يعتبر مرض الصرع من الاضطرابات المزمنة الناجمة عن اختلال في الإشارات الكهربائية للدماغ، مما يؤدي إلى حدوث نوبات من التشنجات. يجدر بالذكر أنه لا يمكن اعتباره مرضًا نفسيًا على الرغم من أن القلق والاكتئاب قد يسهمان في بعض الحالات في ظهوره. يؤثر هذا المرض على كيفية عمل الدماغ ويحتاج إلى فهم دقيق.
أسباب مرض الصرع لدى الشباب
على الرغم من أنه في العديد من الحالات لا يمكن تحديد سبب واضح للإصابة بالصرع، إلا أن بعض الأفراد قد يعانون من عوامل تؤدي إلى ظهوره.
يمكن تلخيص الأسباب الرئيسية التي تساهم في الإصابة بالصرع كما يلي:
- عيوب خلقية في الدماغ التي قد تنجم عن إصابات أو أضرار تحدث أثناء الحمل، مما يؤثر على وظيفة الدماغ.
- بعض الأمراض المعدية مثل التهاب الدماغ الفيروسي وفيروس نقص المناعة البشرية، على الرغم من أن المرض ليس مُعديًا بشكل عام.
- مشكلات أثناء عملية نمو الدماغ.
- خلل في وظيفة الدماغ نتيجة وجود أورام، سكتات دماغية، أو نزيف.
- وجود عوامل وراثية لدى بعض الأشخاص تزيد من احتمالية الإصابة بالصرع.
- يمكن أن تظهر النوبات نتيجة أسباب مؤقتة، مثل انخفاض مستوى السكر في الدم.
- انخفاض مستوى الأكسجين في الدم، فشل رئوي أو خلل في وظائف الكبد.
- نقص الكالسيوم، توقف مفاجئ للقلب، وكذلك في حالات الإدمان والتعاطي المفرط للمخدرات.
استمر في القراءة:
أنواع مرض الصرع
يمكن تصنيف مرض الصرع إلى ثلاثة أنواع رئيسية:
صرع جزئي
يرتبط بزيادة الشحنات الكهربائية في منطقة معينة من الدماغ وغالبًا ما يكون نتيجة إصابة.
- يظهر هذا النوع في مناطق مثل الفص الأمامي أو الفص الخلفي من الدماغ.
صرع عام
يحدث فيه زيادة مفاجئة في الشحنات الكهربائية على مستوى الدماغ بالكامل، وقد يؤدي إلى فقدان الوعي ونوبات من التشنجات اللاإرادية. ويميل هذا النوع إلى الظهور نتيجة لعوامل وراثية.
صرع غير محدد
يسمى بهذا الاسم لأن المريض يعاني من أعراض كلا النوعين، إلا أنه لا يمكنه تحديد نوع النوبة بدقة.
أعراض مرض الصرع
تشمل الأعراض التي قد تظهر على مرضى الصرع ما يلي:
- اضطرابات في النوم.
- تشنجات أو نوبات دون ارتفاع في درجة الحرارة.
- شعور بالخوف دون سبب واضح.
- صعوبة في الإدراك والتواصل مع الآخرين.
- التوقف المؤقت عن الكلام والحالة الذهنية.
- حركات غير طبيعية ومتكررة لا علاقة لها بالظروف المحيطة.
- الوقوع بدون سبب واضح.
- عدم الاستجابة للأوامر أو التعليمات.
- نوبات متقطعة من الإغماء.
- تغيرات حسية غير معتادة، مثل الأصوات أو الروائح الغريبة.
عوامل تحفيز ظهور مرض الصرع
تتضمن العوامل الوراثية دورًا كبيرًا في ظهور مرض الصرع، حيث تجعل الدماغ عرضة للاختلالات التي تؤدي إلى التشنجات.
هناك أيضًا عوامل مرضية مثل الإصابات الرأسية، بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل اضطرابات النوم، ارتفاع درجة الحرارة، والإدمان.
- كما تشمل العوامل كثرة تناول الكحول، والإجهاد الشديد.
علاج الصرع
- يتم استخدام أدوية للتحكم في نوبات الصرع، وتختلف فعالية هذه الأدوية من شخص لآخر. في كثير من الحالات، تساعد هذه الأدوية في تقليل النوبات.
- الأشخاص الذين استعملوا هذه الأدوية قد تمكنوا من التمتع بحياة طبيعية وتوقفوا عن الحاجة للعلاج، بينما تطلبت حالات أخرى تغيير الأدوية أو حتى العمليات الجراحية.
- تشمل طرق التشخيص استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، حيث يساعد هذا الفحص في الكشف عن أي خلل أو أورام في الدماغ أو مشكلات في الأوعية الدموية.
- هناك أيضًا التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET) للكشف عن أي نشاط غير طبيعي في الدماغ.
في بعض الحالات، قد يكون العلاج الجراحي ضروريًا ويمكن أن يشمل ما يلي:
- استئصال جزء من الفص الدماغي (الصدغي) في عملية تُعرف بالاستئصال الجزئي.
- استئصال الفص الجبهي بطريقة موضعية، بعيدًا عن الصدغ.
- إزالة الفصوص الموجودة في جانب واحد فقط من الدماغ.
- استئصال الأورام السرطانية التي تؤثر على الدماغ وتسبب الصرع.
- عزل الأجزاء المصابة من الدماغ عن الأجزاء السليمة.
- فصل نصفي للدماغ يتضمن القص في الجزء الأمامي.
- إجراء قص متكرر في عدة مناطق للحد من انتشار التيار الكهربائي المسؤول عن الصرع، مما يساعد في الحفاظ على وظائف الدماغ.
طرق معالجة الأطفال المصابين بمرض الصرع
يمكن علاج الأطفال المصابين بالصرع بعدة أساليب، تشمل:
- العلاج بالأدوية، حيث تُستخدم الأدوية لتقليل نوبات الصرع، بما في ذلك زيت نبتة الحشيش.
- إجراء عمليات جراحية في حالات عدم استجابة النوبات للأدوية، خصوصًا عندما تكون النوبات مستمرة وشديدة.
- اتباع نظام غذائي خاص يعتمد على الكربوهيدرات والدهون مع تقليل المواد السكرية.
إسعاف مريض الصرع
عند التعامل مع مريض يعاني من نوبة صرع، يجب اتباع بعض الخطوات لحمايته:
تتضمن الخطوات الأساسية ما يلي:
- توفير مكان آمن له على الأرض بعيدًا عن أي خطر.
- التأكد من حماية رأسه من أي إصابات، ويمكن وضع بطانية ناعمة تحتها.
- إبعاد أي أدوات حادة أو غير آمنة من محيطه.
- تخفيف أي ملابس ضيقة حول عنقه لتفادي الاختناق.
- ضمان عدم وجود أي شيء في فمه، مثل الطعام.
- مراقبة حالته للتأكد من عدم بلعه لسانه خلال النوبة.
- البقاء بجانبه حتى يهدأ ويستعيد وعيه بعد انتهاء النوبة.