توفي نزار قباني، الشاعر الكبير الذي يمثل الحب والشوق، في 21 مارس عام 1923، ومنذ ذلك الحين، لا تزال قصائده الرائعة محفورة في عقولنا. لقد كانت أعماله ملهمة للعشاق ومعبرة عن مشاعرهم، وستبقى دائمًا في قلوب الجميع.
أجمل ما قيل عن الحب في قصائد نزار قباني
تعتبر أغلب قصائد نزار قباني تعبيرًا صادقًا عن الحب والشوق والحنين.
وقد استلهم كبار المطربين معظم هذه القصائد، مؤلفين أغاني تحمل موسيقى راقية تليق بهذه الأبيات الأدبية. تابعوا معنا مقتطفات من قصائد الحب الشهيرة التي كتبها نزار قباني في رحلتنا لاستكشاف أجمل ما قيل في هذا الموضوع.
قصيدة “أتحدى”
أتحدّى.
من إلى عينيكِ يا سيدتي قد سبقوني.
يحملون الشمس في راحاتهم وعقود الياسمين.
أتحدّى كل من عايشتهم.
مجانين، ومفقودين في بحر الحنين.
أن يحبوك بأسلوبي، وطيشي، وجنوني.
أتحدّى.
كتب العشق ومخطوطاته.
منذ آلاف القرون.
أن تري فيها كتابًا واحدًا.
فيهِ، يا سيّدتي، ما ذكروني.
أتحداكِ أنا.
أن تجدي وطنًا مثل فمي.
وسريرًا دافئًا مثل عيوني.
أتحداهم جميعًا.
لأن يكتبوا لكِ رسائل هوى.
كمكاتيب غرامي أو يجيؤوك على كثرتهم.
بحروف كحروفي وكلام كلامي.
قصيدة “حب بلا حدود”
يا سيدتي:
كنت أهم امرأة في تاريخي..
قبل رحيل العام..
أنت الآن أهم امرأة..
بعد ولادة هذا العام..
أنت امرأة لا أحسبها بالساعات وبالأيام..
أنت امرأة..
صنعت من فاكهة الشعر..
ومن ذهب الأحلام..
أنت امرأة كانت تسكن جسدي..
قبل ملايين الأعوام..
يا سيدتي:
يالمغزولة من قطن وغمام..
يا أمطارًا من ياقوت..
يا أنهارًا من نهوند..
يا غابات رخام..
يا من تسبح كالأسماك بماء القلب..
وتسكن في العينين كسرب حمام..
لن يتغير شيء في عاطفتي..
في إحساسي..
في وجداني.. في إيماني..
فأنا سأظل على دين الإسلام..
يا سيدتي:
لا تهتمي في إيقاع الوقت وأسماء السنوات..
أنت امرأة تبقى امرأة في كل الأوقات..
سوف أحبك..
عند دخول القرن الواحد والعشرين..
وعند دخول القرن الخامس والعشرين..
وعند دخول القرن التاسع والعشرين..
وسوف أحبك..
حين تجف مياه البحر..
وتحترق الغابات..
يا سيدتي:
أنت خلاصة كل الشعر..
ووردة كل الحريات..
يكفي أن أتهجى اسمك..
حتى أصبح ملك الشعر..
وفرعون الكلمات..
يكفي أن تعشقني امرأة مثلك..
حتى أدخل في كتب التاريخ..
وترفع من أجلي الرايات..
قصيدة “سأقول لك أحبك”
سأقول لكِ “أحبكِ”..
عندما تسقط الحدود نهائيًا بينكِ وبين القصيدة.
ويصبح النوم على ورقة الكتابة.
ليس الأمر سهلًا كما تتصورين.
خارج إيقاعات الشعر..
ولا أن أدخل في حوار مع جسد لا أعرف أن أتهجاه..
كلمة كلمة.
ومقطعًا مقطعًا…
إنني لا أعاني من عقدة المثقفين.
لكن طبيعتي ترفض الأجساد التي لا تتحدث بذكاء.
والعيون التي لا تطرح الأسئلة.
إن شرط الشهوة عندي يرتبط بشرط الشعر.
فالمرأة قصيدة أموت عندما أكتبها..
وأموت عندما أنساها.
سأقول لكِ “أحبكِ”..
عندما أبرأ من حالة الفصام التي تمزقني.
وأعود شخصًا واحدًا.
سأقولها.
عندما تتصالح المدينة والصحراء في داخلي.
وترحل كل القبائل عن شواطئ دمي..
الذي حفره حكماء العالم الثالث فوق جسدي.
