أحسن إلى الناس لكي تكسب قلوبهم، فالإنسان يجد نفسه أسيراً لإحسانه تجاه الآخرين.

الإحسان

يُعَدُّ الإحسان من القيم النبيلة التي يروج لها الدين الإسلامي، ويعني القيام بالأعمال بأفضل صورة بغية الحصول على مرضاة الله عز وجل، وخوفاً من حسابه. إن الإحسان له تأثير إيجابي على الأفراد في حياتهم اليومية وفي الآخرة، فقد جعله الله سبحانه وتعالى أساساً لقبول الأعمال وحصول الأجر والمكافأة. وتجدر الإشارة إلى أن مفهوم الإحسان لا يقتصر فقط على علاقة العبد مع ربه، بل يشمل أيضاً العلاقة بين الإنسان وأخيه الإنسان، كبر الوالدين، والتصدق على الفقراء، ومساعدة المحتاجين، والتي تُعتبر من صميم الإحسان.

قصيدة “أحسن إلى الناس”

يُعَد الشاعر أبو الفتح البستي من أبرز الشعراء الذين تغنوا بمفهوم الإحسان، حيث عُرف بنظم القصائد الطويلة التي تتناول قضايا الحياة وتقلبات الزمن، وتتميز بألفاظها الرقيقة ومعانيها العميقة، بالإضافة إلى احتوائها على نصائح وعبر للبشرية. من أبرز أعماله كانت “قافيته النونية” التي تُعد مجموعة من الأمثال الأدبية القيمة المُفعمة بالنصح والإرشاد، وقد تُرجمت إلى اللغة الفارسية. يُفتتح هذه القصيدة بمقولة “زيادة المرء في دنياه نقصان”، وفي هذا المقال سنلقي الضوء على البيت التاسع منها الذي يتناول موضوع الإحسان.

أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم

قال الشاعر في قصيدته:
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم.

فطالما استعبد الإنسان إحسان.

تتمثل الفكرة الرئيسية في هذا البيت بأن الإحسان يجلب الامتنان والمحبة والتقدير، حيث يشبه الشاعر قلوب الذين أُحسن إليهم بالعبيد الذين يطيعون مالكهم، أي الشخص المُحسن. إن فعل الخير والإحسان للناس لديه تأثير كبير على قلوبهم، إذ يساعد الشخص على كسب محبتهم وودهم، وكأنه يملك قلوبهم.

حث الله تعالى في كتابه الكريم على أهمية الإحسان، حيث قال: (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ) [القصص: 77].

أمثلة على الإحسان إلى الآخرين

  • الرفق بالفقراء والتصدق عليهم.
  • كفالة الأيتام ورعايتهم.
  • بر الوالدين والرحمة بهما.
  • الإحسان إلى الجيران والمعاملة الطيبة معهم.
  • إصلاح النزاعات بين الأفراد.
  • إطعام الجائعين.
  • مساعدة العاجزين وكبار السن، ودعمهم في مختلف جوانب حياتهم.

فوائد الإحسان إلى الآخرين

  • الحصول على رضا الله سبحانه وتعالى، مما يوفر للإنسان الطمأنينة في حياته.
  • تمكين الفرد في المجتمع وجلب رحمة الله.
  • نيل البركة والرزق في المال والأبناء والعمر.
  • تطوير الشخصية والارتقاء بها نحو الأفضل، من خلال التخلي عن المشاعر السلبية مثل سوء الظن.
  • الحد من الفتن والصراعات التي قد تنشأ بين أفراد المجتمع.
Scroll to Top