أبو حاتم الرازي: عالم حديث ومؤرخ من القرن الثالث الهجري

أبو حاتم الرازي

الإمام الحافظ والنّاقد، شيخ المحدثين، المعروف بالحنظلي الغطفاني، ينحدر من قبيلة تميم بن حنظلة بن يربوع. ويرتبط بلقب الحنظلي كونه مقيمًا في درب حنظلة بمدينة الري. كان من الأعلام البارزين في مجال العلم، وقد تجوّل في العديد من البلدان. تميز بالبراعة في علم المتن والإسناد، كما قام بجمع وتصنيف الأعمال، إضافة إلى كفاءته في الجرح والتعديل وتصحيح وتحليل الأحاديث.

وُلِدَ في السنة الخامسة والتسعين بعد المائة، وبدأ تأليفه في الحديث في السنة التاسعة بعد المائتين. يعتبر من أقران البخاري، ولكنه عاش لمدّة تزيد عن عشرين عامًا بعد وفاة البخاري.

تلاميذه

روا عنه عدد من التلاميذ مثل عبيد الله بن موسى، ومحمد بن عبد الله الأنصاري، والأصمعي، وقبيصة، وأبا نعيم، وعفان، وعثمان بن الهيثم، وأبا مسهر الغساني، وأبا اليمان، وسعيد بن أبي مريم، وزهير بن عباد، ويحيى بن بكير، وأبا الوليد، وآدم بن أبي إياس، وثابت بن محمد الزاهد، وأبا زيد الأنصاري النحوي، وعبد الله بن صالح العجلي، وعبد الله بن صالح الكاتب، وأبا الجماهر محمد بن عثمان، وهوذة بن خليفة، ويحيى الوحاظي، وأبا توبة الحلبي، وأبي حفص الفلاس، والربيع المرادي، وابن وارة، ومحمد بن عوف. ومن الصعب حصر جميع مشايخه، حيث صرّح الخليلي بأن أبا حاتم اللبان الحافظ أخبره أنه جمع نحو ثلاثة آلاف راوٍ عنه.

الذين رووا عنه من الأئمة

أبرز تلاميذه الإمام الحافظ أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم، ويونس بن عبد الأعلى، والربيع بن سليمان المؤذن، وأبو زرعة الرازي، وأبو زرعة الدمشقي، وإبراهيم الحربي، وأحمد الرمادي، وموسى بن إسحاق الأنصاري، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وكذلك أبو عبد الله البخاري، وأبو داود، وأبو عبد الرحمن النسائي في “سننهما”، وابن صاعد، وأبو عوانة الإسفراييني، وحاجب بن أركين، ومحمد بن إبراهيم الكناني، وزكريا بن أحمد البلخي، والقاضي المحاملي، ومحمد بن مخلد العطار، وأبو الحسن علي بن إبراهيم القطان، وأبو عمرو محمد بن أحمد بن حكيم، وسليمان بن يزيد الفامي، والقاسم بن صفوان، وأبو بشر الدولابي، وأبو حامد بن حسنويه، والعديد غيرهم.

كما شهدت رحلاته تفاعلات مع العديد من الأئمة، حيث كان يسافر مع ابنه، والتقى بعدد من أصحاب ابن عيينة ووكيع. فقد رُوي عن الحافظ أبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي أنه قال: “حدثنا الربيع المرادي عن أبي حاتم الرازي، عن داود الجعفري، عن عبد العزيز بن محمد، عن إبراهيم بن عقبة، عن كريب، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: خير نساء العالمين مريم، وآسية امرأة فرعون، وخديجة، وفاطمة. ثم أكمل ابن عدي بقوله: وحدثنا أبو حاتم عن صالح بن أحمد الهمذاني الحافظ، قال: حدثنا القاسم بن أبي صالح، وسليمان بن يزيد، فقالا: حدثنا أبو حاتم، قال: حدثني أبو زرعة عن أبي الجماهر، أخبرنا إسماعيل بن عياش، عن عبد العزيز بن عبيد الله، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: رفع القلم عن ثلاثة.

مآثره

  • ذكر أبو حاتم أنه كان لديه شيء في قرطاس ولكنه فقد. وقد روى الحافظ أبو بكر الخطيب عنه: حدثنا علي بن طلحة، عن صالح بن عبد الرحمن بن أبي حاتم، أنه سمع موسى بن إسحاق القاضي يقول: “ما رأيت أحدًا أحفظ من والدك”. وقد التقى بأبي بكر بن أبي شيبة، وابن نمير، وابن معين، ويحيى الحماني.
  • أشار الخطيب إلى أن أبو حاتم كان واحدًا من الأئمة الأثبات الحافظين، وكان أقدم سماعه في السنة التاسعة بعد المائتين.
  • ذكر ابن عدي أن القاسم بن صفوان سمع أبا حاتم يقول: “الأورع من رأيت أربعة: آدم، وأحمد بن حنبل، وثابت بن محمد الزاهد، وأبو زرعة الرازي”. وعندما أبلغ ذلك لعثمان بن خرزاذ، قال: “أما أنا فأقول: الأعلم من رأيت أربعة: محمد بن المنهال الضرير، وإبراهيم بن عرعرة، وأبو زرعة، وأبو حاتم”.

قال ابن أبي حاتم: “سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول: إن أبو زرعة وأبو حاتم هما إماما خراسان، ودعا لهما، فقال: إن بقاؤهما صلاح للمسلمين.”

  • قال محمد بن الحسين بن مكرم: “سمعت حجاج بن الشاعر، وذكرت له أبو زرعة، وابن وارة، وأبو جعفر الدارمي، فقال: ما بالمشرق أنبل منهم.”
Scroll to Top