أسلوب الشرط في اللغة العربية
يُعتبر أسلوب الشرط من الأساليب الإنشائية في اللغة العربية، حيث إنّه لا يحمل أيّ ظلال للشك في مضمون الجملة، ولهذا يُصنف كإنشائي. ومن المعروف أن الأساليب الإنشائية تنقسم بحسب المعنى الذي يشير إليه نص الكلام، مما يساعد في تحديد الأسلوب الشرطي، والمستفهم، والمُنهي وغيرها.
تعريف أسلوب الشرط
أسلوب الشرط هو تركيب لغوي يعتمد على وجود أداة تربط بين جملتين، حيث تُعتبر الجملة الأولى شرطًا للجملة الثانية. هذا الأسلوب يُشير إلى وقوع حدث معين نتيجة لحدث آخر مرتبط به، ويتكون من ثلاثة عناصر أساسية: أداة الشرط، وجملة فعل الشرط، وجملة جواب الشرط.
على سبيل المثال:
إذا كنت تدرس، تنجح.
حيث أن: “إذا” هي أداة الشرط، و”تدرس” هي فعل الشرط، و”تنجح” هي جواب الشرط.
تتوزع أدوات الشرط إلى نوعين: النوع الأول خاص بالأدوات الجازمة، والنوع الثاني خاص بالأدوات غير الجازمة. في هذا المقال، سنقوم بتوضيح كلٍ منهما بالتفصيل.
أدوات الشرط الجازمة
تسمى أدوات الشرط الجازمة بهذا الاسم لأنها تُجزم فعلين؛ هما فعل الشرط وجواب الشرط. ومن العلامات التي تُستخدم لجزم الفعل المضارع هي:
- السكون للفعل الصحيح الآخر (مثل: يدرسْ).
- حذف النون إذا كان الفعل من الأفعال الخمسة.
- حذف حرف العلة إذا كان الفعل معتل الآخر.
من أدوات الشرط الجازمة: (إن، إذ، ما، لو). هذه الأدوات تأتي في بداية الجملة الشرطية، في حين تُستخدم أسماء الشرط مثل (مَنْ، مهما، كيفما، أينما، أين، أنّى، أيان، أي) وتُفصّل كما يلي:
- مَنْ: تُستخدم للدلالة على العاقل، مثال: مَن يَهُن يسهل الهوانُ عليه.
- مهما: تُستخدم للدلالة على غير العاقل، مثال: مهما عَلَت الشجرة فلن تصل السماء.
- (متى، أيان): تدلان على الزمان، وتُعرب في محل نصب على الظرفية الزمانية لفعل الشرط إذا كان تامًّا، ولخبره إذا كان ناقصًا مثال: متى تهتم بنفسك تتحسن ظروفك، أيان تطع الله يعينك.
- (أين، أينما، حيثما، أنّى): تدلّ على المكان، وتُعرب في محل نصب على الظرفية المكانية لفعل الشرط بشرط أن يكون تامًا أو للخبر إن كان ناقصًا، مثال: قال تعالى: (وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ) {البقرة، 144}.
- كيفما: تدلّ على الحال، وتُعرب في محل نصب على الحال إذا كان فعل الشرط تامًا، وخبرة لفعل الشرط إذا كان ناقصًا، مثال: كيفما تُحْسِن يُحْسَن إليك.
- أيّ: تدلّ على معنى ما تُضاف إليه، مثال: قال تعالى: “أيَاً ما تدعوا فله الأسماء الحسنى” {الإسراء،110}.
أدوات الشرط غير الجازمة
أما أدوات الشرط غير الجازمة فهي: (إذا، لما، كلما، لو، لولا). وسنقوم بتوضيح كل منها كما يلي:
- إذا: تدلّ على الزمان، وعادة ما يأتي الفعل بعدها ماضياً في الشرط والجواب، مثال: إذا قرأتَ استفدت.
- كلما، لما: تدلان على الزمان كذلك ولا يليهما إلا فعل ماضٍ في الشرط والجواب، مثال: قوله تعالى: (كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا) {آل عمران، 37}.
- (لو، لولا): وهما حرفا امتناع لوجود، أي امتناع الجواب بسبب عدم تحقق الشرط. على سبيل المثال، يمكن أن نقول: لولا محمدٌ لضربتك، حيث إن “لولا” تدخل على الجملة الاسمية وما بعدها يكون مبتدأً، وقد يكون الخبر محذوفًا، مع تقدير الكلام: لولا محمد (موجود) لضربتك. حيث محمد مرفوع، وعلامة رفعه هو التنوين.
فوائد
في ختام موضوعنا، نستخلص نتائج مهمة:
- أدوات الشرط الجازمة تتطلب أن يكون فعلها مضارعًا وتجزم بواسطة علامات معروفة.
- أدوات الشرط غير الجازمة تتطلب أن يكون فعلها ماضياً في الشرط والجواب.
- هناك حرفان من حروف الشرط يتعاملان بشكل مختلف وهما (لو، لولا)، حيث يظهران في الجملة الاسمية مبتدأً مرفوعًا، وخبرها محذوف لامتناع الجواب لوجوب الشرط.