أحكام سورة الملك
أشار ابن العربي في مؤلفه “أحكام القرآن” إلى أن هناك آية واحدة في سورة الملك تتناول حكمًا مهمًا للعباد، وهي قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ). حيث يعبر الله -سبحانه وتعالى- عن نعمه العظيمة على عباده من خلال تسخير الأرض لهم وجعلها مكانًا مستقرًا تحت أقدامهم، ثم يأمرهم بالسعي وال探索 فيها بحثًا عن رزقهم ومختلف أنواع التجارة والثمار. ويشدد الله -عز وجل- على أن هذا السعي لا يتحقق نفعه إلا بتيسيره وإرادته.
موضوعات سورة الملك
تناولت آيات سورة الملك عدة موضوعات هامة، يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
- التأكيد على عظمة الله -عز وجل- وقدرته المطلقة وتدبيره الكامل للكون.
- تناول بعض مظاهر القدرة الإلهية، كخَلْق السماء وتزينها.
- عرض حال المجرمين وهم يتعرضون لألوان العذاب، بالإضافة إلى توضيح حال المؤمنين الذين يعيشون في النعيم.
- الإشارة إلى بعض نعم الله -سبحانه وتعالى- التي أنعم بها على عباده.
- تقديم أدلة على قدرة الله وجمال خلقه، مثل تصوير الطيور في السماء وإنزال الرزق.
سورة الملك
تعتبر سورة الملك سورة مكية كما اتفق على ذلك العلماء، وتحظى بالعديد من الفضائل. لها أسماء متعددة، بعضها شائع والآخر يعود إلى توصيف الصحابة، ومن بين هذه الأسماء:
- سورة تبارك الذي بيده الملك، وهو الاسم الوارد في حديث نبوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- سورة الملك، وهو الاسم الأكثر شيوعًا، وقد تناولها البخاري في تفسيره.
- المانعة، وفقًا لما ذكره ابن مسعود رضي الله عنه.
- تبارك الملك.
- المنجية، وهو الاسم الذي ورد أيضًا في أحد أحاديث رسول الله.
- الواقية، وقد ورد ذلك في كتاب “الإتقان” للسيوطي.
- المانعة والمنّاعة، بصيغة مبالغة للاسم المانع.
- المجادلة، وهو الاسم الذي أطلقه عليها ابن عباس رضي الله عنه؛ لكونها تجادل عن صاحبها عند سؤال الملكين له.