ما هي أكثر الكوارث الطبيعية فتكًا؟ وما هي أكبر كارثة طبيعية شهدها كوكب الأرض على مر التاريخ؟ تتعرض الكرة الأرضية للعديد من الكوارث الطبيعية التي قد تؤدي إلى خسائر جسيمة لا يمكن حصرها. ورغم التقدم التكنولوجي الحديث، إلا أن التنبؤ بسبب هذه الظواهر لا يزال معقدًا، الأمر الذي يجعل السيطرة عليها أمرًا صعبًا. سنستعرض في هذا المقال بعضًا من أخطر وأكبر الكوارث الطبيعية التي وقعت على الأرض عبر التاريخ.
أخطر الكوارث الطبيعية
تُعرف الكوارث الطبيعية بأنها أحداث تدمر البيئة وتلحق أضرارًا جسيمة بالإنسان، وتُهدد حياته بالوفاة أو التشرد. فيما يلي بعض الأمثلة على الكوارث الطبيعية التي شهدها كوكبنا:
- الأعاصير.
- الزلازل.
- الانفجارات البركانية.
- حرائق الغابات.
- الجفاف.
- موجات التسونامي.
- الفيضانات.
على الرغم من التطورات التي شهدها العالم خلال القرن الأخير، إلا أن هذه التقدمات كانت لها تأثيرات سلبية على كوكب الأرض. تسبب الإنسان بممارسة استغلال غير رشيد للموارد الطبيعية، مما أدى إلى تكرار العديد من الكوارث الطبيعية المدمرة. وفيما يلي سوف نُبرز بعضًا من أخطر الكوارث الطبيعية التي واجهتها البشرية:
1- زلزال حلب الكبير
تقع مدينة حلب في شمال سوريا، وهي جزء من تصدع البحر الميت، مما يجعلها منطقة تتعرض للزلازل بشكل متكرر. في 11 أكتوبر 1138 ميلادي، تعرضت حلب لزلزال مدمر يُعتبر من الأخطر في تاريخها، وقد احتل المرتبة الثالثة في قائمة الزلازل الأكثر دموية.
شهد ذلك اليوم هزة أرضية قوية مع تتابع سلسلة من الموجات الاهتزازية، وبلغت قوته 8.5 على مقياس ريختر. أسفر الزلزال عن:
- تدمير مناطق واسعة في شمال سوريا وشرق تركيا.
- تحول العديد من البلدات والقرى بما فيها من معالم أثرية إلى أنقاض، مما يُظهر حجم الدمار.
ويشير المؤرخ ابن القلانسي، الذي شهد الزلزال، إلى أن المدينة كانت أقل تضررًا نتيجة إخلائها من عشرات الآلاف من السكان قبل وقوع الزلزال الكبير بيوم واحد. ورغم ذلك، أدت هذه الكارثة إلى:
- تدمير الجهة الغربية من قلعة حلب الكبرى.
- تدمير شبه كامل لمدينة حلب.
- انهار العديد من المنازل فوق رؤوس سكانها.
- تعطيل الطرقات نتيجة الحجارة الكبيرة التي أسقطها الزلزال، مما حال دون هروب السكان.
- تجاوز عدد القتلى 230 ألف شخص.
2- زلزال وتسونامي إندونيسيا
تُعتبر إندونيسيا منطقة نشطة للزلازل حيث تقع في حزام النار، وقد تعرضت في 26 ديسمبر 2004 لزلزال كبير بقوة 9.3 على مقياس ريختر الذي ضرب الساحل الغربي لجزيرة سومطرة الإندونيسية، وقد تسبب الزلزال في سلسلة هائلة من موجات التسونامي.
سرعان ما اجتاحت هذه موجات التسونامي الشواطئ بعد مضي فترة قصيرة تتراوح بين 5 إلى 20 دقيقة، وبلغ ارتفاع الأمواج 30 متراً.
انتشرت الموجات لتغطي مسافات مئات الكيلومترات، مما أدى إلى تجتاح شواطئ إندونيسيا، وسريلانكا، والهند، وتايلاند، مما أثر على تسع دول أخرى. وقد وصلت سرعة الموجات إلى 500 ميل في الساعة ما جعل تفاديها أمرًا مستحيلاً. وقد أسفرت الكارثة عن:
- مصرع حوالي 230 ألف شخص في ساحل المحيط الهندي.
- تشريد نحو مليوني شخص من منازلهم نتيجة التدمير، مما أدى إلى نزوحهم إلى 14 دولة في جنوب آسيا وشرق أفريقيا.
- تقديرات الأضرار المادية بما يقارب 10 مليارات دولار.
- اختفاء العديد من القرى عن الخريطة، وتحرك بعض الجزر من مواقعها.
3- كوارث طبيعية خطيرة على مر التاريخ
في إطار الحديث عن أخطر الكوارث الطبيعية، هناك العديد منها التي تعرضت له مناطق مختلفة حول العالم، ومنها:
- زلزال تانغشان العظيم في الصين.
- زلزال أنطاكيا في اليونان.
- إعصار كورينغا.
- إعصار هايفونج في فيتنام، الذي أدى لمقتل 300 ألف شخص.
- إعصار باولا.
- فيضان النهر الأصفر الذي أسفر عن مقتل 900 ألف شخص في الصين.
- فيضان اليانغتسي، الذي أسفر عن ملايين الضحايا.
أكبر كارثة طبيعية في تاريخ الكوكب
بعد استعراض أخطر الكوارث الطبيعية، يجدر بالذكر أكبر كارثة شهدها كوكب الأرض، والمعروفة باسم “الموت العظيم” أو الانقراض البرمي الثلاثي، وهي فترة شهدت العديد من التغيرات الكارثية غير المسبوقة.
كانت الحياة خلال تلك الفترة نادرة، حيث تفيد التقديرات بأن نسبة الكائنات التي انقرضت تراوحت بين 90% و97%. وقد استمرت فترة الموت العظيم لعشرات الآلاف من السنين، حيث كانت الحياة مهددة بالكوارث من جميع الجهات.
انقضت هذه الكارثة بشكل جعل حتى الحشرات، التي عادةً ما تنجو من الكوارث، تحت brink of extinction. وبعد انتهاء هذه الفترة، استغرق الأمر نحو 10 ملايين سنة حتى تعود الأرض إلى حالتها الطبيعية التي كانت فيها الحياة أكثر من الموت.
شهدت الأرض خمس فترات من الانقراض، وكان الموت العظيم هو الثالث في تلك السلسلة، والذي تأثر بالعصرين البرمي الثلاثي والترياسي. وقد ربط العلماء أسباب هذه الكارثة بعدم استقرار الأرض وسلسلة من الكوارث الطبيعية المتعاقبة التي أدت لتدهور الحياة.
رغم الجهود التي تبذلها الدول لحماية الأفراد والبنية التحتية، تبقى الطبيعة عنصرًا غير قابل للتنبؤ، مما يؤدي إلى خسائر جسيمة في الأرواح ودمار المنشآت، وتأثيرات سلبية على الاقتصاد والحياة الاجتماعية في المجتمعات المتضررة.