حقيقة الابتسامة
تعتبر الابتسامة واحدة من لغات الجسد المتعددة، وتُشكل أداة فعّالة للتواصل بين الأفراد. إنها وسيلة غير لفظية تعكس مشاعر القلب والروح، وتُعتبر أقل تعقيدًا من الضحك ولكنها تتفوق عليه. تتمثل الابتسامة في انفتاح الشفتين قليلاً وظهور بعض الأسنان، وعلى الرغم من بساطتها، فإن لها تأثيرًا كبيرًا في كسب قلوب الآخرين وإظهار النوايا الطيبة، فهي الوسيلة التي يستخدمها الفرد للتعبير عما يجول في خاطره من مشاعر وأحاسيس.
لقد حثّ الإسلام على الابتسامة، حيث تعزّز من روابط الود والمحبة والترابط بين أفراد المجتمع المسلم، فهي تساهم في تخفيف آلام النفس وهمومها، وتُظهر حسن المعاملة من الشخص كما تدل على نقاء نيته. فقد سئل الصحابي الجليل جابر بن سمرة رضي الله عنه عن مُلازمته لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأجاب بأنه كان يجلس معه كثيرًا، حيث كان النبي لا يقوم من مصلاه حتى تشرق الشمس. وفي هذه الجلسات، كانوا يتحدثون في أمور الجاهلية ويضحكون، وكان رسول الله يبتسم. كما قال ابن عيينة: “البشاشة مصيدة المودة، والبر شيء يسير: وجه طليق وكلام لين”.
5 أسرار تجعل الابتسامة جزءًا من حياتك
ذكر إبراهيم الفقي مجموعة من الأسرار التي تساهم في تعزيز الابتسامة لدى الأفراد، ونعرضها فيما يلي:
- نيل الأجر والثواب: يشجع النبي، عليه الصلاة والسلام، المسلمين على الابتسامة في وجه بعضهم البعض، فإن ذلك يُثمر الأجر والثواب من الله تعالى. كما قال: “لا تحقرن من المعروف شيئًا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق”. وقد أوضح الإمام الألباني في صحيح الجامع أن النبي قال: “تبسمك في وجه أخيك لك صدقة”، وهذا دليل على أن تبسم المسلم في وجه الآخرين يُعد تقليدًا شريفًا للرسول صلى الله عليه وسلم، الذي كان دائم الابتسامة.
- صحة الجسد: يحتوي وجه الإنسان على 80 عضلة، ويستخدم 14 منها فقط عند الابتسامة. هذه العضلات ترتبط بالخلايا العقلية في المخ، مما يؤدي إلى استرخاء عضلات الوجه والمخ وبالتالي الجسم بشكل عام. كما تعزز الابتسامة من كمية الأدرينالين في الجسم، مما يساهم في تقوية جهاز المناعة وتقليل الاكتئاب الناتج عن ضغوط الحياة.
- التواصل وكسب ود الآخرين: تشير الحكمة الصينية إلى أنه “من لا يُحسن الابتسامة، فلا يفتح متجرًا”. يُظهر هذا المثل أهمية الابتسامة الصادقة في جذب الآخرين ونيل محبتهم، حيث تعكس صفاء القلب والنوايا الطيبة. الابتسامة تُهيئ الجو للمحبة والتسامح، مما يعزز العلاقات الإنسانية.
- قيادة الآخرين: كما قال شكسبير: “أن تُشق طريقًا بالابتسامة خير من أن تُشق بالسيف”. تعتبر الابتسامة فعلًا مُعديًا، تُشجع الآخرين على الاستجابة بالمثل. تكرار الابتسامة يؤدي إلى التوافق مع الطرف الآخر، ويعزز الروابط بينهم.
- التوكل على الله: يتعرض الإنسان في حياته للعديد من الصعوبات، ولكن بالإيمان بقضاء الله وقدره والتوكل عليه، يمكنه مواجهة التحديات بحماس وتفاؤل. الابتسامة أمام الأزمات تعكس أملاً مستمرًا في النجاح في الدنيا والآخرة.
فوائد الابتسامة الصحية
تعود الابتسامة على الفرد بالكثير من الفوائد الصحية والنفسية، منها:
- تحافظ الابتسامة على صحة الإنسان النفسية والعصبية والجسدية.
- تساهم في خفض ضغط الدم وتنشيط الدورة الدموية.
- تعزز جهاز المناعة مما يساعد الجسم على مقاومة الأمراض.
- تحسين وظائف القلب وكفاءة جميع أعضاء الجسم، بما في ذلك المخ.
- تُشكل علاجًا وقائيًا من الأمراض النفسية الناتجة عن ضغوط الحياة.
- تُساعد في إرخاء العضلات وتحسين نبض القلب.