أسباب انتشار البطالة وتأثيراتها

العوامل المسببة للبطالة

البطالة الهيكلية

تظهر البطالة الهيكلية (بالإنجليزية: Structural unemployment) عندما لا تتناسب المهارات التي يمتلكها الأفراد مع الوظائف المتوفرة في السوق. قد يكون السبب عدم تناسق بين الفرص الوظيفية المتاحة ومهارات العمال، أو نقص في توفير فرص العمل. ومن أبرز أشكال هذه البطالة البطالة الموسمية، التي تُلاحظ في قطاعات الزراعة والسياحة والبناء، حيث تكون هذه الفرص متاحة خلال مواسم معينة، وبعد انتهائها يبقى العمال بلا عمل حتى قدوم تلك المواسم مرة أخرى. تُعتبر البطالة الهيكلية ظاهرة طويلة الأمد وغير طوعية. يمكن تلخيص أهم أسباب هذه البطالة كالآتي:

  • اعتماد الآلات والتكنولوجيا الحديثة على حساب القوى العاملة البشرية.
  • عدم توفر المهارات والتدريب المناسب لدى القوى العاملة لتلبية احتياجات الوظائف المتاحة.
  • انتقال المصانع إلى دول أخرى ذات أجور أقل بهدف تقليل التكاليف، مما يؤدي إلى فقدان الوظائف للعمال المحليين.

البطالة الدورية

البطالة الدورية (بالإنجليزية: Cyclical unemployment) تنشأ نتيجة لتراجع الطلب على السلع والخدمات، وغالباً ما تُعرف ببطالة الاقتصاد الكينزي (بالإنجليزية: Keynesian unemployment). تتعلق هذه البطالة بالحالة الاقتصادية، حيث تزداد أثناء فترات الركود وتنخفض خلال فترات الانتعاش. في حالات البطالة الدورية، يكون عدد الفرص المتاحة أقل من عدد الأفراد الباحثين عن العمل، ويُطلق عليها مسمى “الدورية” بسبب كونها تتحرك وفق دورة اقتصادية تتجلى مع تراجع الطلب على السلع وما يترتب عليه من تقليل أرباح الشركات، مما يضطرها لتسريح موظفيها، مما يؤدي بدوره إلى مزيد من الانخفاض في الطلب الاستهلاكي.

البطالة المؤسسية

تنتج البطالة المؤسسية (بالإنجليزية: Institutional unemployment) عن مجموعة من العوامل المرتبطة بالنظام المؤسسي، ومن أهم هذه الأسباب:

  • السياسات الحكومية التي تشمل برامج الضمان الاجتماعي المكلفة على الشركات، وكذلك القوانين التي تفرض قيوداً على الترخيص المهني.
  • ممارسات سوق العمل التي تدعم الدفع وفقا للأجور المرتفعة لأصحاب الكفاءات.
  • زيادة عدد المنضمين إلى النقابات العمالية والمهنية.
  • رفع الحد الأدنى للأجور بسبب سياسات الحكومة أو النقابات، مما يجعل تكلفة العمالة مرتفعة على الشركات، مما يؤدي إلى تقليل الفرص الوظيفية المتاحة. حيث تقوم الشركات بتسريح موظفيها لتخفيف الأعباء، ويرفض الباحثون عن العمل الوظائف ذات الرواتب الأقل من الحد الأدنى مما يسهم في تفاقم البطالة المؤسسية.

البطالة الاحتكاكية

يمكن تعريف البطالة الاحتكاكية (بالإنجليزية: Frictional unemployment) بأنها تلك البطالة التي تحدث عندما يفقد العامل وظيفته ويبدأ في البحث عن عمل جديد، ولهذا السبب تُعرف أيضاً ببطالة البحث (بالإنجليزية: Search unemployment). تعد البطالة الاحتكاكية نوعاً من البطالة الأقل تأثيراً اقتصادياً، إذ إنّها تفتر بشكل سريع عند قدرة الفرد على العثور على فرصة عمل. ولكن، يتطلب التعافي منها بعض الجهد بدءاً من عملية البحث عن الوظائف، مروراً بإجراء المقابلات، وانتهاءً بالتوظيف. تشمل الأسباب التي تؤدي إلى البطالة الاحتكاكية ما يلي:

  • اختيار الفرد ترك عمله بشكل طوعي من أجل البحث عن فرصة عمل أخرى تناسب احتياجاته، وقد يكون الشخص ادخر مالاً يكفيه للقيام بهذه الخطوة.
  • انتقال العامل لمكان إقامة جديد مما يتطلب منه التخلي عن وظيفته السابقة والسعي للحصول على وظيفة جديدة.
  • تخريج الطلبة من الجامعات والمدارس والبحث عن فرص عمل.
  • عودة الأفراد الذين توقفوا عن العمل بسبب بعض المسؤوليات، مثل الزواج، تربية الأطفال، أو رعاية الأهل، إلى البحث عن عمل من جديد.
Scroll to Top