أشعار الغزل في العصر الجاهلي وأبرز شعرائه

تم تناول أشعار الغزل في الجاهلية في العديد من الأعمال الأدبية، حيث يعتبر هذا النوع من الشعر واحدًا من الأغراض الشعرية التي استمر الشعراء في التعبير عنها عبر العصور. يتميز العصر الجاهلي بوجود شعراء بارزين تغنوا بالنساء ومشاعر العشق والهيام. لذا، سنسلط الضوء عبر موقعنا على أبرز شعراء الغزل في الجاهلية وأهم قصائدهم.

شعراء الغزل في الجاهلية

توجد مجموعة من الشعراء المعروفين في الغزل في العصر الجاهلي، ومنهم:

1- زهير بن أبي سلمى

وُلد زهير بن أبي سلمى عام 502 ميلاديًا في المدينة المنورة، ويُذكر أنه التقَى الرسول عليه الصلاة والسلام في عمر المائة عام. نشأ زهير في عائلة تهتم بالشعر، وقد لقب بحكيم الشعراء. توفي زهير في مدينة نجد عام 609 ميلاديًا، ومن أبرز قصائده الغزلية:

صَحا القَلبُ عَن سَلمى وَقَد كادَ لا يَسلو

وَأَقفَرَ مِن سَلمى التَعانيقُ فَالثِقلُ

وَقَد كُنتُ مِن سَلمى سِنينَ ثَمانِيًا

عَلى صيرِ أَمرٍ ما يَمُرُّ وَما يَحلو

وَكُنتُ إِذا ما جِئتُ يَومًا لِحاجَةٍ

مَضَت وَأَجَمَّت حاجَةُ الغَدِ ما تَخلو

2- امرؤ القيس

وُلد امرؤ القيس عام 500 ميلاديًا في مدينة نجد، ويعتبر من أوائل الشعراء العرب. كان يتميز بقصائده التي اتسمت بالغزل الفاحش والسرد القصصي. اشتهر أيضًا ببطولاته في الفروسية وتوفي في عام 540 ميلاديًا، ومن أبرز قصائده:

تَعَلَّقَ قَلبي طَفلَةً عَرَبِيَّةً

تَنَعمُ في الدِّيبَاجِ والحَلى والحُلَل

لَهَا مُقلَةٌ لَو أَنَّهَا نَظَرَت بِهَ

إلى رَاهِبٍ قَد صَامَ لِلّهِ وابتَهَل

لَأَصبَحَ مَفتُونًا مُعَنَّى بِحُبِّهَ

كأَن لَم يَصُم لِلّهِ يَومًا ولَم يُصَل

أشهر شعراء الغزل في الجاهلية

سنستعرض معكم بعض أشهر شعراء الغزل في الجاهلية:

1- عنترة بن شداد

وُلد عنترة بن شداد عام 525 ميلاديًا في مدينة نجد، ويُعد أبرز الفرسان العرب الشجعان. عُرف عنه حبه العميق لابنة عمه عبلة بنت مالك، حيث نظم العديد من القصائد الغزلية التي سنذكر منها:

جُفونُ العَذارى مِن خِلالِ البَراقِعِ

أَحَدُّ مِنَ البيضِ الرِقاقِ القَواطِعِ

إِذا جُرِّدَت ذَلَّ الشُجاعُ وَأَصبَحَت

مَحاجِرُهُ قَرحى بِفَيضِ المَدامِعِ

2- طرفة بن العبد

وُلد طرفة بن العبد عام 543 ميلاديًا في البحرين، وتوفي عام 569 ميلاديًا بسبب حادثة قتل. نشأ في عائلة مشهورة بالشعر، وكان قد عانى من ظلم اعمامه بعد وفاة والده. وقع في غرام فتاة تُدعى خولة ونظم قصائد غزلية عنها، من أبرزها:

وَخَدٌّ كَقِرْطَاسِ الشَّآمِي ومِشْفَر

كَسِبْتِ اليَمَانِي قَدُّهُ لَمْ يُجَرَّدِ

وعَيْنَانِ كَالمَاوِيَّتَيْنِ اسْتَكَنَّتَا

بِكَهْفَيْ حِجَاجَيْ صَخْرَةٍ قَلْتِ مَوْرِدِ

أبرز شعراء الغزل في الجاهلية

هناك مجموعة من الشعراء البارزين في الغزل في العصر الجاهلي، ومن بينهم:

1- المرقش الأكبر

وهو عمرو بن سعد بن مالك، وُلد عام 500 ميلاديًا في اليمن. تعلم فنون الخط والكتابة وشارك في حرب البسوس. عُرف بحبه الكبير لابنة عمه أسماء بنت عوف بن مالك، وقد كتب العديد من القصائد الغزلية، منها:

سَرَى ليلًا خَيالٌ مِن سُلَيمَى

فَأَرَّقَنِي وأَصحَابِي هُجُودُ

فَبِتُ أَديرُ أَمرِي كُلَّ حالٍ

وَأَرقُبُ أَهلَها وَهُمُ بَعيدُ

عَلى أَن قَد سَما طَرفِي لِنارٍ

يُشَبُّ لها بِذي الأَرطَي وَقُودُ

2- النابغة الذبياني

وهو زياد بن معاوية بن ضباب، وُلد عام 535 ميلاديًا في ديار غطفان. عُرف بلقب النابغة بسبب مهارته في نظم الشعر، وكان الشعراء يقصدون سوق عكاظ لعرض أشعارهم عليه. كانت له علاقات جيدة مع الحكام مثل الملك النعمان وعمرو بن هند، توفي عام 604 ميلاديًا، ومن أبرز قصائده:

نظَرَت بِمُقلَةِ شادِنٍ مُتَرَبِّبٍ

أَحوى أَحَمِّ المُقلَتَينِ مُقَلَّدِ

وَالنَظمُ في سِلكٍ يُزَيَّنُ نَحرَها

ذَهَبٌ تَوَقَّدُ كَالشِهابِ الموقَدِ

صَفراءُ كَالسِيَراءِ أُكمِلَ خَلقُها

كَالغُصنِ في غُلَوائِهِ المُتَأَوِّدِ

ختامًا، استعرضنا في الفقرات السابقة أشعار الغزل في الجاهلية وأبرز شعراء هذا النوع من الشعر، حيث يعتبر شعر الغزل الجاهلي من أجمل أشكال الأدب العربي، لما يتمتع به من عمق لغوي وصعوبة في الفهم في بعض الأحيان.

Scroll to Top