أثر ضبط اللسان على الفرد والمجتمع
يعود ضبط اللسان بفوائد عديدة على الفرد والمجتمع، ومن أبرز تلك الفوائد:
- يُعزز ضبط اللسان من حكمة الفرد، إذ أن القاعدة الأساسية لهذه الحكمة هي عدم الاستعجال في الكلام، بل يتعين التفكير والتأمل قبل النطق، لذا فإن تقليل الكلام والامتناع عن الحديث غير الضروري يسهم في زيادة حكمة الفرد واعتداله.
- يؤثر ضبط اللسان بشكل إيجابي على المجتمع، فالحفاظ على اللسان يقي المجتمع من المشاكل الاجتماعية الناجمة عن عدم التحكم بالكلام، مثل الغيبة والنميمة والكذب والبذاءة، وغيرها من الآفات التي تؤدي إلى آثار مدمرة. لذا، يسهم ضبط المسلم لسانه في نشر المحبة والمودة والرحمة بين أفراد المجتمع.
- يساهم في استقامة سلوك الفرد، فقد قال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: “اللسان قوام البدن، فإذا استقام اللسان استقامت الجوارح. وإذا اختل اللسان لم يُقَم لهُ جارحة”.
- يوفر الوقت من خلال التركيز على ما يعود بالمنفعة للناس، إذ إن الانشغال بالمشاجرات والخلافات وتكرار أقوال الآخرين لا يعود بالنفع، بل يتسبب في ضياع الوقت، مما يتيح للفرد فرصا أفضل لاستغلاله في خدمة دينه ودنياه.
مظاهر ضبط اللسان
فيما يلي ما ينبغي على الأفراد مراعاته لتجنب الوقوع في الأخطاء المتعلقة بالكلام، لما لها من آثار سلبية على الفرد والمجتمع:
تجنب الغيبة والنميمة
تعني الغيبة ذكر الشخص بما يكرهه، سواء في جسده أو دينه أو شئونه الشخصية. ومقارنةً بذلك، تشير النميمة إلى الإفساد بين الناس بالإضافة إلى الحديث عن المغتاب، وهو ما يجمع بين الغيبة والنميمة.
الامتناع عن كثرة الحلف وحلف بغير الله
نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن الحلف بالأسماء الباطلة، والحلف بالله كذبًا، وكذلك اليمين الغموس، حيث أشار النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: “من حلَف بغير الله فقد أشرك”.
التحلي بالصراحة وتجنب الكذب
يعد الكذب من الكبائر، وإذا اشتهر الرجل بالكذب تسقط عدالته وثقة الناس به. لذلك، من يرغب في تجنب الكذب عليه أن يتأمل في نظرة الناس إلى الكاذب وكرههم لكلامه، مما سيساعده في ضبط لسانه.
تجنب الفحش في القول
ينبغي على من ينوي التحدث أن يتأمل جيدًا فيما سيتفوه به، فإن كان للكلمة معنى وغاية إيجابية فلا بأس في الحديث، وإلا فعليه الصمت. وقد روى أبو هريرة أن الرسول صلى الله عليه وسلم سئل عن أكثر ما يُدخل الناس الجنة، فقال: “تقوى الله وحسن الخلق”، وسئل عن أكثر ما يُدخل الناس النار، فقال: “الأجوفان: الفم، والفرج”.