تأثير التربية غير السليمة على تشكيل شخصية الطفل

تأثير أساليب التربية الخاطئة على شخصية الطفل

تعتبر مهارات الأباء في التربية مهمة للغاية لتوفير أفضل بيئة لأبنائهم، حيث يمكن أن تسبب الأساليب الخاطئة في التربية آثاراً سلبية تؤثر في نمو الأطفال. سنستعرض فيما يلي بعض من أبرز هذه الآثار:

  • قلة القدرة على تكوين علاقات وصداقة مستمرة، إذ أن عدم معاقبة الطفل أو توبيخه عند ارتكابه للأخطاء يعزز لديه شعور السلطة وأنه دائماً على حق، مما يجعله مدللاً ويفتقر إلى روح التعاون مع الآخرين.
  • تعرض الطفل للإساءة والإهمال في صغره، مما يجعله عرضة للإصابة بالاضطرابات النفسية.
  • معاناة الأطفال من الاكتئاب وفقدان الثقة بالنفس، نتيجة نظرتهم السلبية عن ذاتهم التي تشكلت على مر الزمن بسبب السيطرة المفرطة من الأهل وعدم منحهم فرصة اتخاذ القرارات.
  • الشعور بالغضب الداخلي، وما قد يترتب عليه من سلوكيات سلبية مثل العنف، حيث يميل الطفل إلى إيذاء الآخرين بالمثل الذي تعرض له، وهو ما قد يؤدي إلى ميول إجرامية لاحقاً.
  • صعوبة التواصل مع الآخرين، حيث أظهرت بعض الدراسات أن الأسلوب العدائي مع الطفل يعزز من فرص تعرضه لاضطرابات اجتماعية ومشاعر الكراهية من قبل أقرانه.
  • ضعف الأداء الأكاديمي مقارنة بالزملاء، حيث يعتبر ذلك مؤشراً على إهمال الوالدين، كما أن الانتقال المتكرر من مدرسة لأخرى يؤثر سلباً على مستواه الدراسي، إذ يعتقد الأهل أنهم قادرون على التحكم بذلك دون التفكير في تأثيره على الطفل.
  • معاناة الأطفال من مشاكل عاطفية وسلوكية مثل العدوان، وعدم القدرة على الالتزام بالقوانين المدرسية، بسبب قسوة الأهل واستخدام التهديدات الجسدية أو اللفظية.
  • التمرد، حيث يعاني الأطفال الذين ينشأون في بيئات صارمة من تكيّف سلبي مع القوانين مما قد يدفعهم لمخالفتها، كما قد يظهر لديهم اضطراب الوسواس القهري وسلوكيات سلبية تثير القلق.

أنماط التربية وتأثيراتها على الأطفال

استنادًا إلى دراسات عدة، بما في ذلك دراسة الطبيبة النفسية ديانا باومريند التي شملت أكثر من 100 طفل، تم الوصول إلى عدد من النتائج حول الأنماط المختلفة للتربية وتأثيرها على شخصية الطفل. إليك أبرز الأنماط:

  • النمط الاستبدادي: قد يؤدي اتباع هذا النمط إلى تكوين طفل مطيع وذو كفاءة عالية، ولكن مع ذلك، يعاني هذا الطفل من قلة السعادة وقلة القدرة على التكيف اجتماعيًا.
  • النمط المتساهل: غالبًا ما يؤدي هذا النمط إلى ضعف قدرة الطفل على التنظيم الذاتي، مما قد ينعكس على الأداء السلبي في المدرسة.
  • النمط غير المكترث: يحتل هذا النمط أدنى تصنيف في شتى مجالات الحياة، إذ رغم تلبية الآباء لبعض الحاجات الأساسية، إلا أنهم يظلون بعيدين عن حياة الطفل ويغيبون عن تقديم الدعم والتوجيه اللازم له.
  • النمط الموثوق: يساعد هذا النمط في تحديد القواعد الأساسية للطفل بشكل إيجابي، مما يعزز من تطوير شخصية الطفل ليكون سعيداً وناجحاً.

علامات التربية الخاطئة

هناك العديد من السلوكيات والأخطاء الشائعة التي قد يقع فيها الأهل أثناء تربية أبنائهم دون أن يدركوا تأثيراتها السلبية، ومنها:

  • توبيخ الطفل عند ارتكابه خطأ، حتى لو اعترف بشجاعته، مما قد يسبب له شعورًا بالعجز.
  • ممارسة العقاب أمام الآخرين، مما يؤثر سلباً على نفسية الطفل.
  • توجيه النصائح والأوامر بطريقة قاسية، بدلاً من تقديم التعزيز الإيجابي.
  • ضعف التواصل العاطفي، مما يجعل الطفل يلجأ لطرق مزعجة لشد انتباه الأهل.
  • تجاهل دعم الطفل عندما يحتاج إليه، مما قد يجعله يشعر بالإهمال.
  • مقارنة الطفل بالآخرين، وهو خطأ يسبب إزعاجًا له.
  • عدم التعبير عن الفخر بانجازات الطفل، مما يضعف ثقته بنفسه.
  • انتقاده الدائم وعدم احترام مشاعره.
  • التشدد في اتخاذ القرارات، مما قد يدفع الطفل لسرقة ما يرغب به.
  • تدليل الطفل بشكل مفرط، مما يجعله مغرورًا وغير مدرك لقيمة الأشياء.
  • الإجابات المبهمة والمختصرة التي تترك الطفل في حيرة.
  • استخدام أسلوب التخويف كوسيلة للتأديب، مما يُعتبر تنمرًا.
  • عدم تشجيع الطفل على الاعتماد على نفسه، مما يقلل من ثقته بنفسه.

نصائح لتربية الأطفال بشكل إيجابي

تعد أي تغييرات إيجابية يقوم بها الأهل في تربية أبنائهم عاملاً رئيسيًا لتحقيق نتائج أفضل. إليك مجموعة من النصائح للتركيز على الجوانب الإيجابية في التربية:

  • استمع لطفلك بعناية، واعرف مخاوفه ومشاعره، وقدم له البدائل المناسبة في المواقف المختلفة.
  • علم طفلك الانضباط من خلال المكافأة وتجنب استخدام الضرب، حيث أن له نتائج سلبية.
  • عند حدوث خطأ، حرص على وصف السلوك وليس الطفل، فمثلاً قُل “هذا الفعل يعتبر تنمراً” بدلاً من “أنت متنمر”.
  • أظهر حبك وعاطفتك للكلمات والدعم، وقم بتمضية وقت ممتع معه.
  • دعه يستكشف ويكون مبدعًا، ولا تخف من ارتكابه الأخطاء.
  • استثمر وقتك مع طفلك في الأنشطة وليس بالكلمات فقط، بل شجعه عمليًا على تحقيق أهدافه.
Scroll to Top