أبيات شعرية تعبر عن المدح والثناء

مدح السيدة عائشة

حصانٌ رزينٌ لا يميل إلى الخداع،

لتصبح غارثة من لحوم الغوائل.

زوجة خير الناس ديناً ومقاماً،

نبي الهدى والمكرمات الفواضل.

عقيلة حي من لؤي بن غالب،

كرام المساعي، مجدها لا يزول.

مهذبة طيب الله خيمها،

وطهرها من كل سوء وباطل.

فإن كنت قد قلت ما زعمتم،

فلا رفعت سوطي إليّ أناملي.

وإن ما قيل ليس بلائق

بها الدهر، بل قول امرئ بي ماحل.

فكيف وودي ما حييت ونصرتي

لآل نبي الله زين المحافل.

له رتب عالية على الناس جميعاً،

تتضاءل أمامها ثورة المتطاولين.

رأيتك وليغفر لك الله، حرة

من المحصنات غير ذات غوائل.

عواذل ذات الخال في حواسد

عواذل ذات الخال لديّ حساد،

وإن ضجيع الخود مني لماجد.

يرد يداً عن ثوبها وهو قادر،

ويعصي الهوى في طيفها وهو راقد.

متى يشتفي من لاعج الشوق في الحشا

محبٌ لها في قربه متباعد.

إذا كنت تخشى العار في كل خلوة،

فلم تتصباك الحسان الخرائد؟

ألّح علي السقم حتى ألفته،

وملّ طبيبي جانبي والعوائد.

مررت على دار الحبيب فحمحمت،

جوادي، هل تشجي الجياد المعاهد؟

وما تنكر الدهاء من رسم منزل،

سقتها ضريب الشول فيه الولائد.

أهُمّ بشيء والليالي كأنها

تطاردي عن كونه وأطاردي.

وحيدٌ من الأخلاء في كل بلدة،

إذا عظم المطلوب قلّ المساعِد.

وتسعدني في غمرة بعد غمرة،

سبوحٌ لها منها عليها شهائد.

تثنى على قدر الطعان كأنما

مفاصلها تحت الرماح مراود.

وأورد نفسي والمهنّد في يدي

موارد لا يصدّرن من لا يجالد.

ولكن إذا لم يحمل القلب كفّه

على حالة لم يحمل الكفّ ساعد.

خليلَيّ إني لا أرى غير شاعر،

فلم منهم الدعوى ومني القصائد.

فلا تعجبا إن السيوف كثيرة،

ولكن سيف الدولة اليوم واحد.

له من كريم الطبع في الحرب منتضٍ،

ومن عادة الإحسان والصفح غامد.

ولما رأيت الناس دون محله،

تيقنت أن الدهر للناس ناقد.

أحقّهم بالسيف من ضرب الطلى،

وبالأمن من هانت عليه الشدائد.

وأشقى بلاد الله ما الروم أهلها،

بهذا وما فيها لمجدك جاحد.

شننت بها الغارات حتى تركتها،

وجفن الذي خلف الفرج ساهد.

مخضبة والقوم صرعى كأنها،

وإن لم يكونوا ساجدين مساجد.

تنكسهم والسابقات جبالهم،

وتطعن فيهم والرماح المكايد.

وتضربهم هبراً وقد سكنوا الكدى

كما سكن بطن التراب الأساود.

وتصبح الحصون المشمخرات في الذرى،

وخيلك في أعناقهنّ قلائد.

عصفت بهم يوم اللقان وسقناهم

بهنريط حتى ابيض بالسبي آمِدُ.

وألحقت بالصرف صفّا فانهوى،

وذق الردى أهلاهما والجلامد.

وغلس في الوادي بهن مشيع،

مبارك ما تحت اللثامين عابد.

فتى يشتهي طول البلاد ووقته،

تضيق به أوقاتُه والمقاصد.

أخو غزوات ما تغبّ سيوفه،

رقابهم إلا وسيلان جامد.

فلم يبق إلا من حماها من الضبى،

لما شفتَيْها والثديّ النواهد.

تبكي عليهم البطاريق في الدجى،

وهن لدينا ملقيّات كواهد.

بذا قضت الأيام ما بين أهلها،

مصائب قوم عند قوم فوائد.

ومن شرف الإقدام أنك فيهم،

على القتل موموق كأنك شاهد.

وأن دماً أجرَيْتَهُ لكَ فاخِرٌ،

وأن فؤاداً رُعْتَهُ لكَ حامد.

وكل يرى طرق الشجاعة والندى،

ولكن طبع النفس للنفس قائد.

نهبت من الأعمار ما لو حويته،

لهُنئت الدنيا أنك خالد.

فأنت حسام المُلْك والله ضربٌ،

وأنت لواء الدين والله عاقد.

