يُعتبر أبو بكر الصديق من أعظم الشخصيات في تاريخ البشرية بعد الأنبياء، وقد أقر النبي محمد صلى الله عليه وسلم بمكانته. وفي هذا السياق، سنستعرض أهم إنجازات أبو بكر الصديق خلال فترة حكمه، حيث كان – رضي الله عنه – أول الخلفاء الراشدين، وقد حقق المسلمون في عهده العديد من الانتصارات والفتوحات في شتى المجالات. من خلال هذا المقال، سنستعرض أبرز أعمال الخليفة الأول.
أهم أعمال أبو بكر الصديق خلال فترة خلافته
أبو بكر هو عبد الله بن عثمان بن عامر، وقد أطلق عليه النبي محمد اسم عبد الله بعد أن كان يعرف في الجاهلية بعبد الكعبة. ويمتد نسب أبو بكر إلى النبي محمد في الجد السادس، حيث يجتمع نسبهما في مرة بن كعب.
كان أبو بكر لقب بالصديق في الجاهلية، وهو من أبرز الشخصيات في قريش إذ كان من أشرافها، وقد كان لديه دور مهم في الجوانب الاجتماعية والاقتصادية. وقد عُرف بمساندته ودعمه للنبي، حيث كان أول من صدق به في حادثة الإسراء والمعراج. وعند توليه خلافة المسلمين، قام بالعديد من الأعمال الخالدة التي سنستعرضها فيما يلي.
1 – إرسال جيش أسامة بن زيد
كلف النبي محمد صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد رضي الله عنه بقيادة جيش المسلمين لمواجهة الروم في الشام. وبعد وفاة النبي، قرر أبو بكر الصديق – رضي الله عنه – السير على نهج النبي وإرسال الجيش لمواجهة الروم كما أمر.
خرج أبو بكر بنفسه لاستدعاء جيش المسلمين، وكان يمشي على الأرض بينما كان أسامة يركب الفرس. فاقترح أسامة أن يركب أبو بكر أو أن ينزل، لكن أبو بكر أصر على أن لا يركب، مؤكداً على أهمية أن تُغبر قدماه في سبيل الله، وأطلق الجيوش لفتح بلاد الشام والعراق لنشر دين الله عز وجل.
شاهد أيضاً:
2 – حروب الردة
واجه أبو بكر الصديق – رضي الله عنه – في بداية حكمه تمرد بعض العرب الذين ارتدوا عن الإسلام. وصلت إلى علمه أن طليحة بن خويلد زعم أنه نبي، كما ارتدت قبائل أخرى مثل بني فزارة وغطفان وبني حنيفة، الذين ظهر من بينهم مدعٍ للنبوة.
قرر أبو بكر مواجهة هذه الحركات المرتدة بحزم، خاصة بعد أن أُبلغ بأن القبائل تُعدّ لشن هجوم على المدينة، مما قد يهدد أسس الدين الإسلامي. وعندما استعد أبو بكر لجمع الجيوش، أرسل جيشاً بقيادة خالد بن الوليد – رضي الله عنه – إلى اليمامة لمقاتلة مسيلمة الكذاب وأتباعه.
بدأت معركة عُرفت باسم “الحديقة”، حيث تحصن مسيلمة مع أتباعه. وانتهت المعركة بانتصار جيش خالد وهزيمة جماعة مسيلمة، مما أدى إلى عودة بعض المرتدين إلى الإسلام، واستُشهد عدد كبير من الصحابة في هذه المعركة.
شاهد أيضاً:
3 – جمع القرآن الكريم في مصحف واحد
أحد أبرز إنجازات أبو بكر الصديق بعد حروب الردة هو جمع القرآن في مصحف واحد، حيث انتابت بعض القلق قلوب المسلمين خوفاً من فقدان القرآن بوفاة بعض القراء.
في ضوء ذلك، ذهب عمر بن الخطاب إلى أبو بكر وطلب منه جمع القرآن الكريم وتدوينه في مصحف واحد بدلاً من أن يكون مشتتًا بين صحف متعددة.
حديث جمع القرآن في مصحف واحد
ويروي البخاري عن زيد بن ثابت – رضي الله عنه – أنه قال: ”أرسل إليّ أبو بكر مقتل أهل اليمامة وعنده عمر، فقال أبو بكر: إن عمر أتاني، فقال: إن القتل قد استحر يوم اليمامة بالناس، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن، فيذهب كثير من القرآن إلا أن تجمعوه. وإنّي لأرى أن تجمع القرآن، فقال أبو بكر: قلت لعمر: كيف أفعل شيئًا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال عمر: هو والله خير، فلم يزل عمر يراجعني فيه حتى شرح الله لذلك صدري، ورأيت الذي رأى عمر. فقال زيد بن ثابت: وعمر عنده جالس لا يتكلم، فقال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل، ولا نتهمك، كنت تكتب الوحي لرسول الله، فتتبع القرآن فاجمعه. فوالله لو كلفني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن”.
كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه من أعظم الشخصيات التي شهدها التاريخ، فهو الخليفة الأول للمسلمين وأحد العشر الذين بشرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة. نسأل الله العلي العظيم أن يجمعنا وإياه في الجنة مع النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم.