إذا كان لك عمل، فاجعله متقناً
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلًا أَنْ يُتْقِنَهُ”. يشمل هذا الحديث أهمية إتقان الأعمال بكافة أشكالها، سواء كانت دنيوية أو أخروية. إن طلب إتقان الأعمال يعني القيام بها بشكل صحيح ودقيق، دون أي خلل أو نقصان، خاصة عندما يتعلق الأمر بأعمال تتعلق بالآخرة.
إن إتقان العمل بجميع أنواعه، سواء لأغراض دنيوية أو أخروية، يعدّ من الطاعات والقربات التي يجب أن يتحلى بها المسلم، لما لها من دور في كسب رضا الله -تعالى- وقد تكون سببًا لدخول الجنة. ومن يعمل عملاً دون إتقانه يعتبر مخلاً بالأمانة، مما يستوجب عدم رضا الله -تعالى- عنه. فالذي يتولى رعية دون أن يحفظ حقوقها يرتكب فعلاً محظورًا في الدين، كما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: “مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ فَلَيْسَ مِنَّا، وَمَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا”.
الجميع راعٍ ومسوؤل عن رعيته
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “كُلُّكُم راعٍ وكُلُّكُم مسؤولٌ عن رعيتهِ”. لذا، من الضروري أن يحرص المسلم على إتقان العمل، بما في ذلك إتقان النصيحة للرعية، وتحمل المسؤولية، وأداء الواجبات المناطة به بطريقة مثلى. ينبغي أن يتم العمل بأعلى درجات الإتقان.
كما قال الإمام النووي -رحمه الله-: “الراعي هو الحافظ الملتزم بصلاح ما تحت عنايته”، وهذا يعني أن كل شخص مسؤول عن شيء ما، يجب أن يتعامل بعدل ويعمل على مصلحته في دينه ودنياه. في هذا الحديث، هناك دلالة على أن الشخص الذي لا يتحمل المسؤولية ويغش يتسبب في نقص إيمانه، لذلك فإن إتقان الأعمال يُعتبر جزءاً أساسياً من الدين.
إنَّ الله أوجب الإحسان في كل شيء
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إِنَّ اللهَ كَتَبَ الإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ…”.
الإسلام يشجع على الإحسان في جميع الأعمال حتى في القتل، فما بالك بما هو أهم من ذلك؟ يجب على المسلم أن يقدّر أهمية الإحسان واللطف في كل عمل يقوم به. يجب أن يُفهم الإحسان كواجب أساسي وليس مجرد تفضّل أو صدقة.
ويجب على المسلم الذي يتحمل مسؤولية غيره في العمل أن يحسن إليهم، وأن لا يثقل عليهم بالمهام التي تفوق قدراتهم، ولا أن يُعاملهم بفظاظة. فعندما يكون لدى شخص عامل في منزله أو موظف في شركته، ينبغي عليه ألا يستغله، ولا يسيء معاملته. فقد قالت عائشة: “مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا قَطُّ بِيَدِهِ، وَلَا امْرَأَةً، وَلَا خَادِمًا”.
فيديو: كن أنت واسطة نفسك في العمل
كن أنت واسطة نفسك في العمل. شاهد الفيديو لمعرفة المزيد: