أبو إسحاق الزجاج: عالم نحوي من العصر العباسي

أبو إسحاق الزجاج

يُعرف أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن السري بن سهل الزجاج البغدادي كأحد أبرز النحاة في العصر العباسي، وُلِدَ في عام 241 هـ في بغداد، حيث وافته المنية فيها. عُرِفَ بفضل علمه الغزير وأدبه الرفيع، بالإضافة إلى ثقافته الدينية، كما وصفه ابن خلكان. قام بتأليف العديد من الكتب في مجالات الأدب والدين، وعمل كمعلم لأدب ابن الوزير عبيد الله بن سليمان، وزير الخليفة العباسي المعتضد بالله. يُنسب إليه لقب “الزجاج”، نظراً لعمله في صناعة الزجاج.

مؤلفات أبو إسحاق الزجاج

ألف أبو إسحاق الزجاج مجموعة من الكتب القيمة، ومن أبرز مؤلفاته كتاب “معاني القرآن وإعرابه”، حيث يُعتبر من الأوائل الذين ربطوا بين المعنى وإعراب الآيات في القرآن الكريم. ذكر في مقدمة الكتاب: “وإنما نذكر مع الإعراب المعنى والتفسير لأنَّ كتاب الله يجب أن يتبين”. استغرق هذا العمل ستة عشر عاماً، حيث بدأ في تأليفه عام 285 هـ وانتهى منه في عام 301 هـ.

اتبع الزجاج منهجاً فريداً في هذا الكتاب، حيث كان يذكر الآية ثم يقوم بشرح بعض الألفاظ من وجهة نظر لغوية وإعرابية، كما كان يستشهد بحجج وشواهد من الشعر والنثر. ومن بين مؤلفاته الأخرى المعروفة:

  • كتاب الأمالي.
  • كتاب ما فسر من جامع المنطق.
  • كتاب الاشتقاق.
  • كتاب العروض.
  • كتاب القوافي.
  • كتاب الفرق.
  • كتاب خلق الإنسان.
  • كتاب خلق الفرس.
  • كتاب مختصر في النحو.
  • كتاب فَعَلْتُ، وأَفْعَلْتُ.
  • كتاب ما ينصرف وما لا ينصرف.
  • كتاب شرح أبيات سيبويه.
  • كتاب النوادر.
  • كتاب الأنواء.
  • كتاب تفسير أسماء الله الحسنى.
  • كتاب الإبدال والمعاقبة والنظائر.
  • كتاب إفساد الأضداد.
  • كتاب الشجرة أو التقريب.
  • كتاب الوقف والابتداء.

أبرز تلاميذ أبي إسحاق الزجاج

تخرج على يد النحوي الكبير أبو إسحاق الزجاج عددٌ من التلامذة الذين برعوا في مجالات مختلفة، وقدموا مساهمات أدبية ونحوية مميزة، ومن أبرزهم:

  • أبو بكر بن السراج، مؤلف كتاب الأصول في النحو.
  • ابن ولاّد، الذي قام بتأليف كتاب الانتصار لسيبويه على المبرد.
  • النحاس، صاحب كتاب إعراب القرآن وكتاب معاني القرآن.
  • أبو علي القالي، مؤلف كتاب الأمالي.
  • الزجاجي، الذي ألف كتاب الجمل وكتاب مجالس العلماء.
  • الآمدي، مؤلف كتاب الموازنة.
  • أبو علي الفارسي، المعروف كأحد أشهر النحاة وأكثرهم إنتاجاً.
  • الرمّاني، الذي قام بشرح كتاب سيبويه.

وفاة أبو إسحاق الزجاج

توفي أبو إسحاق الزجاج في بغداد، وتختلف الآراء حول السنة التي رحل فيها، حيث ذكر البعض أنه توفي عام 310 هـ، في حين أشار آخرون إلى وفاته عام 311 هـ، وقد وافته المنية يوم الجمعة في شهر جمادى الآخرة، وكان قد تجاوز السبعين من عمره عند وفاته.

Scroll to Top