آداب الصوم في الإسلام وكيفية تحقيقها

آداب الصيام

تتضمن آداب الصيام مجموعة من السلوكيات التي يُشجع المسلم على مراعتها كجزء من اقتدائه برسول الله -صلى الله عليه وسلم-. ومن بين هذه الآداب:

  • المحافظة على وجبة السحور، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (تَسَحَّرُوا؛ فإنَّ في السَّحُورِ بَرَكَةً).
  • استثمار الوقت في طاعة الله -عز وجل- من خلال الذكر وتلاوة القرآن والصدقة والإحسان إلى الآخرين، حيث قال عبد الله بن عباس: (كانَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أجْوَدَ النَّاسِ، وكانَ أجوَدُ ما يَكونُ في رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وكانَ جِبْرِيلُ يَلْقَاهُ في كُلِّ لَيْلَةٍ مِن رَمَضَانَ، فيُدَارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ أجْوَدُ بالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ).
  • الإسراع في الإفطار، طبقاً لحديث سهل بن سعد الساعدي: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- قالَ: لا يَزَالُ النَّاسُ بخَيْرٍ ما عَجَّلُوا الفِطْرَ).
  • الحرص على صلاة التراويح وقيام الليل، كما ورد عن أبي هريرة: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قَالَ: مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ).
  • الاعتكاف، والذي يعد مكوثاً في المسجد من غروب ليلة اليوم العشرين حتى غروب آخر ليلة من رمضان.

الحكمة من مشروعية الصوم

تتجلى الحكمة من فرض الصيام في تحقيق التقوى، حيث قال الله -عز وجل-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ). لذلك، ينبغي على الصائم أن يسعى لتحقيق التقوى خلال فترة صيامه. ومن الحكم أيضاً كسر الشهوة، ومجاهدة النفس، والتحلي بالصبر.

إن الهدف من الصيام ليس مجرد الابتعاد عن الطعام والشراب، بل يتطلب أيضاً تهذيب النفس وتربيتها، كما أوضح النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديثه عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: (مَن لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ والعَمَلَ به، فليسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ في أنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ).

أركان الصيام

هناك عدة أركان يتعين تحققها لصيامٍ صحيح ومقبول عند الله، ومنها:

  • النية

النية هي عمل من أعمال القلوب، ولا تصح العبادة بدونها. وقد قال الله -سبحانه وتعالى-: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ). ويرى جمهور الفقهاء ضرورة تبييت النية قبل الفجر لصيام الفريضة، مما يعني أنه يجب على الصائم أن ينوي من الليل.

  • الإمساك عن جميع المفطرات طوال فترة الصيام

يجب أن يكون الإمساك من طلوع الفجر حتى غروب الشمس، وفقاً لقوله -تعالى-: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِن الخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ).

وقد ورد في الحديث الصحيح أنه عندما نزلت هذه الآية، قال الصحابي: (عَمَدْتُ إلى عِقَالٍ أَسْوَدَ وإلَى عِقَالٍ أَبْيَضَ، فَجَعَلْتُهُما تَحْتَ وَسَادَتِي، فَجَعَلْتُ أنْظُرُ في اللَّيْلِ، فلا يَسْتَبِينُ لِي، فَغَدَوْتُ علَى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَذَكَرْتُ له ذلكَ، فَقالَ: إنَّما ذلكَ سَوَادُ اللَّيْلِ وبَيَاضُ النَّهَارِ).

  • المعرفة بأن التكليف بالصيام موجه للمسلم البالغ العاقل القادر على الصيام.
Scroll to Top