قصائد شعرية تخلد ذكرى الشهداء

لطالما كان الشهداء رمزًا للتضحية والشجاعة، حيث بذلوا أرواحهم دفاعًا عن قضاياهم العادلة.

هذا ما دفع العديد من الشعراء إلى تجسيد مواقفهم البطولية في قصائد تلامس جوانب الحس الإنساني. لذلك، سنستعرض اليوم مجموعة من أبيات الشعر عن الشهداء من بين أبرز الشعراء العرب.

أهمية الشعر ودور الشعراء

لقد احتل الشعر مكانة مرموقة في التراث العربي، حيث اعتبره العرب في بداياته سجلاً يعكس جوانب حياتهم وآلامهم وأفراحهم.

واستخدم الشعراء هذه الأداة للتعبير عن كل ما يواجههم من أحداث وطنية أو عواطف شخصية تخصهم.

هذا الإبداع الفني أفضى إلى صدق المشاعر الإنسانية، وقدم الشعراء صورًا فنية مؤثرة تلامس قلوب الناس.

وعلى وجه الخصوص، استطاع الشعراء نقل عظمة تضحيات الشهداء ودورهم المحوري في تحقيق الانتصارات.

في العصور القديمة، كانت للشعراء مكانة بارزة بين القبائل، حيث كان بإمكانهم التوسط وحل النزاعات أو حتى إشعال الحروب بأشعارهم.

لذا، كانت المجتمعات تحترم الشعراء وتقدّرهم، وما زالت لهم مكانة محترمة في عصرنا الحالي.

لا يمكن لأي شخص بأن ينظم الشعر كما يفعل المبدعون، مما يجعلهم مختلفين بشكل خاص في نظر الناس.

لقد اتخذ الشعر اليوم طابعًا مختلفًا، حيث أصبح يعتبر وطنًا للمشاعر وليس مجرد توثيق للأحداث.

يمكننا أن نلاحظ تطورًا واختلافًا في الأساليب بين الشعر القديم والحديث.

أهمية الشهداء

يظل الشهداء رمزًا يحتذى به في التضحية.

لقد كانت للشهيد مكانه عالية بين مختلف المجتمعات، حيث قدم روحه دفاعًا عن القضايا الشريفة.

لذلك، منح البشر عبر العصور الشهداء تقديرًا عظيمًا، مميزًا أرواحهم بالاحترام والاعتزاز.

لقد خصصت مختلف الأديان مكانة فريدة للشهداء لتكريم تضحياتهم وشجاعتهم في الدفاع عن ما يؤمنون به.

مكانة الشهيد في الإسلام

للشهيد مكانة عظيمة في الإسلام، وقد ذُكرت الكثير من الآيات التي تؤكد على سلسالته الرفيعة التي تميزهم عن غيرهم.

قال الله تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران: 169]

أبيات شعر عن الشهداء للشاعر عادل البعيني

إليكم بعض الأبيات للشاعر عادل البعيني التي تتناول موضوع الشهادة:

