تُعتبر المعلومات حول القمر وسطحه من الموضوعات المثيرة للاهتمام. إذ يُمثل القمر تلك البقعة اللامعة في السماء، التي نراها في الليل بغض النظر عن مكان تواجدنا. يعد القمر أقرب الأجرام السماوية إلى الأرض ويُعتبر القمر الوحيد الذي كان يُعتقد بأنه موجود في نظامنا الشمسي حتى عام 1610، عندما اكتشف الفلكي الشهير جاليليو أربعة أقمار أخرى تدور حول كوكب المشتري. يمثل القمر جزءًا مهمًا في العديد من الظواهر الكونية، لذا سنستعرض في هذا المقال تفاصيل متنوعة حول ماهية القمر وصفاته.
ما هو القمر؟
يعتبر القمر أول الأجرام السماوية التي تم اكتشافها ضمن المجموعة الشمسية، حيث اكتشف جاليليو أربعة أقمار تدور حول كوكب المشتري في عام 1610. يتكون القمر من جرم صخري ذي سطح صلب، يعاني من وجود الكثير من الحفر والتجاويف. ورغم أنه يظهر وكأنه مصدر ضوء، إلا أن هذه فكرة خاطئة، حيث إن القمر لا يُنتج ضوءًا بنفسه، بل يعكس الضوء القادم من الشمس، مما يجعله يبدو مشعًا.
سطح القمر
يمثل سطح القمر القشرة التي تغطيه، والتي تتكون في معظمها من أكوام من الغبار الناعم والحطام الصخري.
ما هي مكونات سطح القمر؟
يتكون سطح القمر من قسمين رئيسيين:
الجزء الأول: المناطق المعتمة
تُعرف باسم “ماريا”، وهي المناطق المنخفضة على سطح القمر، وقد تم ملؤها تاريخيًا بالحمم البركانية.
الجزء الثاني: المناطق المضيئة
تشمل المناطق المرتفعة القشرة الأصلية للقمر. تُعتبر هذه المناطق أقدم من المناطق المعتمة، كما أن عدد الحفر والفوهات فيها أقل. وعلى الرغم من أن المناطق المضيئة كانت تحتوي على عدد مماثل من الحفر والفوهات كالمناطق المعتمة، إلا أن الحمم البركانية قد سدت هذه التجاويف.
مكونات سطح القمر الصخرية
يحتوي سطح القمر على العناصر التالية:
- صخور
- براكين
- حمم بركانية
- خفر
- فوهات
مكونات سطح القمر الكيميائية
يتكون سطح القمر من العناصر التالية:
- الأكسجين بنسبة 43%
- سيليكون بنسبة 20%
- حديد بنسبة 10%
- مغنسيوم بنسبة 19%
- كالسيوم بنسبة 3%
- بالإضافة إلى كميات ضئيلة من التيتانيوم والمنغنيز والكروم والبوتاسيوم والهيدروجين والثوريوم.
المكونات الجيولوجية لسطح القمر
يتكون سطح القمر من عدة أنواع من الصخور وأهمها:
صخور البازلت
تشكل هذه الصخور منطقة الماريا، حيث تغطي نحو 26% من إجمالي سطح القمر، وتأخذ موقعها في الجزء المواجه للأرض. وتتوفر أيضًا بنسبة 2% في الجزء البعيد، حيث توجد في المناطق المنخفضة والأحواض الاندفاعية. تتميز هذه الصخور بلونها الرمادي واحتوائها على معادن داكنة، كما أن لها حبيبات ناعمة ومسامات كبيرة.
صخور الانورثوسايت
يُعتبر هذا النوع من الصخور من الصخور النارية الناتجة عن تبريد الحمم البركانية ببطء أكبر مقارنة بصخور البازلت. وهو من الصخور القديمة التي تغطي المرتفعات.
المدملكات أو البريشه
تتشكل هذه الصخور نتيجة تحطم وصهر المواد المكونة لسطح القمر، مما يؤدي إلى ظهور الفوهات.
التربة
تتكون من قطع صغيرة من الصخور المذكورة سابقًا، نتيجة اصطدام النيازك بالقمر الذي يؤدي إلى تفتت وطحن الصخور مما يتسبب في تكوين التربة.
