أحكام صلاة الجنازة على الطفل
اتفق معظم العلماء على وجوب غسل الطفل المتوفى والصلاة عليه. وتعتبر أحكام صلاة الجنازة للطفل مماثلة لتلك الخاصة بالكبار، مع استثناء الدعاء له بالمغفرة، حيث إنه لا يُكتب على الطفل ذنب. ومن المستحب الدعاء لوالديه بالرحمة والمغفرة، تأكيداً لقوله -صلى الله عليه وسلم-: “الطفل يُصلَّى عليه ويدعى لوالديهِ بالمغفرة والرَّحمة”.
تتضمن صلاة الجنازة على الطفل عددًا من الأحكام المستندة إلى السنة النبوية، والتي تنطبق في عدة حالات يجوز العمل بأيهما، وتتلخص هذه الأحكام في النقاط التالية:
- يقف الإمام في الجنازة
في حالة الطفل الذكر يكون عند رأسه، وعند وسط الجثة إذا كانت طفلة.
- استحباب تكثير المصلين
في صلاة الجنازة، وكذلك جواز تقبيل الميت، وضرورة الإسراع في قضاء الدين المتعلق بالميت.
- يجب على الإمام أن يكبر أربع تكبيرات في صلاة الجنازة
ويُسمح له بتكبير خمس أو أربع تكبيرات، حيث قام النبي -صلى الله عليه وسلم- بذلك في بعض صلوات الجنازة. أيًّا كانت الحالة التي اختارها الإمام تُعتبر كافية. ومع ذلك، فإن الأحاديث التي تشير إلى الأربع تكبيرات هي الأكثر شيوعًا. يُقرأ سورة الفاتحة بعد التكبيرة الأولى من صلاة الجنازة.
بعد التكبيرة الثانية، يُصلى على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما في الصلاة الإبراهيمية. وفي التكبيرة الثالثة، يُدعى للميت، بينما في التكبيرة الرابعة، يُدعى لنفسه ولجميع المسلمين ثم يسلم بعد التكبيرة الأخيرة.
- الإسراع بالجنازة
كما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: “أسرعوا بالجنازة فإن كانت صالحة فهي خير تقدمونها إليه، وإن كانت غير ذلك فهي شر تضعونه عن رقابكم”.
- يجب الالتزام بأحكام دفن الميت
والتي يجب على المسلم مراعاتها اتباعًا لسنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومن بينها: عدم دفن الميت عند طلوع الشمس أو وقت غروبها. ويستحب للذي يدخل الميت قبره أن يقول: “بسم الله وعلى ملة رسول الله”، كما يُسمح بدخول المرأة قبرها برفقة غير محارمها.
- جواز البكاء على الميت
الحزن لفقد شخص هو شعور إنساني طبيعي، وقد أباح الله -تعالى- التعبير عن الحزن، ما لم يتضمن نياحة أو الاعتراض على قضاء الله وقدره. وقد حزن النبي -صلى الله عليه وسلم- عند وفاة أبنائه، وبكى عليهم، حيث بكى على ابنه إبراهيم مع تسليمه بقضاء الله وقدره.
حكم صلاة الجنازة بعد دفن الميت وحكم الصلاة على الغائب
يجوز الصلاة على الميت وهو في قبره، وليس صلاة نافلة أو فرض، بل تُعتبر صلاة جنازة. إذ يمكن لبعض الناس الذين لم يتمكنوا من الصلاة على الجنازة أثناء وجودها على الأرض، الذهاب إلى القبر لأداء صلاة الجنازة خلفه. كما يجوز الصلاة على الغائب، وقد فعل النبي ذلك حينما نعى النجاشي، وصلى عليه مع الصحابة في المصلى.
ثواب الصبر على موت الأولاد
وجه النبي -صلى الله عليه وسلم- أتباعه إلى ضرورة الصبر عند وقوع المصائب. ويعتبر صبر الإنسان واحتسابه الأجر عند فقده لولده، الذي يُعتبر ثمرة فؤاده، دليلاً على قوة إيمانه. وقد وعد الله -سبحانه وتعالى- من يصبر من عباده على فقد ولده بالأجر والثواب العظيم، في رحمة وفضل منه.