يا فارسًا عرشَ العُلا تتربَّعُ

صُمُّ الجبالِ أمامَ عزمِكَ تَركعُ

أذللْتَ حُبَّاً للحياةِ ونزعةً

وَهَببْتَ طوعًا عن دِيارك تَدْفعُ

ظَمِئَتْ جراحُك للعُلا فسَقَيْتَها

نبلاً ومَجْدا بالشَّهادَةِ يُتْرَعُ

وَسَعَيْتَ للأَمجادِ تَطْرُقُ بابَها

بابُ الشَّهادةِ خير بابٍ يُقْرَعُ

وإذا الكرامةُ والنَّبالةُ والفِدا

إكليلُ غارٍ فوقَ هامِكَ يُوضَعُ

مَنْ كالشَّهيدِ وقدْ سَمَت أخلاقُهُ

هذا نِداؤهُ للعُلا فلْتَسْمَعوا

فعلامَ يا وَطَنَ العُروبةِ صامِتٌ

ووِصَالُ شعبِكَ تِلْوَ بعْضٍ تُقْطَعُ

أَسْرِجْ خُيُولكَ قَد كفاكَ تبَاطُؤاً

كُنْ كالشَّهيدِ وَقَدْ جَفاهُ المضْجَعُ

هِي لِلشّهادَةِ مُنْذُ كانتْ أرْضُنا

وَسَتَبْقى دَوْما للشَّهادَةِ تنْزَعُ

هادي ووجدي مِشْعَلا بيّارَةٍ

وسناءُ نجمٌ قدْ هوى يتضوّعُ

حيُّوا الشّهيدَ وقَبِّلوا أجفانَهُ

ودَعوا الورودَ على جِراحهِ تَهْجَعُ

لا تَدْفِنوه دَعُوهُ في عَلْيائِهِ

عَلَماً بِنورِ إبائِهِ نَتَطَلَّعُ

نِعْمَ الشَّهِيدُ وَقَدْ شَهِدْنا عُرْسَهُ

لا لِلدموعِ وبِئْسَ عيْناً تَدْمَعُ

فَتَهَلَّلي أمَّ الشَّهيدِ وَزَغْرِدي

فالْيَومَ أعْراسُ الدُّنا تَتَجَمَّعُ

لا تقلِقوهُ بِماءِ أعْيُنكمْ فقَدْ

ساءَ الشَّهيدُ بأَنْ يزَفَّ وتَجْزعُوا

يا فارسًا بَذَلَ الحياةَ رخيصَةً

بُورِكْتَ شِبلاً لِلْمَعَاليَ تَنْزعُ

دَمُكَ المنارةُ تَهتدي بِشعَاعِها

سُفُنُ الفِداءِ المارداتُ الشُّرَعُ

فَتَوَسَّدِ الجَوزاءَ في عِزٍّ وكُنْ

كالشَّمسِ شامِخةً تهِلُّ وتسطَعُ

أبيات شعر عن الشهداء للشاعر بدر شاكر السياب

كما أن هذه مجموعة من الأبيات عن الشهداء للشاعر بدر شاكر السياب:

شهيد العلا لن يسمع اللوم نادبه

وليس يرى باكيه من قد يعاتبه

طواه الردى فالكون للمجد مأتم

مشارقه مسودة ومغاربه

فتى قاد أبناء الجهاد إلى العلا

وقد حطمت بأس العدو كتائبه

فتى همه أن يبلغ العز موطن

غدا كل باغ دون خوف يواثبه

فتى يعرف الأعداء فتكة سيفه

قد فتحت فتحا مبينا مضاربه

فتى ما جنى ذنبا سوى أنه انتضى

حساما بوجه الظلم ما لان جانبه

إذا ذكروا في جحفل الحرب يونسا

مشى الموت للأعداء حمرا سبائبه

لقد باع للعرب النفوس ثلاثة فقروا

ودمعي لا تقر غواربه

فآة على من ودع الصحب واغتدى

على يونس فليطلق الدمع حاجبه

و آه على نسر أهيض جناحه

وكم ملأت أفق العراق عصائبه

لئن غيبوا جثمان محمود في الثرى

فما غيبوا المجد الذي هو كاسبه

ولهفي على فهمي وما كان خطبه يهون

وإن هانت لديه مشاربه

شهيد رأى الطغيان يغزو بلاده

فهب وقاد العزم جندا يحاربه

أيشنق من يحمي الديار بسيفه

وتغدو على كسب المعالي ركائبه

رجال أباه عاهدوا الله أنهم

مضحون حتى يرجع الحق غاصبه

أراق عبيد الإنكليز دماءهم

فيا ويلهم ممن تخاف جوالبه

أراق عبيد الإنكليز دماءهم

ولكن دون الثأر من هو طالبه

أراق ربيب الإنجليز دماءهم

ولكن في برلين ليثا يراقبه

رشيد و يا نعم الزعيم لأمة

يعيث بها عبد الإله وصاحبه

لأنت الزعيم الحق نبهت

نوما تقاذفهم دهر توالت نوائبه

أبيات شعر عن الشهداء للشاعر جبران خليل جبران

تتضمن هذه الأبيات للشاعر جبران خليل جبران مجموعة تعكس معاني الشهادة:

