أجر إفطار الصائم في رمضان
لقد أُمر المسلمون بالتعاون على فعل الخير، وخاصة في شهر رمضان المبارك. ومن مظاهر هذا التعاون هو قيام المسلم بإفطار أخيه الصائم ابتغاءً لمرضاة الله تعالى. وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (من فطَّر صائمًا كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص أجر الصائم شيئًا). كما يُعتبر إفطار الصائم تجسيدًا للكرم الذي يجب أن يتحلى به المؤمن في رمضان، مستلهمًا من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، الذي كان أجود الناس، وبالأخص خلال رمضان عندما يلتقي بجبرائيل. ومن هنا يتضح أن تشجيع الآخرين على الإفطار يعزز الروابط والمحبة بين أفراد المجتمع، إلي جانب الأجر العظيم المترتب على ذلك.
أمور متعلقة بإفطار الصائم
ما يتحقق به إفطار الصائم
لقد اتفق العلماء على استحباب إفطار الصائم عن طريق تقديم الطعام والشراب له، طلبًا للأجر والثواب من الله. ومع ذلك، فقد اختلفوا حول الكمية المطلوبة لإفطار الصائم، حيث تمثل هذا الاختلاف في رأيين:
- الرأي الأول: يُعتبر إفطار الصائم ممكنًا بتقديم شيء بسيط، مثل تمرة أو شربة ماء، ليحصل المسلم بذلك على أجر إفطار الصائم، وهو ما يتضح من الأدلة.
- الرأي الثاني: يؤكد على ضرورة إشباع الصائم، إذ أن ذلك يعود عليه بالنفع ويمكنه من أداء العبادة بشكل أفضل، مما يجعل الإشباع هو الغرض الأساسي من الإفطار.
حكم إطعام من أفطر في رمضان دون عذر
أشار العلماء إلى أن الإفطار في رمضان دون عذر يُعتبر من الكبائر. فمن يفطر وهو مستطيع لأداء هذا الفرض، فقد ارتكب ذنبًا عظيمًا، وذلك منافٍ لأوامر الله. يُستثنى من هذا الحُكم من له عذر شرعي كوجود مرض، وبما أن الإفطار دون عذر محرم، فإن مساعدة مثل هذا الشخص يُعتبر تعاونًا على الإثم، رغم أن المتعاون لا يُعتبر مفطرًا، لأن المعاونة على الإثم لا تُبطل صومه.
حكم تقديم الطعام لمن فقد عقله في نهار رمضان
قد أباح الله تعالى الإفطار لمن فقد عقله، حيث إنهم غير محاسبين على ما افترضه الله على عقلاء المسلمين. لذا، يُسمح للذين لا يملكون القدرة على التمييز بالإفطار. ويجوز لذويهم تقديم الطعام والشراب لهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (رُفِعَ القلمُ عن ثلاثةٍ: عن المجنون المغلوب على عقله حتى يبرأ، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم).
حكم الإفطار لدى من اكتسب ماله بشكل غير مشروع
لقد حث الله تعالى المسلمين على السعي لطلب الرزق من أبواب الكسب المشروعة، بينما حرّم الربا وأخذ المال بغير حق. في حال تلقيت دعوة للإفطار من شخص يُعرف بكسبه الحرام، فإن قبول الدعوة جائز، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم قبل دعوة اليهود رغم وصفهم بأكل الربا. ولكن الأفضل هو رفض الدعوة إذا كان ذلك سيشجع هذا الشخص على الامتناع عن كسب المال الحرام.
للمزيد من المعلومات حول كيفية كسب الأجر في رمضان، يمكنك الاطلاع على مقالنا: ((طرق عمل الخير في رمضان)).