أسباب رحلة الإسراء والمعراج
تمت رحلة الإسراء والمعراج لعدة أسباب رئيسية، منها:
- لتخفيف آلام ومعاناة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، خاصة بعد أن قوبل بالإنكار من قومه وفقد زوجته خديجة رضي الله عنها وعمه أبي طالب.
- جاءت كتعويض له بعد معاناته في رحلته إلى الطائف، حيث تعرض كثير من الأذى الجسدي والقول؛ إذ كانت الرحلة بمثابة تسلية له أمام جفوة أهل الأرض.
- أراد الله سبحانه وتعالى إرشاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى الجوانب الإيجابية من الفطرة الإنسانية، من خلال الأواني الثلاثة التي أحضرها جبريل عليه السلام، حيث يمثل الأول الشر من خلال الخمر، والثاني المتعة بالعسل، والثالث الخير بالحليب، وقد اختار النبي الحليب بدلاً من غيره.
- أراد الله سبحانه وتعالى أن يرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم منظرًا مميزًا من خلقه، فوجده في هيئة جبريل عليه السلام الحقيقية.
- فضل الله سبحانه وتعالى منحه رؤى تدل على تكريمه للعباد الصالحين وجزاء الكافرين الذين ينكرون إيمانه.
ردّ فعل قريش على رحلة الإسراء والمعراج
استغلت قريش معجزة الإسراء والمعراج محاولة لتشكيك الناس في نبوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث أنكروا حدوثها واعتبروها خرافة، فهذه الرحلة كانت من وجهة نظرهم حدثًا غير قابل للتصديق وفقًا لمعايير البشر. بعض من أسلموا على يديه ارتدوا عن دينهم بعد أن تسربت الشكوك إلى قلوبهم بشأن هذا الأمر.
ما رآه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في رحلة المعراج
خلال رحلة الإسراء والمعراج، شاهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم العديد من العجائب الدالة على قدرة الله سبحانه وتعالى. وفيما يلي بعض مما رآه:
- شاهد النبي صلى الله عليه وسلم سدرة المنتهى، حيث قال الله تعالى: (وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ المُنْتَهَى)، وقد رأى هنالك آيات الله العظيمة، كما قال: (لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى).
- رأى النبي عليه الصلاة والسلام جبريل في صورته الحقيقية.
- أدهشه رؤية البيت المعمور حيث تصلي فيه سبعون ألفًا من الملائكة يوميًا.
- تعرف النبي محمد صلى الله عليه وسلم على نهر الكوثر الذي خصه الله به.
- أظهرت له قدرة الله سبحانه وتعالى روعة الجنة وما فيها من نعيماً.
أبرز أحداث رحلة الإسراء والمعراج
شهدت رحلة الإسراء والمعراج العديد من الأحداث الهامة، ومن أبرزها:
فرض الصلوات الخمس
فرض الله سبحانه وتعالى الصلوات الخمس خلال رحلة الإسراء والمعراج، وأوحى إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم بثلاث رسائل رئيسية عند سدرة المنتهى، من بينها الصلوات الخمسة، بالإضافة إلى خواتيم سورة البقرة، وغفر له سبحانه وتعالى لمن آمن به من أمته.
حادثة شق الصدر
شهدت ليلة الإسراء والمعراج حادثة شق صدر النبي محمد صلى الله عليه وسلم مرة أخرى، حيث نزل ملكان على هيئة رجلين، أخرجا قلبه وغسلاه بماء زمزم وملأوه بالحكمة والإيمان.
تخيير النبي بين اللبن والخمر
قدم جبريل عليه السلام للنبي محمد صلى الله عليه وسلم إناءً من الخمر وآخر من اللبن، فاختار النبي اللبن. فقال له جبريل: “هديت الفطرة، فإنك لو كنت قد أخذت الخمر لغوت أمتك.”
وصف النبي محمد صلى الله عليه وسلم لبيت المقدس
عند عودته من الرحلة، بدأ النبي محمد صلى الله عليه وسلم يروي للناس ما رآه، فكان رد فعل كفار قريش الضحك والسخرية. ثم تحداه بعضهم ليصف لهم بيت المقدس، فلقد جعل الله سبحانه وتعالى صورة بيت المقدس أمام عينه، فبدأ النبي بوصفه بشكل دقيق.