اليوم يوم مصارع الشهداء

هل في جوانبه رشاش دماء

لله غياب حضور في النهى

ماتوا فباتوا أخلد الأحياء

أبطال تفدية لقوا جهد الأذى

في الله وامتنعوا من الإيذاء

بعداء صيت ما توخوا شهرة

لكن قضوا في ذلة وعناء

لبثوا على إيمانهم ويد الردى

تهوي بتلك الأرؤس الشماء

سلمت مشيئتهم وما فيهم سوى

متقطعي الأوصال والأعضاء

صبروا على جبروت عات قاهر

ساء النهى والدين كل مساء

ما كان دقلتيان إلا طاغيا

ملك الرقاب بغلظة وجفاء

لانت له الصم الصلاد ولم تلن

شيئا قلوب الصفوة الفضلاء

حاشا الحقيقة كم مثال لا ترى

إلا البقايا منه عين الرائي

ظلت حناياه وإن حطمت

على ما كان فيها من تقي ورجاء

إن العقيدة نعمة علوية

تصفو على النقمات والأرزاء

تجني فخارا من إهانات العدى

وتصيب إعزازا من الإزراء

بكر بأوج الحسن غال مهرها

لا تشترى بأيسر الأشياء

تزرى النفائس دونها ولربما

بذل النفوس حماتها بسخاء

اليوم بدء العام عام النيل في

إقباله المتجدد اللألاء

ما انفك في أقسامه وفصوله

شرعا وفي الأوضاع والأسماء

قد أحكمت في كله أجزاؤه

فبدا تمام الكل بالأجزاء

عجب لقوم لاتني آثارهم

هي أعظم الآثار في الغبراء

قصت حواشيهم وقلص

ظلهم إلا كفاح بقية لبقاء

وعفت معاهد بطشهم أوشك

ت وهوت صروح العزة القعساء

إلا نظاما صلوه لعامهم

فلقد أقام كأصله المتنائي

كم دولة دالت بمصر

وحكمه متوارث عن أقدم الآباء

وإذا بنى الأقوام فكرا صال

لحا الفيدر يثبت بعد كل بناء

أمهيئي هذا المقام ومبدعي

هذا النظام لحكمة غراء

إن أرج فالإقبال ما أرجو

وإذا دعوت فبالرقي دعائي

أبيات شعر عن الشهداء للشاعر محمود درويش

أخيرًا، نختتم بأبيات مختارة من الشاعر محمود درويش:

نصبوا الصليب على الجدار

فكّوا السلاسل عن يدي.

والسوط مروحة

ودقات النعال لحن يصفر

سيدي

ويقول للموتى: حذار يا أنت

قال نباح وحش: أعطيك دربك لو سجدت أمام عرشي سجدتين ولثمت كفي، في حياء، مرتين

أو .. تعتلي خشب الصليب شهيد أغنية.. وشمس

ما كنت أول حامل إكليل شوك

كما أقول للسمراء: أبكي يا من أحبك، مثل إيماني

ولاسمك في فمي المغموس بالعطش المعفر بالغبار طعم النبيذ إذا تعتق في الجرار

ما كنت أول حامل إكليل شوك لأقول: ابكي!

فعسى صليبي صهوة

والشوك فوق جبيني المنقوش بالدم والندى إكليل غار

وعساي آخر من يقول: أنا تشهي

ت الردى

Scroll to Top