نبذة عن أبي هريرة
أبو هريرة -رضي الله عنه- هو صحابي جليل عُرف بكثرة ملازمته للنبي -صلى الله عليه وسلم- وروايته للعديد من الأحاديث النبوية. ومن خلال هذه المقالة سنتناول بعض المعلومات الأساسية عنه:
- اسمه وكنيته
هو أبو هريرة الدوسي اليماني، وقد اختلف العلماء في اسمه، ولكن الرأي الأكثر شيوعًا هو أنه عبد الرحمن. كما قيل إنه عبد الله، سعيد، سكين، برير، عامر، عمرو، أو عمير، وغير ذلك. وفي الجاهلية، كان يُدعى عبد شمس وكنيته أبو الأسود، حتى سماه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عبد الرحمن أو عبد الله ولقبه بأبي هريرة، وهو الاسم الذي اشتهر به بسبب اهتمامه بفرخ يضعه في كمه.
- نسبه
أبي هريرة هو عبد الرحمن بن صخر الدوسي اليماني، وقد ذكر هشام الكلبي نسبه الذي يتضمن العديد من الأسماء، حيث قال: “هو عمير بن عامر بن ذي الشري بن طريف بن عيان بن أبي صعب بن هنية بن سعد بن ثعلبة….”، وصولاً إلى: “بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد”.
إسلام أبي هريرة وهجرته
تلقى أبو هريرة -رضي الله عنه- الإسلام على يد الصحابي الطفيل بن عمرو الدوسي -رضي الله عنه-، وذلك في الفترة بين صلح الحديبية ومعركة خيبر. بعد إسلام الطفيل، دعا قومه إلى الإسلام، فاعتنقوا دين الحق، ثم قدم إلى المدينة المنورة برفقة نحو سبعين أو ثمانين شخصًا من قبيلته، وكان بينهم أبو هريرة -رضي الله عنه-.
رواية أبي هريرة للحديث
إذ أن مدة مرافقة أبي هريرة للنبي كانت قصيرة، إلا أنه استطاع أن يجمع عددًا كبيرًا من الأحاديث. فقد كان يلازم النبي -عليه الصلاة والسلام- في حله وترحاله، ويحرص على حفظ أفعاله وأقواله، حيث كان يقضي الكثير من الوقت معه ويستفسر عن كل الأمور.
وقد أشار الحافظ ابن حجر -رحمه الله- إلى أن أمد صحبة أبي هريرة للنبي قد استمر لأربع سنوات وزيادة. وقد قال أبو هريرة -رضي الله عنه-: “صحبت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثلاث سنين لم أكن في سنين أحرى على أن أعِي الحديث مني فيه”، وقد تجاوز عدد الأحاديث التي رواها أبو هريرة -رضي الله عنه- خمسة آلاف حديث.
فضائل ومناقب أبي هريرة
لقد كانت صحبة أبو هريرة -رضي الله عنه- للنبي -صلى الله عليه وسلم- لها تأثير كبير على شخصيته، حيث لم يفارقه منذ وصوله إلى المدينة المنورة، مما جعله يتفوق على كثير من أقرانه في العلم والرواية على الرغم من قصر مدة الملازمة.
كما كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يقدم له الكثير من التوجيهات، كما ورد في الحديث الذي رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -عليه الصلاة والسلام-: “يا أبا هريرة، كن ورعًا تكن أعبدَ الناسِ، وكن قنعًا تكن أشكرَ الناسِ، وأحبَّ للناسِ ما تحبُّ لنفسِك تكن مؤمنًا، وأحسِنْ جوارَ من جاورَك تكن مسلمًا، وأقِلَّ الضحكَ فإنَّ كثرةَ الضحكِ تميتُ القلبَ”.
ومن أبرز فضائل أبي هريرة -رضي الله عنه- ما يلي:
- كثرة العبادة
كان أبو هريرة -رضي الله عنه- شديد العبادة والإقبال على الله -تعالى-، غلب عليه الصيام والصلاة وقيام الليل، حيث كان يقسم الليل إلى ثلاثة أجزاء؛ ينام في الثلث الأول، ويقوم في الثلث الثاني، ويتذكر أحاديث النبي -عليه الصلاة والسلام- في الثلث الثالث، حيث كان يقوم الليل مع زوجته وابنته.
- التواضع
كان أبو هريرة -رضي الله عنه- نموذجًا يُحتذى به في التواضع، فقد كان يحمل حزمةً من الحطب على ظهره أثناء توجهه إلى السوق، بالرغم من كونه خليفةً لمروان في ذلك الوقت.
- سعة العلم
يُعتبر أبو هريرة -رضي الله عنه- من أكثر الصحابة حفظًا للأحاديث النبوية، حيث فاق عدد الأحاديث المنقولة عنه الألفين.