أروع قصائد نزار قباني

أروع ما خطّه نزار قباني

كفانا من النفاق، فما جدوى هذا العناق، ونحن قد انتهينا وكل القصص التي سردناها مجرد نفاق.
كل ما أعلمه عن مشاعري هو أنكِ يا حبيبتي، حبيبتي، ومن يحب لا يفكر.
لا تستطيع المنافي أن تزيل شعور الوحدة، ما دامت المنفى الكبير بداخل نفسي.
كلماتنا عن الحب تقتل حبنا، فجميع الحروف تموت حين تُقال.
كن أسطورة مرة، وكن سراباً مرة أخرى، كن سؤالاً في فمي لا يعرف الجواب.
لا أستطيع التحرر منكِ، ولا أستطيع التحرر من نفسي.
لا تسأليني عن حالي، فإذا كنت تحبينني حقًا، فقولي: كيف حال أصابعي.
لا شيء يمكن أن يدهشني، فقد عرفتك دائمًا نذلاً.
لا يعرف الإنسان كيف يعيش ويموت في هذا الوطن.
لم يدخل اليهود من حدودنا، بل تسربوا كالنمل من عيوبنا.
لماذا أنتِ وحدكِ من تغيرين مجرى حياتي وإيقاع أيامي؟
لو أنني أتكلم مع البحر عن مشاعري نحوك، لتخلى عن شواطئه وأصدافه وأسماكه وتبعني.
لولا الحب في قلوبنا، لما أصبح الإنسان إنسانًا.
هزمنا، وما زلنا نتناثر كقبائل تعيش على الحقد وتثأر.
هل شعرت بعظمة الأشياء التي أقولها عندما لا أقول شيئًا؟
هل يستطيع النهر تغيير مجراه؟
وأعد لعد عروق اليد، عروق يديك تسليني، وخيوط الشيب هنا وهناك تنهي أعصابي.
والصبر لا صبر له، والنوم لا يهجع، وساعة الجدار من ذهولها أضاعت الأيام.
وعندما نكون معًا في الطريق وتأخذين عن غير قصد ذراعي، أشعر بشيء عميق.
لقد وعدت مرارًا وقررت أن أستقيل مرارًا، لكنني لا أذكر أنني استقلت فعلًا.
عظمة الشاعر تقاس بقدرته على إحداث الدهشة.
كيف أهرب منه؟ إنه قدري، هل يمكن أن يغير النهر مجراه؟
بين فصل الخريف وفصل الشتاء، توجد فترة أسميها بكاء، فيها النفس أقرب إلى السماء.
يا حبي الأوحد، لا تبكي، فدموعك تحفر وجداني، لا أملك في هذه الدنيا إلا عينيك وأحزاني.
يا قدس، يا مدينة الأنبياء، يا أقصر الطرق بين الأرض والسماء، يا قدس، يا منارة الشرائع، يا طفلة جميلة محروقة الأصابع، حزينة عيناك، يا مدينة البتول، يا واحة ظليلة مر بها الرسول، حزينة حجارة الشوارع ومآذن الجوامع، يا قدس يا جميلة تلف بالسواد.
الشعر هو أن تأتي بما هو غير متوقع.
الشعر هو كلام راقٍ يخلقه الإنسان لتغيير مستوى البشرية.
ليست هناك خيارات كثيرة أمام الشعر، فهو إما أن يكون مع الناس أو ضدهم، ولا قيمة لشعر يقف على الحياد.
ليس هناك مجانية أو عبثية في الشعر.
توجد ثقافة واحدة، وهي ثقافة القوة. عندما أكون قويًا، يحترم الناس ثقافتي. وعندما أكون ضعيفًا، أسقط وتسقط ثقافتي معي. عندما كانت روما قوية عسكريًا، كانت اللغة اللاتينية هي السيدة، وعندما سقطت الإمبراطورية الرومانية، أصبحت اللغة اللاتينية مجرد طبق سباغيتي. الثقافة، يا سيدتي، ليست في عدد الكتب التي أقرأها، بل في عدد الرصاصات التي أطلقها.
قلت له: يا حضرة السلطان، لقد خسرت الحرب مرتين لأنك ابتعدت عن قضية الإنسان.
ثقافة تخشى على نفسها من هجمات الجيران هي ثقافة فئران.
ابحث عن الشمس التي خبأتها داخل نفسي، إذا كنت حقًا تعرف النساء.
يا امرأة تمسك القلب بيديك، أسألك بالله ألا تتركيني، فماذا أكون إذا لم تكوني معي؟
أحبك حتى أنه نفسي تتعجب. يسكن الشعر في حدائق عينيك، فلولا عينيك، لما كتب الشعر.
أتحبيني بعد ما كان؟ إني أحبك رغم ما كان، ماضيك لا أنوي إثارته، يكفيني أنك هنا الآن.
أترى تضيء لنا الشموع، ومن ضيائها نحترق، أخشى على الأمل الصغير أن يموت ويختنق.
أحببتها حتى النخاع، حتى الضياع.
اشتقت إليك، فعلميني كيف لا أشتاق، وكيف أقص جذور هواك من أعماق قلبي.
امتلئ جيبي نجومًا، وأبني لي مقعدًا فوق الشمس.
أعرف الألم الذي تتركه الكلمات المنطوقة، وأعرف الألم الأعظم الذي تتركه الكلمات غير المنطوقة.
أعظم الشعراء هم أولئك الذين كتبوا بيت شعر واحدًا ثم توفوا بعد كتابته مباشرة.
ما يعذبني في اللغة هو أنها لا تكفيكِ، وما يضايقني في الكتابة أنها لا تستطيع كتابتك.
الثورة عندي إما أن تكون شاملة، أو لا تكون.
الحب في الأرض جزء من خيالنا، وإذا لم نجده، اخترعناه.
الكاتب الحقيقي هو من يرتفع من الخاص إلى العام، ومن الجزء إلى الكل، ومن القوقعة إلى البحر.
الكراهية لا يمكن أن تلد أو تحمل.
المسدس هو أكبر أدباء العصر.
إن اقتسام الله هو الحل العلمي الوحيد لإرضاء جميع الطوائف.
الحروف تموت حين تُقال.
أحبك ألف مرة، فابتعدي عني، عن ناري ودخاني، فأنا لا أملك في الدنيا إلا عينيك وأحزاني.
أهواك فوق متاهات الظن وفوق الهوى، وفوق الشغف.
أنا كما عرفتموني دائمًا، أكون بالشعر، وإلا فلا أريد أن أكون.
أنا مضطر لحبك حتى أستطيع تمييز الفارق بيني وبين الحجر.
أنت أحلى خرافة في حياتي، والذي يتبع الخرافات يتعب.
إنهم يريدون أن يفتحوا العالم، وهم عاجزون عن فتح كتاب.
أنا كمصباح الطريق، صديقتي، أبكي ولا أحد يرى دموعي.
لا أؤمن بحب لا يحوي نزق الثوار، ولا يتجاوز جميع الأسوار، ولا يثور كالإعصار.
آهٍ، يا أرض الكتب المقدسة التي لا قداسة فيها لأي كتاب، ويا أرض النبوءات التي أكلت جميع أنبيائها.
بعض الحب لا يقبل التأجيل.
تاريخي؟ ما لي تاريخ، أنا نسيان النسيان، أنا مرساة لا ترسو، وجرح بملامح إنسان.
حلم من الأحلام لا يحكى ولا يفسر.
داعبي كل مساء برقمك واصدحي كعصافير الكروم، كلمة منك، ولو كاذبة، عمّرت لي منزلًا فوق النجوم.
سيحبك آلاف غيري وستستلمين بريد الشوق، لكنك لن تجدي بعدي رجلاً يحبك بهذا الصدق.
شكرًا على زمن البكاء، ومواسم السهر الطويل، شكرًا على الحزن الجميل.
طعنوا العروبة في الظلام بخنجر، فإذا هم بين اليهود يهود.
فالتجربة شرط أساسي من شروط الكتابة، والكاتب الذي لا يعاني، لا يستطيع أن ينقل معاناته للآخرين.
ففيك شيء من المجهول، وفيك شيء من التاريخ والقدر.
فيه مزايا الأنبياء، وفيه كفر الكافرين، ووداعة الأطفال، وقسوة المتوحشين.
قاتلوا عنا إلى أن قُتلوا، وبقينا في مقاهينا كالبصاق.
قليل من الصمت، يا جاهلة، فحديث يديك على الطاولة أجمل من كل هذا الحديث.
قولي، ألا يثيرك لون الدنيا لعود؟ فالطير قد أتت للعشاش.
كانوا يتفرجون على أصابع يدي اليمنى، ظنًا منهم أن أصابع الشاعر هي خمسة أنهار تتدفق حليبًا وعسلًا.