تكشف الدراسات الطبية أن المشاعر الناتجة عن الكراهية والخصومة ورغبة الانتقام يمكن أن تسبب أضراراً صحية كبيرة، مما يؤدي إلى حياة مليئة بالمعاناة.
التسامح ونسيان الأذى
- يواجه العديد من الأشخاص أحياناً مواقف صعبة تؤدي لشعورهم بالاكتئاب والحزن والضغينة.
- لكن الأفراد الذين تربوا على الفضيلة يظهرون التسامح والمغفرة تجاه هذه المواقف. ينبغي على الشخص ألا يستسلم لمشاعر الحزن والاكتئاب، بل عليه أن يتجاوز التحديات وينسى المواقف السلبية. في السطور التالية، سنستعرض طرق التشجيع على التسامح والنسيان.
5 استراتيجيات للتسامح والنسيان
يعتبر التسامح مسألة شخصية تتعلق بك وحدك، وليس لها علاقة بالشخص الذي أساء إليك، بل الأمر يعتمد على كيفية تعاملنا مع الإساءة وتأثيرها على أنفسنا:
إرشادات قرآنية للتسامح والنسيان
بالإضافة إلى الاستراتيجيات الخمس التي أشرنا إليها، توجد توجيهات موثوقة جاء بها القرآن، ومنها:
- السجود والتكبير: إطالة السجود خلال الصلاة تعد ممارسة مثمرة لتنقية القلب من المشاعر السلبية الناتجة عن الأذى.
- يعمل التكبير كما ورد في القرآن على تخفيف آلام القلب والأوجاع النفسية، ويمد الشخص بالطاقة لمواجهة الحياة بدون خوف أو معاناة نفسية.
- الاستغفار: له دور مهم في تقليل الأذى، ويدفع الشخص للعيش في رحمة الله ورعايته، ويحميه من أذى الغير.
- التوكل على الله: تكرار عبارة “حسبنا الله” يعزز من توكلك على الله في جميع أمورك، ويحول حالتك من الضيق إلى الفرح.
إرشادات نفسية للتسامح والنسيان
وجد الأطباء أن هناك طرق بسيطة لها تأثير كبير على مشاعر الفرد، وتساعده على النسيان والمسامحة، ومن بينها:
- الكتابة: تعتبر وسيلة فعالة للتعبير عن المشاعر؛ يمكنك كتابة ما تشعر به تجاه من أساء إليك، مما يوفر لك متنفساً للسلبيات التي بداخل قلبك.
- بعد ذلك، يمكنك إعادة كتابة رسالة كأنها موجهة للشخص المسيء، تخبره أنك قد سامحته لحرصك على التخلص من الأحزان التي تربطك.
- مع تكرار الكتابة، ستتخلص من المشاعر المكبوتة، وستستعيد صفاء قلبك وراحتك النفسية، ويُعتبر هذا الأسلوب فعالاً في العلاج الذاتي.
- التحدث مع الذات بصوت مرتفع: قف أمام المرآة أو في خصوصيتك، وتحدث إلى نفسك بكلمات مشجعة تدعو للمسامحة.
- يمكنك أيضاً قراءة كتاباتك بصوت عالٍ، حيث يساعد ذلك على التأثير على عقلك الباطن وإطلاق سراح مشاعرك من السلبية.
- الرياضة: ممارسة الأنشطة البدنية المتنوعة تساعدك على تفريغ الطاقة السلبية وتحررك من قيود الغضب.
أهمية التسامح والنسيان
يعود التسامح بالفائدة على الفرد من الناحيتين الصحية والاجتماعية، حيث يحرره من دور الضحية ويمكنه من بناء علاقات جديدة:
- تشير الطبيبة النفسية “برينر” إلى أن للتسامح فوائد متعددة، منها تحرير النفس من مشاعر الضحية والابتعاد عن السلبيات التي تصاحب معاملة شخص آخر.
- ولفتت إلى أن الشخص ليس ملزماً بمعاملة المسيء مرة أخرى، بل يمكنه أن ينسى ويسامح دون أن يتظاهر بالعلاقة الطبيعية، وله الحق في إنهاء العلاقات السلبية.
- وأشارت إلى أن التحرر من دور الضحية يعني كسر السيطرة التي تمارسها المشاعر السلبية على النفس والتعلم من التجارب لتجنب المواقف المشابهة في المستقبل.
وسائل لتعزيز قيمة التسامح
الإنسان المسلم يسعى دائماً لاكتساب فضيلة التسامح، وفيما يلي بعض الوسائل التي تساعدك على تنمية هذه الفضيلة:
- الأجر: وعد الله بالتعويض العظيم للمتسامحين، حيث ينعمهم بالسعادة في الحياة الدنيا ويرفع درجاتهم في الآخرة.
- المخاطر: حذر الله المتشددين من الأذى الذي يلحق بالنفس في الدنيا ويوم الحساب.
- لا تندم: تذكّر أن الله يراقب كل شيء، مما يمنحك الطمأنينة بأن أذى الآخرين سيقابل بالعقاب، لذا اجعل التسامح خيارك واطلب العون من الله.