة وغيرها.
إضافةً إلى وجود ظواهر طبيعية مثل قوة كوريوليس، ولذلك سنقوم بمناقشة هذه الأسباب بمزيد من التفصيل في الأقسام التالية.

ينقسم المحيط الأطلسي إلى قسمين: القسم الشمالي، الذي يحتوي على مياه دافئة ومالحة بشكل أكبر، مقابل القسم الجنوبي الذي تتسم مياهه بالبرودة وانخفاض الكثافة.
أما بالنسبة للمحيط الهادئ فينقسم إلى قسم شمالي يتميز بمياهه قليلة الملوحة والكثافة بسبب الأمطار الموسمية الوفيرة.
أما الجنوبي فيقع بالقرب من القطب الجنوبي حيث تكون مياهه باردة وقليلة الملوحة بسبب قلة التبخر.
من المعروف أن المياه الدافئة أقل كثافة من المياه الباردة، كما أن المياه العذبة تتسم بكثافة أقل من المياه المالحة.
نتيجة لذلك، ينجم عن اختلاف الكثافة انعدام القدرة على اختلاط مياه أحد المحيطين بأخرى.

تتصل درجة ملوحة المياه ارتباطاً وثيقاً بالدورة الهيدرولوجية.
فكلما زادت مستويات التبخر، تؤدي الزيادة في الأمطار الموسمية إلى تقليل الملوحة.
على النقيض، إذا انخفض معدل التبخر، فإن ذلك يسهم في الحفاظ على عذوبة المياه ويقلل من درجات ملوحتها، خاصة في المناطق الباردة.
لذا، ونظراً لفروق درجات الملوحة بين المحيطين، لا يمكن لمياههما أن تختلط.

تتضمن الأنهار الجليدية المذابة في القطب الشمالي كميات وافرة من الرواسب والطين والمعادن مثل الحديد.
تتجه هذه الأنهار نحو المحيط الأطلسي، مما يؤدي إلى زيادة ملوحة المياه بفضل حملها لهذه المكونات.
قد تحدث تغييرات في التركيب الكيميائي للمياه، مما يؤدي إلى تكون الأمطار الحمضية.
كذلك قد تتعرض المياه السطحية للتلوث، وتذوب الكتل الجليدية نتيجة التغيرات المناخية في القطب الشمالي.
كل تلك العوامل قد تسفر عن اختلاف التركيب الكيميائي للمياه السطحية للمحيطات.

تنشأ هذه القوة بين الجزيئات الفردية للمادة.
وتختلف درجات القوة ومتارة الشد بناءً على الكثافة بين المحيطين، مما يؤدي إلى عدم حدوث اختلاط بينهما.

تؤثر هذه القوة على مياه المحيطات، كما تؤثر على اتجاه حركتها.
حيث تتحرك التيارات البحرية في شمال الكرة الأرضية باتجاه عقارب الساعة، بينما تتحرك نظيرتها في الجنوب عكس عقارب الساعة.
بذلك، فإن التضارب في اتجاهات المياه القادمة من المحيط الأطلسي شمالاً مع تلك القادمة من المحيط الهادئ جنوباً، يمنع اختلاط المياه بينهما.

تلتقي مياه المحيط الهادئ الباردة ذات الكثافة والملوحة القليلة مع مياه المحيط الأطلسي الدافئة ذات الكثافة العالية.
في هذه الحالة، تمر مياه المحيط الهادئ عبر مياه المحيط الأطلسي دون أن ترتفع فوقها.
نتيجة لذلك، يحدث تكوين طبقة ضبابية عمودية تفصل بينهما بسبب اختلاف الألوان بين المياه العذبة والمالحة.
أيضاً، يحدث اختلاف في انكسار الضوء بين النقطتين العذبة والمالحة، وتعرف هذه الظاهرة بالهالوكلين.

لقد اتضح أن طبيعة المياه في المحيط الأطلسي تسهم في عدم اختلاط هذه المياه بالمحيط الهادئ، وفيما يلي نعرض بعض خصائص هذه المياه:

يعد المحيط الأطلسي من أكبر وأهم المحيطات.
المحيط يتلقى المياه من البحر الأبيض المتوسط.
مياه المحيط الأطلسي أقل ملوحة من مياه البحر الأبيض المتوسط بسبب التبخر الكبير في البحر الأبيض.
تصب مياه البحر الأبيض المتوسط في المحيط الأطلسي عبر مضيق جبل طارق دون العكس، ويعود ذلك إلى ارتفاع كثافة الملح في البحر الأبيض.

وفيما يلي بعض المعلومات عن مياه المحيط الهادئ:

تشير التقديرات إلى أن حجم المحيط الهادئ يبلغ حوالي 622 مليون كيلومتر مكعب.
تختلف درجات حرارة المياه هناك وفقًا لدرجة تجمدها.
في المناطق القريبة من القطبين، تصل درجات الحرارة إلى 30 درجة مئوية بالقرب من خط الاستواء.
تختلف ملوحة المحيط الهادئ حسب اختلاف خطوط العرض.