التي جرّبتها على مدى ثلاثين عامًا…
فشوّهت ذكورتي.
وأصدرت حكمًا بجلدك ثمانين جلدة.
بتهمة الأنوثة…
لذلك.
لن أقول لكِ (أحبكِ)..
اليوم..
وربما لن أقولها غدًا.
فالأرض تأخذ تسعة أشهر لتُطلع زهرها
والليل يتعذب كثيرًا.. ليولد نجمه.
والبشرية تنتظر ألوف السنين..
لتطلع نبيًا..
فلماذا لا تنتظرين بعض الوقت
لتصبحي حبيبتي؟
أجمل ما قيل في الحب لنزار قباني للعشاق
قدم نزار قباني تعبيرًا رائعًا عن مشاعر الحب والحنين في قصائده، حيث كانت قصائده تحمل معاني عميقة وملهمة لكل الأحبة. في السطور القادمة، نستعرض أجمل ما قيل عن الحب في أعمال نزار قباني للعشاق:
تمر بها أنت دون التفات *** تساوي لدي حياتي.
جميع حياتي حوادث *** قد لا تثير اهتمامك.
أعمر منها قصور *** وأحيا عليها شهور.
وأغزل منها حكايا كثيرة *** وألف سماء وألف جزيرة.
شؤون شؤونك تلك الصغيرة *** فحين تدخن أجثو أمامك كقطتك الطيبة.
وكلي أمان ألاحق مزهوة معجبة *** خيوط الدخان توزعها في زوايا المكان.
دوائر، دوائر وترحل في آخر الليل عني *** كنجم، كطيب مهاجر.
وتتركني يا صديق حياتي*** لرائحة التبغ والذكريات.
وأبقى أنا في صقيع *** انفرادي وزادي.
أنا كل زادي حطام السجائر وصحن *** يضم رمادًا يضم رمادي.
وحين أكون مريضة *** وتحمل أزهارك الغالية صديقي إلي.
وتجعل بين يديك يدي *** يعود لي اللون والعافية وتلتصق الشمس في وجنتي.
وأبكي، وأبكي بغير إرادة *** وأنت ترد غطائي علي وتجعل رأسي فوق الوسادة.
تمنيت كل التمني صديقي *** لو أني أظل، أظل عليلة.
لتسأل عني لتحمل لي *** كل يوم ورودًا جميلة.
وإن رن في بيتنا الهاتف إليه أطير أنا *** يا صديقي الأثير بفرحة طفل صغير.
بشوق سنونوة شاردة *** وأحتضن الآلة الجامدة وأعصر أسلاكها الباردة.
وأنتظر الصوت، صوتك يهمي علي دفيئًا *** مليئًا قوي كصوت نبي.
كصوت وارتطام النجوم *** كصوت سقوط الحلي.
وأبكي، وأبكي لأنك فكرت *** في لأنك من شرفات الغيوب هتفت إلي.
ويوم أجيء إليك لكي أستعير كتاب *** لأزعم أني أتيت لكي أستعير كتاب.
تمد أصابعك المتعبة إلى المكتبة وأبقى أنا *** في ضباب الضباب.
كأني سؤال بلا جواب *** أحدق فيك وفي المكتبة كما تفعل القطة الطيبة.
تراك اكتشفت، تراك عرفت بأني جئت *** لغير الكتاب وأني لست سوى كاذبة.
وأمضي سريعًا إلى مخدعي *** أضم الكتاب إلى أضلعي.
كأني حملت الوجود معي *** وأشعل ضوئي.
وأسدل حولي الستور *** وأنبش بين السطور، وخلف السطور.
وأعدو وراء الفواصل *** أعدو وراء نقاط تدور.
ورأسي يدور كأني عصفورة *** جائعة تفتش عن فضلات البذور.
لعلك يا، يا صديقي الأثير *** تركت بإحدى الزوايا.
عبارة حب قصيرة *** جنينة شوق صغيرة.
لعلك بين الصحائف *** خبأت شيئًا سلامًا صغيرًا.
يعيد السلام إلي **** وحين نكون معًا في الطريق.
وتأخذ من غير قصد ذراعي *** أحس أنا يا صديق بشيء عميق.
بشيء يشابه طعم الحريق *** على مرفقي وأرفع كفي نحو السماء.
قصيدة “متى يأتي”
متى يأتي ترى بطلي؟ *** لقد خبأت في صدري له زوجًا من الحجَلِ.
وقد خبأت في ثغري *** له كوزًا من العسلِ.
متى يأتي على فرس له *** مجدولةِ الخصل ليخطفني.
ليكسر باب معتقلي *** فمنذ طفولتي وأنا أمدّ على شبابيكي.
