يعتبر فهم أنواع الخطاب السياسي أساسيًا لفك رموز البيانات التي يقدمها رؤساء الدول وعدد من السياسيين الآخرين. كذلك من المهم استيعاب العناصر الأساسية التي تشكل هذا النوع من الخطابات. نستعرض في هذا المقال مفهوم الخطاب السياسي وخصائصه.
أنواع الخطاب السياسي
توجد عدة أنواع من الخطاب السياسي، من بينها:
- الخطاب السياسي الواقعي: هو خطاب يهدف إلى توضيح قضية أو حادثة وقعت بالفعل وما زالت آثارها مستمرة، مثل النزاعات الدولية أو نتائج الانتخابات.
- الخطاب السياسي الرسمي: يركز على القضايا الرسمية المتعلقة بالدولة ووزاراتها، وغالبًا ما يقتصر على موضوع واحد محدد.
- الخطاب السياسي المدني: يخاطب الجمهور ويشرك أفراد المجتمع في التعبير عن آرائهم واقتراحاتهم والاستجابة لمطالبهم، وهذا النوع يستخدمه المسؤولون كثيرًا.
عناصر وخصائص الخطاب السياسي
للخطاب السياسي مجموعة من الخصائص والعناصر، أهمها:
- ضرورة أن تكون لغة الخطاب واضحة مع الالتزام بكافة القواعد اللغوية والنحوية.
- الخطاب يدافع عن القرارات التي اتخذتها جهة معينة وقد تُواجه بمعارضة من بعض الأفراد.
- الصياغة تهدف إلى تقديم رؤية شاملة ولا تركز فقط على الغرض المباشر للخطاب.
- يحرص الخطاب على تناول الموضوعات التي تهم الجمهور وتخدم مصالحهم.
- يحتوي الخطاب على معلومات شاملة وعميقة تتعلق بالموضوع الأساسي.
- يتضمن تكرار بعض العبارات للتأكيد على النقاط المهمة والسعي لتحقيق الهدف المنشود من الخطاب.
- يمتد طول الخطاب حتى يتسنى إيصال الفكرة بوضوح للمتلقين.
تعريف الخطاب السياسي
الخطاب السياسي هو أداة يستخدمها الأفراد في المجال السياسي للتواصل مع بعضهم البعض أو مع الشعب. يمكن تعريفه أيضًا بأنه النص الذي يقدمه شخص وينقله شخص آخر سواء بصفته كفرد أو كممثل لمجموعة معينة مثل الحكومة أو حزب سياسي أو أي جماعة.
يساهم الخطاب السياسي في نقل الأفكار إلى الجمهور المستهدف، وغالبًا ما يكون له ارتباط بأحداث معينة تحدث قبل إلقاء الخطاب. كما يعمل الخطاب على توثيق الأخبار أو نفيها ومنح الطابع الرسمي لفعل موجود أو تعديله، ويعتبر وسيلة للتواصل بهدف إيصال نوايا معينة إلى الجمهور المعني.
أهداف الخطاب السياسي
فيما يلي نلقي الضوء على أهداف الخطاب السياسي:
- الحرص على دقة الألفاظ ووضوحها، مع تجنب اللغة الركيكة.
- استمالة انتباه الجمهور سواء كان مستمعًا أو مشاهدًا.
- الترويج للسياسة أمام العامة وتلقي الإشادة والمدح منهم.
- إقناع المستمع بالأفكار المطروحة ودعمه لها.
- تقديم رؤى بديلة للجمهور في حال كانت هناك حاجة لتبرير موقف معين.
- التأثير في المتلقين بأكبر قدر ممكن.
- بناء نظريات قائمة على الثقة والتمسك بمبادئ قوية.
أول خطاب سياسي في الإسلام
كان أول خطاب سياسي بعد تولي أبو بكر الصديق رضي الله عنه الخلافة على المسلمين عقب وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم في عام 11 هـ.
قال في خطابه الأول: “يا أيها الناس، قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن رأيتموني على حق فأعينوني، وإن رأيتموني على باطل فسددوني، أطيعوني ما أطعت الله فيكم، فإذا عصيته فلا طاعة لي عليكم، ألا إن أقواكم عندي الضعيف حتى آخذ الحق له، وأضعفكم عندي القوي حتى آخذ الحق منه، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.” يعدّ هذا الخطاب من أوائل الخطابات التي ألقاها حاكم في الإسلام بإرادة من الأمة الإسلامية.
تعد الخطابات السياسية وسيلة فعالة للسياسيين لتوصيل رسائلهم وتحقيق أهدافهم، وتوضيح الغرض من ورائها بما يخدم مصلحة الجميع سواء للأفراد أو للدولة، التي لا يمكنها أن تستمر دون سياسييها ومجتمعها. في هذا المقال، تناولنا أنواع الخطابات السياسية وخصائصها.