أهم مؤلفات محمد البشير الإبراهيمي
يختار الله دائمًا من بين عباده من يسقي ظمأ هذه الأمة المباركة، ويحثّ الهمم، ويعزز آمال المسلمين، موحدًا كلمتهم، وجامعًا إياهم على الخير. ومن الشخصيات التي أنعم الله بها على الأمة هو الإمام محمد البشير الإبراهيمي، الذي وُلِدَ في قرية رأس الوادي في شرق الجزائر، وتحديدًا يوم الخميس في عام 1889م.
تميز الإمام الإبراهيمي عن غيره من العلماء بقدراته المتنوعة، حيث كانت له إسهامات في مختلف العلوم. ومن أبرز مؤلفاته -رحمه الله-:
- شعب الإيمان.
- حكمة مشروعية الزكاة في الإسلام.
- التسمية بالمصدر.
- أسرار الضمائر العربية.
- كاهنة الأوراس.
- عيون البصائر.
- الاطراد والشذوذ في العربية.
- رسالة في مخارج الحروف وصفاتها بين العربية الفصيحة والعامية.
- النفايات في لغة العرب.
حياة الإبراهيمي ونشأته
نشأ -رحمه الله- في أسرة ريفية بسيطة، حيث غُرست القيم والأخلاق في نفوس أبنائها، كما أولت عائلته اهتمامًا كبيرًا بتنشئتهم على طريق الهداية وزرع حب الخير والبذل والعطاء، والصبر على المآسي والشدائد. بدأ حفظ القرآن الكريم في سن الثالثة على يد عمّه الشيخ المكّي الإبراهيمي، وأنهاه في سن التاسعة.
بعد إكمال حفظ القرآن، اتجه إلى دراسة العلوم الأخرى، حيث حفظ ألفية ابن مالك وألفيتي الحافظ العراقي في السير والأثر، ليصبح معلمًا في سن الرابعة عشرة. وقد كانت حياته مليئة بالنضال من أجل تحقيق الحق ورفع الظلم، حيث واجه العدوان على بلده بطرق متعددة، حتى وضُع في الإقامة الجبرية.
في نهاية عام 1911م، هاجر إلى المدينة المنورة مثلما فعل والده، متخفيًا، ومرّ بالقاهرة حيث حضر العديد من المجالس العلمية في الأزهر. وبعد الوصول إلى المدينة المنورة، كان ملازمًا لكلاً من الشيخ العزيز التونسي والشيخ حسين الهندي، حيث توسع في علم الحديث برواية ودراية.
تأسيس جمعية العلماء
تعاون الإمام الإبراهيمي مع العلّامة بن باديس -رحمهما الله- في تأسيس جمعية العلماء، حيث كان الإبراهيمي نائبًا لرئيسها بن باديس. وقد كانت هذه الجمعية كيانًا كبيرًا ساهم في نشر الوعي والإصلاح بين الناس، وقامت بتصحيح العديد من المفاهيم الخاطئة.
رحيل الإبراهيمي رحمه الله
توفي الإمام في منزله تحت الإقامة الجبرية في آذار 1965م. وقبل وفاته -رحمه الله- قام بتأسيس مجلة “البصائر”، التي تضمنت مقالات متنوعة من معارفه الواسعة، حيث نشر فيها عن اللغة العربية وأهميتها. توفي وهو يناضل في سبيل قضايا الأمة، متبقيًا مثالًا مشرفًا يحتذى به لكل شباب العالم العربي.