يُعتبر أبو نواس أحد أبرز شعراء العصر العباسي، وهو من أصول فارسية. اشتهر هذا الشاعر بلهوه وحبه للخمر، حيث كانت كتاباته تعكس أفكاره ومعتقداته المختلفة. وقد أشار العديد من العلماء إلى توبته قبل وفاته. في هذا المقال، نستعرض لكم أجمل قصائد أبي نواس المخصصة في مدح الخمر والغزل.
أجمل قصيدة لأبي نواس في الغزل
سوف نقدم لكم في السطور التالية أجمل قصيدة لأبي نواس، والتي هي:
دع عنك لومي:
دَعْ عَنْكَ لَوْمِي فإنّ اللّومَ إغْراءُ
وداويني بالتي كانت هي الداءُ
صفراء لا تنزل الأحزان ساحتها
لو مسّها حجرٌ مسّتْهُ سرّاءُ
من كف ذات حر في زي ذي ذكرٍ
لها محبّان لوطي وزنّاءُ
قامت بإبريقها، والليل مُعتكرٌ
فلاح من وجهها في البيت لألاءُ
فأرسلت من فم الإبريق صافيةً
كأنّما أخذها بالعين إغفاءُ
رقّت عن الماء حتى ما يلائمها
لطافة، وجفا عن شكلها الماءُ
فلَوْ مزجت بها نورًا لمزجتها
حتى تولّد أنوارٌ وأضواءُ
دارت على فتيّة دان لهم الزمانُ
فما يُصيبهم إلا بما شاؤوا
لتلك أبكي، ولا أبكي لمنزلةٍ
كانت تحلّ بها هند وأسماءُ
حاشى لدرّة أن تبنى الخيامُ لها
وأن تروح عليها الإبل والشّاءُ
فقل لمن يدّعي في العلم فلسفةً
حفظت شيئًا، وغابت عنك أشياءُ
لا تحظر العفو إن كنت امرأً حرجًا
فإن حظره في الدين إزراءُ.
أجمل قصيدة لأبي نواس عن الخمر
الآن سنعرض أجمل قصيدة لأبي نواس عن الخمر، والتي تحمل عنوان: ألا فاسقني خمرا:
ألا فاسقِني خمرًا، وقل لي: هي الخمرُ،
ولا تسقني سرًّا إذا أمكن الجهرُ
فما العيش إلا سكرة بعد سكرة،
فإن طال هذا عنده قصر الدهرُ
وما الغبن إلا أن تراني صاحيًا
وما الغنم إلا أن يُتعطنني السكرُ
فَبُحْ باسْمِ من تهوى، ودعني من الكنى
فلا خير في اللذّات من دونها سترٌ
ولا خير في فتكٍ بدون مجانةٍ؛
ولا في مجونٍ ليس يتبعه كفرُ
بكلّ أخي فتكٍ كأنّ جبينه
هلال، وقد حفت به الأنجم الزهرُ
وخمارة نبهتُها بعد هجعة،
وقد غابت الجوزاء، وارتفع النسرُ
فقالت: من الطراق؟ قلنا: عصابة
خفاف الأداوى يُبتغى لهم خمرُ
ولا بد أن يزنوا، فقالت: أو الفدا
بأبلج كالدينار في طرفهِ فترُ
فقلنا لها: هاتي، ما إن لمثلنا
فديناك بالأهلين عن مثل ذا صبرُ
فجاءت به كالبدر ليلة تمّهِ،
تخال به سحراً، وليس به سحرُ
فقمنا إليه واحدًا بعد واحدٍ،
فكان به من صوم غربتنا الفطرُ
فبِتنا يرانا الله شرّ عصابةٍ،
نُجرر أذيال الفسوق ولا فخرُ
نبذة عن حياة أبي نواس
وُلد أبو نواس عام 763 ميلادي في الأهواز، وهي جزء من بلاد خوزستان. عاش في كنف والدٍ كان من جند مروان بن محمد الأموي، توفي والده عندما كان أبو نواس في السادسة من عمره، مما دفع والدته لإرساله للعمل عند عطار. غير أنّه كان يميل لحضور مجالس الشعر والعلم. وشجعه العطار الذي كان يعمل لديه على الذهاب للكتاب لحفظ القرآن وتعلم الشعر.
التقى الشاعر بالبتة بن الحباب، وسافر معه إلى الكوفة حيث تعلّم الشعر وزار المجالس الثقافية والعلمية.
وبهذا، نكون قد انتهينا من مقالنا الذي تناول أجمل قصائد أبي نواس في الغزل مثل (دع عنك لومي) وأيضًا عن الخمر مثل (ألا فاسقني خمرًا). كما تحدثنا عن جوانب من حياته. على الرغم من أن حياة أبي نواس كانت مليئة باللهو والمجون، إلا أن العديد من العلماء اتفقوا على أنه توفي وهو مسلم وتائب.