تُعَدُّ آثار الضرب على وجه الأطفال من أبرز مظاهر الإيذاء الجسدي والنفسي، لذا يهدف موقعنا إلى تسليط الضوء على الأضرار التي تسببها هذه الممارسات، إلى جانب توضيح أشكال العنف المرتبطة بالأطفال وسبل معالجة هذه الظاهرة لبناء مجتمع متحضر وسليم.
أضرار الضرب على الوجه للأطفال
يتعرض الأطفال للعديد من الأضرار نتيجة الضرب على الوجه، وهي شكل من أشكال العنف غير المقبول. تشمل هذه الأضرار ما يلي:
1ـ الأضرار الصحية
يمكن أن يؤدي الضرب على الوجه إلى مجموعة من الأمراض الصحية التي تؤثر سلباً على حياة الطفل، ومن بينها:
- الإصابة بمتلازمة هز الأطفال، نتيجة الهز العنيف أو الضرب على الوجه.
- تعرض نحو 400 خلية عصبية للتلف، مما يؤثر على الجهاز العصبي وقدرة الطفل على التواصل.
- ظهور اضطرابات في النطق؛ فالضرب المتكرر على الوجه يُعتبر سبباً رئيسياً للإصابة بمتلازمة صعوبة النطق والتلعثم نتيجة التأثير السلبي على خلايا المخ.
- قد يؤدي الضرب المستمر على الوجه إلى التهابات في العيون، وقد يصل الأمر إلى الإصابة بالعمى أو ضعف البصر، أو التعرض للنزيف الحاد.
2ـ الأضرار النفسية
يعتبر الضرب على الوجه واحداً من أكثر الأساليب تأثيراً في نفسية وسلوك الأطفال، ومن آثار هذه الممارسات:
- قد يتطور لدى الطفل عناد شديد بسبب تعرضه المتكرر للضرب على الوجه.
- يظهر كره للتعامل مع أحد الوالدين أو حدوث مشكلات متكررة مع إخوته، كما قد يسعى للفت الانتباه بخلق مشكلات مع زملائه.
- يؤثر الضرب على النفسية بشكل كبير، مما يؤدي إلى انطواء الطفل وانخفاض فاعليته في التواصل الاجتماعي.
- يمكن أن يعاني الأطفال في مراحل لاحقة من ضعف الشخصية، مما يجعلهم يميلون للخوف من التفاعل الاجتماعي.
- ينتج عن هذه الممارسات تكوين أطفال غير سويين، يظهر عنفهم خارج المنزل وقد يقودهم ذلك إلى سلوكيات مدمرة كالإدمان وارتكاب الجرائم مثل القتل والسرقة.
ما هي الطرق الصحيحة لتربية الأطفال
يجب أن نعي أن الضرب على الوجه ليس من طرق التربية السليمة. هناك العديد من الأساليب البديلة التي يمكن اتباعها كتدابير عقابية:
- التواصل مع الطفل من خلال المناقشة والتفاهم بغض النظر عن عمره، حيث إنه قادر على فهم واستيعاب الأمور، مع مراعاة تبسيط الحوار.
- مراعاة احتياجات الطفل والاختلافات في قدراته الذهنية والجسدية.
- يمكن استخدام أساليب التحفيز الحديثة من خلال مكافأة الطفل عند قيامه بفعل حسن، مما يعزز من سلوكه الإيجابي دون الإفراط في ذلك حتى لا يتعود على الحصول على شيء مقابل.
- في حالات الفعل غير المقبول، يمكن معاقبته بمنعه من القيام بنشاط يحبه، مثل الخروج للنزهة.
- دعم الطفل أثناء الدراسة أو النشاطات التعليمية وتشجيعه بدلاً من اللجوء إلى التوبيخ أو العنف اللفظي.
هناك العديد من الطرق الفعّالة للتقليل من أضرار الضرب على وجه الأطفال، والتوجه نحو تطبيق حلول بديلة تساهم في تربية سليمة. ومن خلال ذلك، يستطيع الطفل ممارسة حقوقه في المجتمع بفعالية، مما يساهم في تقليص أساليب العنف الموروثة من الأسرة.