الآثار الإسلامية
يمكن اعتبار أن الفن الإسلامي بدأ يبرز في دمشق مع تأسيس الدولة الأموية. وكانت الفنون المعمارية أولى علامات هذا الفن نتيجة حاجة المسلمين لبناء المساجد كأماكن للعبادة والاجتماع والتشاور. ومع تفاعل العرب مع حضارات وثقافات أخرى، بدأ المسلمون يظهرون تميزهم واختلافهم في فنهم مقارنة بغيرهم؛ حيث استمر الفن الإسلامي في النمو، وبرزت لكل دولة إسلامية طراز خاص بها، مثل الطراز العباسي في بغداد، والطراز العثماني في تركيا، والطراز الفاطمي والمملوكي في مصر، والطراز الفارسي في فارس.
مميزات الآثار الإسلامية
تُعد العمارة الإسلامية واحدة من أبرز تقاليد البناء في العالم، وقد ارتبط الفن الإسلامي بعديد من الخصائص التي تميزه منذ بداية نشأته، مما أكسبه طابعًا فريدًا. والزخرفة التي تزين المساجد والقصور والأسبلة تعتبر من أبرز سماته نظرًا لدقتها وحرفيتها. وقد اشتهر الفن الإسلامي بدءًا من القرن السابع الميلادي باستخدام الألوان الزاهية والتصاميم المتماثلة. وها هي أبرز مميزات الفن الإسلامي:
- المآذن: تُعتبر المآذن من أقدم العناصر التي تميز الفن الإسلامي، وهي عبارة عن أبراج متدرجة تضم مجموعة من النوافذ الصغيرة ودرج مغلق.
- الأقواس: تُميز الأقواس الفن الإسلامي، حيث تُستخدم في مداخل المباني الدينية والثقافية، وتشمل عدة أشكال مثل القوس المدبب والمفصص وحدوة الفرس.
- التفاصيل الزخرفية: يولي الفن الإسلامي اهتمامًا كبيرًا للتفاصيل الزخرفية، حيث يتم استخدام الفسيفساء الهندسية والأحجار المشكّلة والزخارف الخطية الجميلة في الديكورات الداخلية.
آثار مصر الإسلامية
توجد في مصر مجموعة من الآثار الإسلامية التي تعود إلى عصور متعددة، حيث أُقيمت خلال فترات الحكم الإسلامي في البلاد. إليكم بعض المعلومات حول أبرز الآثار الإسلامية الموجودة في مصر:
المساجد
- جامع عمرو بن العاص: يقع هذا المسجد في القاهرة، وبالتحديد في حي مصر القديمة. يُعتبر أول مسجد أُسس في مصر بعد فتح عمرو بن العاص لها في عام 641م. يضم الجامع عدة أقسام منها:
- الأروقة المخصصة للصلاة: تشكل مسقط المسجد في بداياته ظلّة واحدة مستطيلة الشكل، وازداد عدد ظلّات المسجد لتصل إلى أربعة مع مرور الوقت.
- مداخل الجامع: يحتوي المسجد على عدة مداخل، إلا أن حائط القبلة لم يتضمن أي باب.
- فناء الجامع: يتوسط الظلال الأربعة ويعرف أيضًا باسم الصحن، وقد ظهر مع فترة الحكم الأموي.
- مآذن الجامع: تم بناؤها في عصر الحكم الأموي، وتتوزع على زوايا المسجد.
- المحراب ومنبر الجامع: يحتوي المحراب على منبر من الخشب وتم إضافته خلال العصر الأموي.
- مسجد أحمد بن طولون: يُعتبر المسجد الثالث في أقدمية المساجد بمصر، وأسس في عهد أحمد بن طولون، بمساحة تقدر بحوالي 6.5 فدان. يتضمن المسجد أقسامًا كالأروقة والمداخل والصحن والمئذنة التي تم تصميمها وفقًا للنمط الملوي.
- الجامع الأزهر: يقع في الجهة الجنوبية الشرقية من القاهرة، ويُعتبر المسجد الرئيسي للمدينة، حيث بدأ بناءه في عام 970م، وأُقيمت فيه أول صلاة جمعة في 22 يونيو 972م.
- جامع علي باشا: من المعالم الهامة التي بُنيت على الطراز العثماني، ويقع داخل قلعة صلاح الدين ويمتاز باستخدام الرخام النادر في تغطية جدرانه.
القصور والقلاع
تضم مصر العديد من القصور والقلاع التاريخية، ومن أبرزها:
- قلعة صلاح الدين: تُعتبر من أهم القلاع وأكثرها فخامة، حيث أُسست على مقربة من جبل المقطم، مما يعزز موقعها الدفاعي.
- قصر بشتاك: بُني في الفترة بين 1334-1339م وكان مملوكًا للأمير سيف الدين بشتاك، ومازال يحتفظ ببعض مكوناته التاريخية.
- قصر الجوهرة: يقع داخل قلعة صلاح الدين، ويتميز بزخارفه الرائعة وبتصميمه المعماري الفريد.
المدارس
تضم مصر مجموعة من المدارس التاريخية، نذكر منها:
- مدرسة الصالح نجم الدين أيوب: أُنشئت لتدريس المذاهب الفقهية الأربعة، وتعتبر جزءًا من المجمعات المعمارية الأيوبية.
- المدرسة الناصرية: أُكملت هذه المدرسة في عام 1304م وتتميز بتصميمها المعماري الفريد.
- مدرسة السلطان حسن: بُنيت بين 1356-1363م وتُعد من أكبر المساجد المصرية القديمة.
القباب والأضرحة
تحتوي مصر على العديد من الأضرحة، وأهمها ضريح وقبة الإمام الشافعي، الذي أُقيم عام 1211م ويعد من أجمل القباب في مصر.
آثار أخرى
تشمل مصر العديد من الآثار الإسلامية الأخرى، ومنها:
- حصن الجزيرة: ينتمي للعصر الطولوني، حيث أُسس في عام 876م على يدي أحمد بن طولون.
- مشهد آل طباطبا: يعود بناؤه إلى 943م ويتميز بتصميمه المعماري الفريد.
- الحمّام الفاطمي: يمثل جزءًا مهمًا من آثار العصر الفاطمي في مصر.
لمزيد من المعلومات عن السياحة في مصر، يمكنك قراءة مقال “السياحة في مصر”.