تُعتبر نتائج التصحر على البيئة من القضايا البيئية الهامة، حيث أن اليابسة تشغل الجزء الخارجي من قشرة الأرض الذي لا تغمره المياه، وتتميز بتنوع تضاريسها بين القارات.
وتحتوي اليابسة على أنواع مختلفة من التربة والأشجار والنباتات، مما يجعلها تتعرض لمجموعة من العوامل التي تؤدي إلى مشاكل تؤثر على نمو هذه النباتات وتغير خصائصها.
من بين هذه العوامل، يبرز التصحر، إذ يُخشى من أن ثلث مساحة اليابسة في العالم معرضة لهذه الظاهرة. في هذا المقال، سنستعرض تأثير التصحر على البيئة، بالإضافة إلى الأسباب التي تؤدي إلى هذه الظاهرة، فتابعوا معنا.
ما هو التصحر؟
يعرف التصحر بأنه تدهور الأراضي في المناطق ذات الجفاف الشديد، ويمكن أن يظهر أيضًا في المناطق شبه الرطبة. تتعدد الأسباب المؤدية لهذه الظاهرة، بما في ذلك التغيرات المناخية والنشاطات البشرية. يمكن اعتبار دراسة التصحر مجالاً حديثًا نسبيًا، إذ تم توثيق أول بحث علمي حول هذه الظاهرة منذ حوالي 50 عامًا.
يمثل التصحر عملية تدمير الطاقة الحيوية للأرض، مما ينتج عنه ظروف مشابهة للصحراء. إنها ظاهرة تؤدي إلى تدهور الأنظمة البيئية، مما يقلل من الانتاجية الحيوية التي تشمل الإنتاج النباتي والحيواني، ويؤثر سلباً على القدرة على إعالة الوجود البشري.
أنواع التصحر
هناك أربعة أنواع رئيسية للتصحر، وهي:
- التصحر الشديد جدًا: يتميز بتحول الأراضي من المناطق المنتجة إلى مناطق غير قابلة للإنتاج، ما يجعل عملية الاستصلاح صعبة ومكلفة. تشمل هذه المناطق بعض البلدان مثل سوريا والعراق والأردن وليبيا والجزائر والمغرب ومصر والصومال.
- التصحر الشديد: ينجم عن انتشار النباتات الغير مرغوب بها وانخفاض في الانتاج النباتي بنسبة تصل إلى 50%، كما هو الحال في بعض أجزاء مصر.
- التصحر المعتدل: ينخفض فيه الإنتاج النباتي بنسبة تصل إلى 25%، كما يظهر في بعض الأماكن المصرية.
- التصحر الطفيف: يتمثل في ضرر بسيط في التربة وغطاء الغطاء النباتي، أو قد لا يظهر أي تلف كما هو في الصحراء الكبرى وصحراء شبه الجزيرة العربية.
أسباب التصحر
تتعدد أسباب التصحر، ويمكن تقسيمها كما يلي:
- الرعي الجائر: يُعتبر أحد الأسباب الرئيسية للتصحر، إذ يؤدي الإفراط في استهلاك النباتات الخضراء لتأمين الغذاء للمواشي إلى فقدان الإنتاج الزراعي.
- ندرة المصادر المائية: الاستخدام المفرط للمياه يمكن أن يسبب تغييرات كبيرة في مصادرها الطبيعية، مما يؤثر على ري المحاصيل المتعددة.
- قطع الأشجار: تؤدي هذه العمليات إلى تقليص الغابات وتدهور المناطق الخضراء، مما يساعد على تفاقم ظاهرة التصحر.
- النمو السكاني: يساهم الارتفاع الحاد في عدد السكان في التوسع العمراني واستغلال الأراضي الصالحة للزراعة لأغراض البناء، مما يعجل بحدوث التصحر.
- الأسباب الطبيعية: تنتج من عوامل طبيعية مثل حركة الرياح التي تؤدي إلى تعرية التربة وفقدان خصوبتها، كما تؤثر الظروف المناخية سلبًا على المساحات الزراعية.
آثار التصحر على البيئة
تُعَد آثار التصحر في البلدان العربية متعددة، ومنها:
- آثار بيئية: تشمل تدهور الحياة الحيوانية والنباتية وقلة الأراضي الزراعية وانخفاض الثروة المائية، بالإضافة إلى تدهور نوعية المياه نتيجة الاستخدام غير السليم.
- آثار اقتصادية: تؤثر الحالة المتدهورة للأراضي على قدرة الدول على إنتاج الأغذية، مما يقلل من الإمكانيات الإنتاجية ويؤدي إلى نقص غذائي في بعض المناطق. تصدير التصحر يمكن أن يؤثر أيضًا على التنوع البيولوجي، مما يقلل من فرص إنتاج الطعام.
- آثار اجتماعية: تشمل زيادة هجرة سكان الريف إلى المدن بحثًا عن العمل، مما يؤدي إلى ضغوط على الموارد والخدمات في المناطق الحضرية، وبالتالي ارتفاع معدل النمو السكاني في المدن بشكل أسرع من الريف.
- تزايد نسبة ملوحة المياه ونقص حاد في موارد المياه.
- ارتفاع الكثبان الرملية بفعل الرياح، مما يزيد من حدوث العواصف الرملية التي تلوث البيئة وتؤثر سلبًا على صحة الإنسان والإنتاج الزراعي.
حلول لمشكلة التصحر
يمكن اعتماد عدة استراتيجيات لمواجهة التصحر، والتي تختلف من بلد لآخر. تتمثل أبرز الحلول فيما يلي:
- حماية الغابات: من خلال منع قطع الأشجار عشوائيًا والحرص على الحفاظ على توازن النظام البيئي الذي يحافظ على خصوبة التربة.
- ترشيد الرعي: من خلال تحديد القدرات الحملية للمراعي لتجنب فقدانها أو تدهورها.
- ترشيد استخدام المياه: من خلال تطبيق وسائل ري أكثر فعالية مثل الرّي بالتنقيط وتقنين استخدام المياه لتفادي تملح التربة.
- تطبيق وسائل للحد من تعرية التربة وتثبيت الرمال المتحركة لتحويلها إلى أراضٍ زراعية منتجة.
- تقليل معدلات النمو السكاني عبر برامج تنظيم الأسرة.
- رفع مستوى الوعي البيئي على نطاق الأفراد والهيئات الحكومية.
- إنشاء مؤسسات ترعى الأنشطة البيئية.
- تجنب الطرق الزراعية التي تلحق الضرر بالبيئة والالتزام بالممارسات التي تعزز التوازن الطبيعي.
- إنشاء محميات بيئية.
- توجيه مياه السيول لاستثمارها في الزراعة.
- بناء السدود لتقليل تأثير السيول.
- المحافظة على الغطاء النباتي.
- توظيف مصادر الطاقة المتجددة بدلاً من حطب الوقود.
- تشجيع البحث العلمي في مجال مكافحة التصحر والجفاف.
- بناء المصاطب للمساعدة في تقليل انحدار الأراضي.