أسباب الصداع الحاد والمزمن

ما هي أسباب حدوث صداع شديد؟

يُعد الصداع من الأعراض الشائعة التي يعاني منها الكثير من الأشخاص، وغالبًا ما ينبع من أسباب بسيطة مثل الجفاف، أو آلام الأعصاب، أو ارتفاع الحرارة، أو انسحاب الكافيين، أو تناول أنواع معينة من الأغذية. كما يمكن أن يرتبط أحيانًا بالتغيرات الهرمونية، أو الحمل، أو مشكلات الأسنان، أو كأثر جانبي لبعض الأدوية. لكن تجدر الإشارة إلى أن أسباب الصداع الشديد قد تكون خطيرة وتستدعي استشارة طبية. ومن هذه الأسباب يمكن أن نذكر ما يلي:

الجفاف الشديد

يؤدي الجفاف بشكل عام إلى الشعور بالصداع والإرهاق والإمساك. وتزداد حدة الأعراض بزيادة مستوى الجفاف، والذي يحدث عندما يفقد الجسم سوائل كبيرة دون تعويض. بالإضافة إلى الصداع الشديد، تشمل الأعراض الأخرى للجفاف الشديد:

  • قلة التبول أو تغير لون البول إلى الأصفر الداكن.
  • جفاف البشرة.
  • دوار.
  • تسارع ضربات القلب.
  • تنفس سريع.
  • غمر العيون.
  • نعاس.
  • انخفاض الطاقة.
  • ارتباك.
  • إغماء.

تسمم الحمل أو ما قبل تسمم الحمل

يعتبر الصداع الشديد أحد الأعراض الشائعة لتسمم الحمل (Eclampsia) أو حالة ما قبل تسمم الحمل (Preeclampsia). وهي حالة طبية خطيرة قد تصيب النساء الحوامل بعد الأسبوع العشرين من الحمل أو في فترة النفاس. قد يحدث لبس في تشخيص الصداع الناتج عن تسمم الحمل على أنه صداع نصفي، نظرًا للتشابه في الأعراض. ومع ذلك، يتميز صداع التسمم الحمل بالشعور بالألم في كامل الرأس وليس في جانب واحد فقط، ويتزامن مع الأعراض التالية:

  • آلام في البطن.
  • ضبابية أو ازدواجية الرؤية.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • ارتفاع مستوى البروتين في البول.

ارتفاع ضغط الدم

يمكن أن يؤدي الارتفاع المفاجئ في ضغط الدم إلى زيادة خطر حدوث ضغط داخل الجمجمة، مما قد ينتج عنه حالة خطيرة تُعرف بضغط الدم الخبيث (Malignant Hypertension). وغالبًا ما يكون مصحوبًا بصداع شديد لم يشعر به الشخص سابقًا، ولا يستجيب للمسكنات التقليدية، وأعراض أخرى مثل:

  • ضبابية الرؤية.
  • ألم في الصدر.
  • غثيان.

ضربة الشمس

تعتبر ضربة الشمس (Heat Stroke) من أشد أنواع الإصابات الناتجة عن الحرارة، وتصنف كحالة طبية طارئة. تنجم عن التعرض لأشعة الشمس القوية لفترة طويلة، وقد تترافق مع الجفاف، مما يؤدي إلى اضطراب في نظام التحكم بدرجة حرارة الجسم، وقد يظهر صداع شديد نابض كأحد الأعراض، مصاحبًا بالأعراض التالية:

  • ارتفاع درجة حرارة الجسم لأكثر من 40 درجة مئوية.
  • جفاف البشرة وحرارتها.
  • ارتباك وتهيّج.
  • تداخل في الكلام.
  • تهيّج وهذيان.
  • غثيان وتقيؤ.
  • احمرار الجلد.
  • تنفس سريع وضحل.
  • تسارع في ضربات القلب.

الإصابة بالعدوى

يمكن للجسم أن يتعرض للعدوى (Infections) بفعل الجراثيم بما في ذلك البكتيريا والفيروسات والفطريات، وهذا قد يؤدي إلى صداع شديد. ومن أبرز أنواع العدوى المسببة للصداع ما يلي:

  • عدوى السحايا: قد تتم إصابة الأنسجة فوق سطح الدماغ أو المحيطة به، وتعرف هذه الحالة بالسحايا (Meningitis)، وكذلك التهاب الدماغ (Encephalitis). وتصاحب هذه الحالات الأعراض التالية:
    • صداع شديد يعوق الأنشطة اليومية.
    • تيبس الرقبة وصعوبة في ثني الرأس للأسفل.
    • رهاب الضوء.
    • تقيؤ.
    • إعياء وتعب جسدي.
    • تعرق.
  • عدوى سخامية: السخامية (Capnocytophaga) هي نوع من البكتيريا التي يمكن أن تسبب عدوى خطيرة في الظروف المناسبة، وغالباً ما تحدث هذه العدوى نتيجة عضة من كلب أو قطة، خاصةً عند الأفراد الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.