وأنت أبو الهيجا بن حمدان يا ابنه،

تشابه مولودٌ كريمٌ ووالد.

وحمدان حمدون وحمدون حارث،

وحارث لقمان ولُقمان راشد.

أولئك أنياب الخلافة كلها،

وسائر أملاك البلاد الزوائد.

أحبك يا شمس الزمان وبدره،

وإن لامني فيك السهى والفراق.

وذاك لأن الفضل عندك باهر،

وليس لأن العيش عندك بارد.

فإن قليل الحب بالعقل صالح،

وإن كثير الحب بالجهل فاسد.

على قدر أهل العزم تأتي العزائم

على قدر أهل العزم تأتي العزائم،

وتأتي على قدر الكرام المكارم.

وتعظم في عين الصغير صغارها،

وتصغر في عين العظيم العظائم.

يُكلّف سيف الدولة الجيش طموحاً،

وقد عجزت عنه الجيوش الخضارم.

ويطلب عند الناس ما عند نفسه،

وذلك ما لا تدعيه الضراغم.

يفدي أتم الطير عمراً سلاحه،

نسور الفلا أحداثها والقشاعم.

وما ضرها خلقٌ بغير مخالب،

وقد خُلِقَت أسيافُه والقوائم.

هل الحدث الحمراء تعرف لونها،

وتعلم أي الساقيين الغمائم؟

سقتها الغمام الغُرّ قبل نزوله،

فلما دنا منها سقَتها الجماجم.

بناها فأعلا والقنا يقرع القنا،

وموج المنايا حولها متلاطم.

وكان بها مثل الجنون فأصبحَت،

ومن جثث القتلى عليها تمائم.

طريدة دهَر ساقها فرددتّها،

على الدين بالخطي والدهر راغم.

تُفيتُ الليالي كل شيء أخذته،

وهن لما يأخذن منك غوارم.

إذا كان ما تنويه فعلاً مضارعاً،

مضى قبل أن تُلقى عليه الجوازم.

وكيف ترجّين الروم والروس هدمها،

وهذا الطعن أساسٌ لها ودعائم.

وقد حاكمُوهَا والمنايا حَواكمٌ،

فما مات مظلومٌ ولا عاش ظالم.

أتَوْكَ يجرّون الحديد كأنهم،

سروا بجِيَادٍ ما لهن قوائم.

إذا برقوا لم تُعْرَفِ البيض منهم،

ثيابهم من مثلها والعمايم.

خميس بشرق الأرض والغرب زحفه،

وفي أذن الجوزاء منه زمازيم.

تجمع فيه كل لسنٍ وأمّةٍ،

فما يفهم الحداثَ إلا التراجيم.

فلله وقتٌ ذوب الغش نارُهُ،

فلم يبقَ إلا صارمٌ أو ضبارم.

تقطّع ما لا يقطع الدّرع والقنا،

وفرّ من الفُرسان من لا يصادم.

وقفت وما في الموت شكٌ لوَاقفٍ،

كأنك في جفن الردى وهو نائم.

تمر بك الأبطال كالم هزيمة،

ووجهك وضاح وثغرك باسم.

تجاوزت مقدار الشجاعة والنُهى،

إلى قول قوم أنت بالغيب عالم.

ضممت جناحيهم على القلب ضمّة،

تموت الخوافي تحتها والقوائم.

بضرب أتَى الهامات والنصر غائبٌ،

وصار إلى اللّبات والنصر قادم.

حقّرت الردينيات حتى طرحتها،

وحتى كأن السيف للرّمح شاتم.

ومن طلب الفتح الجليل فإنما،

مفاتيحه البيض الخفاف الصوارم.

نثرتم فوق الأُحَيْدِبِ كُلّه،

كما نُثِرَتْ فوق العروس الدراهم.

تدوس بك الخيل الوكور على الذرى،

وقد كثرت حول الوكور المطاعم.

تظن فراخ الفتخ أنك زرتها،

بأمّاتها وهي العتاق صلادم.

إذا زلقت مشيْتَها ببطنها،

كما تتمشى في الصعيد الأراقم.

أفي كل يومٍ ذا الدُمُستُق مُقدِمٌ،

قفاه على الإقدام للوَجه لائم؟

أيُنكِرُ ريحَ اللّيثِ حتى يذوقه،

وقد عرفت ريحَ اللّيوث البهائم؟

وقد فجَعَتْهُ بابنهِ وابن صهرهِ،

وبالصهر حملاتُ الأمير الغَوَاشم.

مضى يشكر الأصحابَ في فواته الظُّبَى،

لما شغلته هامُهُمْ والمعاصم.

ويفهم صوت المشرفية فيهم،

على أن أصوات السيوف أعاجم.

يسرّ بما أعطاك لا عن جهلٍ،

ولكن مغنومًا نَجَا منك غانم.