حبال الشوق والأمل *** وأجدل شعريَ الذهبيَّ كي يصعد.
على خصلاته بطلي *** قصيدة على عينيك يضبط العالم ساعاته.
قبل أن تصبحي حبيبتي *** كان هناك أكثر من تقويم لحساب الزمن.
كان للهنود تقويمهم وللصينيين تقويمهم *** وللفرس تقويمهم وللمصريين تقويمهم.
بعد أن صرت حبيبتي صار الناس يقولون *** السنة الألف قبل عينيها والقرن العاشر بعد عينيها.
وصلت في حبكِ إلى درجة التبخر *** وصار ماء البحر أكبر من البحر.
ودمع العين أكبر من العين *** ومساحة الطعنة أكبر من مساحة اللحم.
وأتحد بكِ أكثر ***صارت شفتاي لا تكفيان لتغطية شفتك.
وذراعاي لا تكتفيان لتطويق خصرِك *** وصارت الكلمات التي أعرفها
أقل بكثير من عدد الشامات التي تطرز جسدك.
لم يعد بوسعي منذ أعوام *** وهم يعلنون في الجرائد أنني مفقود.
ولا زلت مفقودًا *** حتى إشعار آخر.
لم يعد بوسع اللغة أن تقولك *** صرتِ الكلمات كالخيول الخشبية.
ولا تَطَالكِ كلما اتهموني بحبك *** أشعر بتفوقي وأعقد مؤتمرًا صحفيًا.
أوزع فيه صورك على الصحافة وأظهر على شاشة التلفزيون.
وأنا أضع في عروة ثوبي *** وردة الفضيحة.
أجمل ما قيل في الحب لنزار قباني والغزل
تميز نزار قباني بأسلوبه الفذ في التعبير عن مشاعر الحب والغزل، ليكتب أرقى القصائد وأكثرها تأثيرًا. لقد استخدم في أشعاره أسلوبًا غزليًا مميزًا، مما جعله شاعرًا فريدًا في هذا المجال. هنا نستعرض معكم بعض من أجمل القصائد الغزلية التي كتبها نزار قباني، عبر رحلتنا لاستكشاف أجمل ما قيل في الحب والغزل:
قصيدته “أعنف حبّ عشته”
أعنف حبّ عشته.
تلومني الدنيا إذا أحببته.
كأني أنا خلقت الحب واخترعته.
كأنني على خدود الورد قد رسمته.
كأنني أنا التي للطير في السماء قد علمته.
وفي حقول القمح قد زرعته.
وفي مياه البحر قد ذوبته.
كأنني أنا التي.
كالقمر الجميل في السماء قد علقته.
تلومني الدنيا.
إذا سميت من أحب.. أو ذكرته.
كأنني أنا الهوى.
وأمه.. وأخته.
من حيث ما انتظرته.
مختلف عن كل ما عرفته.
مختلف عن كل ما قرأته.
وكل ما سمعته.
لو كنت أدري أنه نوع من الإدمان..
ما أدمنته.
قصيدة “حبك طير أخضر”
حبك طيرٌ أخضر.
طير غريبٌ أخضر.
يكبر يا حبيبتي كما الطيور تكبر.
ينقر من أصابعي.
ومن جفوني ينقر.
كيف أتى.
متى أتى الطير الجميل الأخضر.
لم أفتكر بالأمر يا حبيبتي.
إن الذي يحب لا يفكر.
حبكِ طفلٌ أشقر.
يكسر في طريقه ما يكسر.
يزورني حين السماء تمطر.
يلعب في مشاعري وأصبر.
حبكِ طفلٌ متعب.
ينام كل الناس يا حبيبتي ويسهر.
طفلٌ على دموعه لا أقدر.
حبكِ ينمو وحده.
كما الحقول تزهَر.
كما على أبوابنا ينمو الشقيق الأحمر.
كما على السفوح ينمو اللوز والصنوبر.
كما بقلب الخوخ يجري السكَّر.
حبكِ كالهواء يا حبيبتي.
يحيط بي.
من حيث لا أدري به، أو أشعر.
جزيرةٌ حبكِ لا يطالها التخيل.
حلمٌ من الأحلام.
لا يحكى ولا يفسر.
حبكِ ما يكون يا حبيبتي.
أزهرة أم خنجر.
أم شمعةٌ تضيء.
أم عاصفةٌ تدمِّر.
أم أنه مشيئة الله التي لا تقهر.
كل ما أعرف عن مشاعري.
أنكِ يا حبيبتي، حبيبتي.
وأن من يحب.
لا يفكر.