الصداع النصفي

يتميز الصداع النصفي بألم نابض أو خافق في الرأس، وعادةً ما يحدث نوبة الصداع النصفي ما بين 1-4 مرات في الشهر، وتستمر كل نوبة من 4 ساعات إلى 3 أيام، وغالبًا ما تترافق الأعراض التالية مع نوبات الصداع النصفي:

  • حساسية مفرطة تجاه الضوء أو الضوضاء أو الروائح.
  • غثيان وقيء.
  • فقدان الشهية.
  • اضطرابات في المعدة.
  • ألم في البطن.

السكتة الدماغية

تنشأ السكتة الدماغية (Stroke) عندما يتوقف أو ينخفض تدفق الدم إلى أحد مناطق الدماغ، ما يعيق وصول الأكسجين والمواد الغذائية إلى الخلايا، مما يمكن أن يؤدي إلى تلفها أو موتها. وغالبًا ما تترافق السكتة الدماغية بصداع شديد ومفاجئ يستدعي مراجعة الطوارئ.

ارتجاج أو إصابة الرأس

يحدث ارتجاج الدماغ (Concussion) نتيجة إصابة مباشرة للرأس، وعادة ما تستمر هذه الحالة لعدة أيام أو أسابيع، لكنها قد تتطلب تدخلًا طبيًا عاجلًا في بعض الأحيان. يعتبر الصداع أحد الأعراض الشائعة لارتجاج الدماغ، ويمكن أن يظهر في صورة صداع موضعي أو صداع توتري أو صداع نصفي.

تمدد الأوعية الدموية الدماغية

قد يسبب تضخم أو بروز أحد الأوعية الدموية في الدماغ، وهو ما يُعرف بتمدد الأوعية الدموية الدماغية (Brain Aneurysm)، وقد ينتج عن هذا التمزق والإفراز لمحتويات الأوعية المصابة، مما يؤدي إلى حدوث سكتة دماغية نزفية (Hemorrhagic Stroke). تتطلب هذه الحالة عناية طبية فورية، وغالبًا ما تترافق مع الأعراض التالية:

  • اضطرابات بصرية مثل فقدان الرؤية أو ازدواج الرؤية.
  • ألم فوق منطقة العينين أو بالقرب منها.
  • خدر أو ضعف في جانب واحد من الوجه.
  • صعوبة في الكلام.
  • فقدان التوازن.
  • صعوبة في التركيز.
  • فقدان مؤقت للذاكرة.

نزيف تحت العنكبوتية

ينشأ نزيف تحت العنكبوتية (Subarachnoid Hemorrhage) من إصابة في شريان موجود فوق سطح الدماغ، وغالبًا ما يسبب صداعًا شديدًا ومفاجئًا، ويعتبر من أنواع السكتة الدماغية النزفية، ويتطلب عناية طبية فورية لمنع أي أضرار دماغية.

أسباب أخرى للصداع الشديد

تشمل الأسباب الأخرى المحتملة للصداع الشديد ما يلي:

  • السرطانات: قد يسبب الصداع المرتبط بالسرطان الألم في أحد جانبي الرأس أو كليهما، ويتراوح شده من المتوسطة إلى الشديدة، ويمكن أن ينجم عن السرطان نفسه أو الإجراءات العلاجية أو الإجهاد المحتمل المرتبط بالحالة، ومن التغييرات الأخرى التي يسببها السرطان:
    • فقر الدم.
    • الجفاف.
    • فرط كالسيوم الدم.
    • قلة الصفائح الدموية.
    • الالتهابات.
  • ورم الدماغ: من النادر أن تسبب أورام الدماغ صداعًا، ولكن الصداع المرتبط بها لا يختفي، وغالبًا ما يُلاحظ عند الاستيقاظ في الصباح، ويزداد حدة مع مرور الوقت.
  • الجلوكوما الحادة: تتميز هذه الحالة بصداع شديد ومفاجئ، يتركز خلف العينين بسبب الارتفاع المفاجئ في الضغط داخل العينين، مصحوبًا بأعراض مثل احمرار العين وضبابية الرؤية.

متى يجب مراجعة الطبيب؟

من الضروري السعي للحصول على استشارة طبية عند الشعور بالصداع، لاسيما إذا كان يظهر بالسمات التالية:

  • شديد أو مستمر.
  • يعيق القدرة على أداء الأنشطة اليومية.
  • يحدث بشكل منتظم أو دوري.
  • لا يستجيب للعلاج.
  • يرتبط بأعراض أخرى مثل:
    • ارتباك.
    • حمى.
    • تغيرات حسية.
    • تيبس الرقبة.
    • آلام في البطن.

ملخص المقال

تتعدد أسباب الصداع الشديد، بدءًا من مشاكل بسيطة مثل مشكلات الأسنان وتناول أنواع معينة من الأطعمة، وصولًا إلى حالات مرضية أو إصابات يومية، ترافقها أعراض معينة. ويستدعي الأمر مراجعة الطبيب لتشخيص الحالة ومعرفة الأسباب الكامنة، ومن ثم وضع خطة علاج فعالة وآمنة.

Scroll to Top