ولستَ مليكاً هازماً لنظيره،

ولكنك التوحيد للشرك هازم.

تشرف عدنان به لا ربيعة،

وتفتخر الدنيا به لا العواصم.

لك الحمد في الدر الذي لي لفظه،

فإنك معطيهِ وإنّي ناظم.

وإنّي لَتَعْدو بي عطاياك في الوغى،

فلا أنا مذموم ولا أنت نادم.

على كل طيارٍ إليهَا برِجْلِه،

إذا وقعت في مِسْمَعَيْهِ الغماغم.

ألا أيها السيفُ الذي ليس مُغمَدًا،

ولا فيه مرتابٌ ولا منه عاصم.

هنيئاً لضرب الهام والمجد والعُلَى،

وراجيك والإسلام أنّك سالم.

ولم لا يقي الرحمن حدّيك ما وقى،

وتفلقُه هام العدى بك دائِم.

سلام البيان وفتيانه

سلام البيان وفتيانه،

عليكم معاشر أعوانه.

لأنتم مؤملٌ ملهوفه،

وأنتم مؤمن فزعانه.

ولولا بقية أمثالكم،

لضاعت بقية قحطانه.

ففي الشرق باغٍ على حقه،

وشانٍ يغيّر على شانه.

أصيب البيان بما راعه،

وهز رواسخ أركانه.

بكل دخيلٍ على ثوبه،

تغلغل داخل قمصانه.

فعاث ببهجة منثوره،

وفكّ قلائد عقيانه.

وأطمع بأقل من مجده،

بإرث سلالة سحبانه.

فبات يثغثغُ في داره،

دعيٌّ المَّ بديوانه.

وحلّ الغراب على روضه،

محل الحمامة من بانه.

أرى الشرق يمنع عيني ترى،

أديباً عزيزاً بأحضانه.

أراه يهيم بطاغوته،

ويزرى بعترة لقمانه.

ويشقي الصحافي في أرضه،

لينعم كسرى بإيوانه.

ويولي المشانق أعناقنا،

فدى للأمير وتيجانه.

ويغذي المنايا بأكبادنا،

لتسلم مهجة سلطانه.

تعدى وصية إنجيله،

وخالف آية قرآنه.

فهذا يضج على شيخه،

وذاك يصيح بمطرانه.

هو الشرق يكرم عُماته،

ويرعى قلانس رهبانه.

ألا أيّها الحبرُ الهمامُ الّذي غدا

ألا أيّها الحبرُ الهمامُ الّذي غدا،

على تونس الخضراء قد أشرق السنى.

ومن قد غدت بين الأنام دروسه،

تنمّ على علياهُ بالحمد والثّنا.

فكم كتب تبدأ وتختمها وكم،

ترى نكتا تبدي بها وتفنّنا.

إلى أن بدأت الكنز فابشر فإنّ من،

هُنالك قد جاء الغناء ومن هُنا.

كأنّ لسان الحظّ قال لك انتبه،

وأرّخ ببدء الكنز مبدئوك الغنى.

سقى اللّه بستان الزبير

سقى اللّه بستان الزبير ودام في،

مجاريه سيل النهر ما غنت الورق.

فكانت لنا من نعمةً في جنابه،

كبزته الخضراء طالعها طلق.

هو الموضع الزاهي على كل موضع،

أما ظله ضاف أما ماؤه دفق.

أهيم به في حالة القرب والنوى،

وحق له مني التذكر والعشق.

ومن ذلك النهر الخفوق فؤاده،

بقلبي ما غيبت عن وجهه خفق.

أيا ابن زهير لست أعطيك بعدها

أيا ابن زهير لست أعطيك بعدها،

سلاماً ووداً والمكان رحيب.

لقد كنت قبل اليوم أحسب أنك ال

همام إلى سبل النجاح تصوب.

إلى أن بدا لي منك ما لو رأيته،

من الطفل قبل اليوم فلت عجيب.

لقد جاءني النجل السعيد ابنك الذي،

شمائله بين الأنام تطيب.

فقام مقامي شاكياً منك شدة،

ومنعاً من الآداب وهو خطيب.

فما زال بين القوم يبدي تأسفاً

على العلم حتى قد علاه نحيب.

قيس أخا الود ما هذا الملام وأنت لم،

تكن عالماً بالأمر وهو غريب.

أتزعم أن ابني شكاني وأنّه،

ظلوم يجوب الزور حيث يجوب.

غلا قوله بغياً فاني وضعته،

بمدرسة عامين وهو نجيب.

فأدرك من علم الحساب فوائد،

وعاد بحسن الخط وهو أريب.

فأخرجته من بعد ذاك وأن لي،

بفعلي عذراً والإله رقيب.

فان لمني بعد الذي قد ذكرته،

فما لك في هذا الملام مصيب.

Scroll to Top