سمك قشرة سطح القمر
يتفاوت سمك القشرة القمرية بين الجانب القريب والجانب البعيد، حيث يبلغ سمك الجانب القريب 60 كم بينما يصل سمك الجانب البعيد إلى 150 كم. والسبب في ذلك هو عدم وجود المناطق المعتمة في الجانب البعيد، مما يجعل سمك القشرة المواجهة للأرض أقل.
عند تناول موضوع سطح القمر، يبرز سؤال مهم: هل يوجد ماء على سطح القمر؟
الإجابة
نعم، يوجد ماء على سطح القمر. كان يُعتقد قديمًا بعدم وجود ماء، ولكن في عام 2008 تم اكتشاف جزيئات هيدروكسيل مركّزة فوق قطبي القمر. وأظهر الباحثون أيضًا وجود ماء جليدي في الأماكن المظللة نتيجة لأثر اصطدام النيازك بالقمر.
الغلاف الجوي للقمر
يمتلك القمر غلافًا جويًا خارجيًا يُعرف باسم الإكزوسفير، وهو غلاف رقيق جداً لا يحمي القمر من الاصطدام بالنيازك، أو الأشعة الشمسية، ولا يسهم في احتفاظ القمر بالحرارة، مما يؤدي إلى اختلاف درجات الحرارة على سطحه بين المناطق.
وبعد استعراض مجموعة من المعلومات حول القمر وسطحه، يمكن استخلاص سبع حقائق رئيسية تتعلق بالقمر:
- تعود نشأة القمر إلى ملايين السنين، عندما اصطدم نيزك بالأرض أثناء تكوين المجموعة الشمسية، مما نتج عنه انطلاق جزء من الأرض وتشكيل القمر، الذي استطاعت الأرض بفضل جاذبيتها أن تدور به في مداره.
- يلعب القمر دورًا هامًا في عملية المد والجزر، وهي ظاهرة تحدث نتيجة ارتفاع وانخفاض مستوى سطح البحر، ويمكن للعلماء التنبؤ بها. يعتمد هذا على جاذبية القمر التي تؤثر في الأرض، مما يؤدي إلى حدوث هذه الظواهر، كما تساهم جاذبية القمر في إبطاء دوران الأرض، وهذا ما يُعرف بظاهرة كبح المد والجزر، مما يزيد من طول اليوم بمقدار 2.3 مللي ثانية كل قرن.
- يؤدي القمر دورًا فعالاً في ظواهر الكسوف والخسوف.
الكسوف:
هي ظاهرة يمكن رؤية حدوثها من الأرض، وتتجسد عندما يتوسط القمر بين الشمس والأرض.
الخسوف:
هي ظاهرة يمكن رؤيتها من الأرض ويمكن أن تحدث عدة مرات في العام بحد أقصى ثلاث مرات. تتجلّى هذه الظاهرة عندما تكون الأرض في منتصف الطريق بين الشمس والقمر، مما يحجب ضوء الشمس عن القمر. يمكن أن يكون الخسوف كليًا إذا حجب كل ضوء الشمس أو جزئيًا إذا تم حجب جزء منه.
- يميل محور القمر بنحو 1.5 درجة فقط، مما يؤدي إلى فصل واحد فقط على القمر، بخلاف الأرض التي تميل محورها بمقدار 23 درجة، مما يسمح بتعاقب الفصول الأربعة.
- نرى فقط وجهًا واحدًا من القمر، حيث تتساوى سرعة دوران الأرض مع سرعة دوران القمر بسبب تأثير جاذبية الأرض التي تؤثر على سرعة دوران القمر.
- كان يُعتقد قديمًا بعدم وجود زلازل على سطح القمر، ولكن عندما هبط العلماء إلى هناك مع أدوات دقيقة لقياس الزلازل، اكتشفوا وجود بعض الزلازل الضعيفة نتيجة للتوازن بين قوة جذب الأرض وقوة الطرد المركزية لدورانها.
- لا يوجد على القمر أي نوع من الحياة أو الأشجار، إلا أنه في إحدى بعثات أبولو عام 1971، تم اكتشاف بذور على سطح القمر، وعند زراعتها في الأرض بعد العودة أنبتت 400 شجرة.